شبكة ذي قار
عـاجـل










فأقول غامرت ادارة بوش الابن بتفكيك معادلة التوازن العربي الإقليمي بتهديم العراق البعد الصلب في التوازن والذي كان بمثابة صمام الأمان الاستراتيجي ومرتكزا أساسيا في الأمن والسلم الدوليين ، وأنتجت ادارته سلطة طائفية بغالبية ايرانية ان كانوا من الاصول الفارسية أو من المتفرسين الذين يعدون الاخطر ، وعلى ركام الغزو والاحتلال غير الشرعي دوليا" لان قرار الحرب كان امريكيا" بريطانيا" خارج الارادة الدولية ، ان الحاكم الامريكي لبغداد ما بعد الغزو والاحتلال بول بريمر قد عمد على تفكيك الدولة العراقية والقوات المسلحة ليحل بدلا منها المرتزقة تحت عنوان الدمج - أي المليشيات تذوب في الجيش الجديد الذي يدعونه والأجهزة الامنية ومنح الرتب والمراتب بعدد سني الخيانة الوطنية والعمل كمقاتلين لحساب ايران في الاهوار والخطوط الخلفية عبر تأريخهم الاسود الذي يدعونه جهادي - وشركات الامن الخاصة بما يخالف اتفاقيات جنيف والقانون الدولي وقد ارتكب خطيئة سياسية وقانونية وأمنية كبرى ، وتعدى ذلك ديفيد بترايوس الذي اشاع مظاهر الفتنة والتعذيب الطائفي الممنهج ضد الشعب العراقي ،

وقد كُشفت قناة الـ بي بي سي والغار ديان النقاب عن وجود صلة لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون بمراكز اعتقال وتعذيب في عام 2004 يعتقد أنها كانت من الأسباب التي هيأت لحرب طائفية واسعة النطاق في العراق ، وتخلص الشهادات التي تم توثيقها في حينه إلى أن محصلة تشكيل القوة شبه العسكرية في العراق وتسليحها { فرق الموت الطائفية } كان إطلاق العنان لقوة فتاكة استخدمت التعذيب الطائفي منهجا لها ، وعملت على إشعال حرب الابادة الطائفية التي أودت بحياة ملايين من الضحايا والمهجرين قسرا ففي ذروة الصراع الطائفي كانت هناك ثلاثة آلاف جثة تظهر كل شهر في شوارع العراق وبالتأكيد هدم دولة ومؤسساتها وإشاعة الظواهر الطائفية المسلحة داخل السلطة وخارجها يعد جريمة ضد الانسانية وهدم للمنظومات القيمية الدولية ، وخرق واضح للقانون الدولي ،

وأصبح الارهاب الطائفي والترويع المجتمعي منهجا يوميا للسلطة في العراق والذي انعش تجارة المليشيات الطائفية والسجون والاختطاف والوشاية الطائفية من خلال المخبر السري عبر السلطة ومؤسساتها ، من خلال ما تقدم والتوافق المعلن والسري فيما بين الادارة الامريكية المتعاقبة ونظام الملالي فان إيران الرابح الأكبر بلا شك في لعبة غزو وتدمير العراق وهذا ليس ادعاء بل ان تصريح رافسنجاني وبوجردي وعلي اكبر ولايتي يؤكد ذلك عندما التقوا جميعا" في عبارة واحده حرفيتها {{ لولا الدعم الايراني لما تمكنت امريكا من صدام حسين }} وتهيمن ايران اليوم على 85 من العقود التجارية العراقية وتحتكر 68 من النفط بشكل مباشر وبالتهريب وبالمقايضة ووفق الالية التي ابتدعها ابن المرجعية البار حسين الشهرستاني شقيق جواد الشهرستاني صهر المرجع الاعلى السيستاني ، وتسيطر على الأسواق العراقية عبر إغراق السوق العراقي ببضاعتها الرديئة وتسحب العملة الصعبة من العراق وتفرغه ماليا عبر البنوك الاهلية الوهمية وما تلعبه في مزاد العملة التي سنها سنان الشبيبي واعتمدها الهالكي لإدامة قوة الاقتصاد الايراني امام جملة الاجراءات التي اتخذتها اوربا قبل توقيع الاتفاق النووي الايراني ومجموعة { 5 + 1 } ، وقد جعلته مركزا لتزوير العملات وتخترق بشكل مزمن امن العراق والمنطقة بالمليشيات الطائفية والمجاميع الخاصة وبخلايا {{ الحرس الثوري الإيراني }} الذي يعمل البعض منها على شكل شركات تجارية وأمنية وسياحية دينية وتهيمن على الهرم السياسي ،

أذن ما الفائدة الاستراتيجية من حرب المغامرة بالعراق ، وما هو المشروع الذي تحقق أو الهدف السياسي ؟ وقد سلمت اميركا العراق إلى إيران على طبق من ذهب دون خسائر إيرانية ، والأخيرة استخدمت دماء العراقيين معبرا لأطماعها ، وتمارس البلطجة الطائفية يوميا ضد المتظاهرين الرافضين لاحتلالها العراق ونهب ثوراته وقتل ابنائه وسط صمت عربي ودولي سياسي وإعلامي قل نظيره عبر التاريخ الحديث وابرز هذا الانتهاك ما حصل مع المتظاهرين المقتحمين للمنطقة الغبراء باتجاه بناية مجلس الوزراء والعنف المفرد الذي مارسه عناصر الحرس الثوري الايراني المكلفين بحماية حكومة الاحتلال بعلم وتوافق الادارة الامريكية وهذا غير مستغرب ومفاجأ لان المطلوب دوليا" والمجمدة ارصدته والممنوع من السفر كونه ارهابي وضالع بعمليات ارهابية دوليه واعني الجنرال قاسم سليماني اليوم يتواجد على تخوم الفلوجه هو ومليشياته المجرمة تحت مضلة طيران التحالف ومجاملات المستشارين الامريكان والبريطانيين وغيرهم ، وأكرر لا نستغرب ذلك لان الغاية تبرر الوســـيلة من اجل ان يبقى الديمقراطيون بالا داره الامريكية وتفوز الســــنيوره هيلا ري لا ضير من بيع الشــــعبيين العراقي والســـوري وإطلاق العنان لإيران لتفعل فعلها وتحقق حلمها بالانبعاث الامبراطوري ، وهنا السؤال المهم والاهم { ألم يكن هذا الاسلوب بنتائجه هو حرب الانسلاخ الفكري ؟ }

يتبع بالحلقة الثالثة





الاحد ٧ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة