شبكة ذي قار
عـاجـل










نعم هكذا يتم التعامل مع العقل العربي اليوم من خلال القنوات الفضائية والصحافة ودعاة العقل الفارسي تحت عناوين المحللين والباحثين بالشأن العربي الذين تم تهيئة كل الوسائل لهم للامعان في التخريب الفكري من خلال برامجهم وندواتهم وحواراتهم المبرمجه بإتقان لإيجاد الفجوة الفكرية تمهيدا" للاختراق المراد تحقيقه استثمارا" لبعض الامور المؤلمة التي فرضها الواقع العربي الرديء بفعل الحاكم الذي هو بذاته اداة من ادواة القوى المعادية لاماني وتطلعات الشعب العربي ، ومن اجل تحقيق الغاية الاهم تعرية الدعوات الفارسية والمتشيطنين معها لابد من الرد المنطقي والعلمي والعقلاني كي يتم الجام هكذا افواه وضمائر تدعي انتسابها العربي ولكن هواها لأعداء العروبة والإسلام حتى وان كانوا يدعون التدين لأنهم بمنهجهم الفكري خرجوا على الدين المحمدي الحنيف بابتداعهم نظرية تعطيهم الحق الالهي بان يكونون قائمين بأمر المسلمين نيابة عن الرسول محمد صل الله عليه واله والإمام المعصوم بغيبته وان كل ما هم يطرحونه واجب التقييد والإتباع لان سطوتهم وفق نظرية ولاية الفقيه تحتكر { الفرد والمجتمع والسلطة } أي انه الرب الاعلى فعبدون وكما كان يفعل فرعون ،

فأقول منذ وصول الخميني إلى قمة السلطة في إيران 11 شباط 1979 بالأسلوب والوسيلة المعد مسبقا" وإعلانه عن مشروع تصدير ثورته إلى دول الجوار وخاصة العراق بالرغم من الموقف الذي عبر عنه المرحوم القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق في خطابه القومي بذكرى الثانية والثلاثون لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي ومطالبه النظام الايراني الجديد بان يكون قوة مضافة للأمة العربية بتصديها للعدوان ، وما بادرت به القيادة السياسية من خلال رسالة المرحوم الاب القائد احمد حسن البكر الى المتصدين للعملية السياسية الجديدة في ايران كان الرد الصادر من خميني يعبر عن الحقد الدفين والإصرار على تحقيق ما لم يتمكن الشاه من تحقيقه الانبعاث الامبراطوري الفارسي عندما ختم خميني جوابه بالآية الكريمة * والسلام على من اتبع الهدى * وهي مخاطبة للكافرين بني اسرائيل ،

فأقول مرّ هذا المشروع بمراحل في العمل وتغييرات في الإستراتيجية في البدايات الأولى تجسد أهم محاولات هذا المشروع بمنطقتنا في ثلاث حالات دموية ، الأولى الحرب المفروضة ايرانيا" على العراق { 1980 - 1988 } التي استمرت ثماني سنوات وأغرقت البلدين في دماء أكثر من مليون قتيل من أبناء البلدين وقد سبقتها اعمال ارهابية قام بها حزب الدعوة العميل باستهداف وزارة التخطيط العراقية بتفجير انتحاري وبناية وكالة الانباء العراقية { واع } واستهداف الرفيق الراحل طارق عزيز في حرم الجامعة المستنصرية واستهداف موكب تشيع الشهداء من الطلبه في منطقة الوزيرية ومحاولة اغتيال وزير الثقافة والإعلام الرفيق لطيف نصيف جاسم والتعرض على الدوائر والمؤسسات الحكومية بإلقاء القنابر اليدوية عليها واستهداف الطالبات بمادة التيزاب لإثارة الهلع والرعب .... الخ

بالإضافة الى التدخل بالشأن الداخلي العراقي وتسخير وسائل اعلامهم لغرض التدريب على كيفية صنع المتفجرات وطباعة المنشورات والتحريض ولحين البدء بالعمليات العسكرية الاستفزازية بريا" وبحريا" وجويا" بالرغم من المناشدات المستمرة والشكوى في مجلس الامن الدولي ، والثانية المحاولة الانقلابية الفاشلة في البحرين 1981 بقيادة الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين يتزعمها هادي وتقي المدرسي الإيرانيين التي تم كشفها والقبض على بعض من قادتها وهروب البعض الآخر والثالثة ولادة حزب الله في لبنان 1982 ليكون موطئ القدم الايراني المتقدم في لبنان بدعم النظام السوري الحليف لإيران طائفيا" بمخاضها الدموي أما العوامل المشتركة بين هذه الحالات الثلاث فيمكن إيجازها في التالي {{ كانت تستهدف الاقطار العربية ذات الثقل السكاني لأتباع ال البيت عليهم السلام وكانت بقيادة إيرانية مباشرة ، وقد رفض العرب لهذا التدخل الإيراني السافر في بلدانهم }} خلال الشهر الأخير من حرب الثماني سنوات الإيرانية العراقية وبالتحديد في منطقة الفاو العراقية التي كانت تحت الاحتلال الإيراني حينها دارت معارك ضارية تم فيها إبادة الجيش الإيراني ودخلت القوات العراقية الأراضي الإيرانية للضغط باتجاه إنهاء الحرب فتحقق الهدف واستسلم الخميني وأعلن في موافقته على القرار الاممي بجملته الشهيرة {{ أوافق على وقف القتال وكأنني أتجرع كأساً من السم }} ،

وبقيت هذه الجملة تتردد في وسائل الإعلام لأيام حتى باتت مرسومة في الذاكرة في إشارة واضحة لرغبته في استمرار الحرب وإزهاق الارواح وسيل الدماء وبهذا اسقط بنفسه هالته الدينية التي يتقمصها ، وما اضطراره لإنهائها إلا بسبب هزيمة بلاده فيها لم يكن ذلك التاريخ مؤشراً لإنهاء الحرب وهزيمة إيران فقط ، وهنا السؤال الموجه الى من سلب خميني عقولهم - من زود ايران بالســلاح لا دامت زخم المعركة وتمكينه من تحقيق احلامه ؟ ، الم تكن فضيحة الطائرة والسلاح الذي تحمله وغزة صحوة ، ألم يكن اعتراف رئيس الجمهورية الايرانية الاسبق زاده بأنه صعق عندما اطلع على قرار خميني بموافقة على التعامل مع الكيان الصهيوني وتوريد الاسلحة منه مما دعاه الى الحديث مع خميني حول الامر فاعلمه بصحة القرار ، وكيف تفسر استهداف نظام سياسي يتبنى القضية الفلسطينية ويعتبرها القضية المركزية ؟

بل ما هو تفسير مقابلة الاحسان بالهجوم والنعت بالكفر وتأليب الرأي العام وحث الاتباع بالتخريب الاقتصادي والإخلال الامني ، ما هو التفسير لقول رافسنجاني لولا ايران لما تمكنت امريكا من اسقاط حكومة طالبان و احتلال العراق ؟ ، وما هي العلاقة مع تنظيم القاعدة وأسباب وجود قياداتها وغوائلهم في شمال طهران ؟ وهكذا الحال مع طالبان وكان اخرهم قائد طالبان الذي تمت تصفيته من قبل امريكا بضربة جوية بطائرة بدون طيار بعد تعقيب حركته من ايران الى الاراضي الافغانية ، وما هو لغز عدم تعرض القاعدة ونتاجها داعش الى النظام الايراني ؟ ، وما هو دور النظام الايراني في تمزيق وحدة المقاومة الفلسطينية من خلال تبني حماس ودعمها في ايجاد كيان سياسي لها في غزة على حساب وحدة التراب وطني الفلسطيني وغير ذلك من الاسئلة التي تعري كل الادعاءات والشعارات التي ترفعها ايران ومن يدور بفلكها

يتبع بالحلقة الخامسة
 





الاربعاء ١٠ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة