شبكة ذي قار
عـاجـل










ما يقوم به ملالي الفرس في الوطن العربي لا يختلف عما يقوم به الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ، فكلاهما حالة احتلال لاراضي عربية لا تقل في قدسيتها عن بعضها البعض ، فالأرض العربية على وجه العموم تحمل ذات القدسية ، فقد هبت الأمة لنصرة ثورة الجزائر ، ولم يتحجج البعض من حرف الصراع عن المواجهة مع " اسرائيل " ، كما ينعق الناعقون اليوم عندما نقف في مواجهة الاحتلالات الفارسية لعواصم عربية أربع ، كما يأتي على السنة مسؤولي هذا النظام ، وبغداد محتلة ليس كما يدعي ملالي الفرس فحسب ، بل ومن خلال بيانات المقاومة العراقية التي وهي تقاتل الاحتلال الامريكي والاحتلال الفارسي ورد في بيانها الاستراتيجي الأول مركزية الصراع مع الكيان الصهيوني ، ولم تنحرف عن المفهوم القومي للمواجهة ، لأن بوصلتها واضحة ، وطريقها مفهومة معالمه ، ومع ذلك تجد من يتخندق في الخندق الفارسي ، وباع بغداد ودمشق من أجل حفنة دولارات من مخابرات نظام الملالي.

كيف لهؤلاء الناعقين أن يدوسوا على احتلال بغداد ودمشق من أجل دولارات يقبضونها من المخابرات الايرانية ، وفي الوقت نفسه يتحدثون عن حرف الصراع بوضع ايران مكان " اسرائيل" ، والمؤلم المبكي أن هؤلاء الناعقين لم يقدموا موقفاً واحداً على طريق تحرير فلسطين ، باستثناء الصراخ في بعض المسيرات في شوارع عمان لرفع العتب ، وكأن فلسطين لا يتم تحريرها إلا من خلال ما تصدره حناجرهم الرخيصة التي اعتادت على وضع السم في الدسم .

كانوا يحجون إلى بغداد زمن الحكم الوطني ، وكانت أبوابها مشرعة أمامهم ، فهاهي بغداد بعد احتلال الملالي لها لا تستقبل واحداً منهم ، رغم نجاستهم التي تلبسوها بتنكر ما حل للعراق،بسبب أن طهران باتت كعبتهم ليقبضوا اتاواتهم ، وينفثوا سمومهم ، فشتان بين بغداد في مواقفها ، وبين هؤلاء الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس .

بغداد التي يدوسون على احتلالها قدمت في زمن الحكم الوطني لفلسطين وشعب فلسطين أفضل بكثير ممن ينعقون اليوم باسم فلسطين ، وهم عملاء إما للمخابرات الفارسية أو المخابرات الصهيونية ، لهذا لا يجوز لمثل هذه الاصوات الناعقة أن ترفع صوتها ، فمن يتاجر بالمواقف ، ويبيع القضايا الوطنية والقومية لا يحق له أن يتبجح بالتنظير ، فمن يحتل الارض لابد من مقاومته ، ولا يجوز أن يطالب أحد أصحاب الارض المحتلة / العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن أن لا يواجهوا احتلالات الفرس ، حتى ننتهي من الاحتلال الصهيني ، فكيف لمن ينوء بالاحتلال يمكن له أن يتجاهل الاحتلال ، ويشغل نفسه باحتلال آخر ، ثم هناك قيمة استراتيجية وقدرة نضالية لمكان على آخر، فبغداد المحررة ، تستطيع المشاركة في تحرير القدس ، ولها الاولوية على اقامة دولة فلسطينية ، كما تطالب كل الفصائل الفلسطينية ، فهذه الدولة لا تملك من أمرها شيئاً كالعديد من الدول العربية ، في الوقت الذي سجل التاريخ أن دور العراق في تحرير فلسطين كان مفصلياً ، وقس على ذلك دور دمشق المحررة ، فكلاهما بغداد ودمشق من حواضر الأمة اللتين لهما الدور الاكبر في الدفاع عن الامة ، وهاهو الاحتلال الفارسي قد عطل هذا الدور القومي لهما.

من هنا كانت المواجهة مع ايران لا تقل عن الاهمية في المواجهة مع الكيان الصهيوني ، ولا يجوز التواطؤ من أي طرف عربي مع هذا الاحتلال أو ذاك ، فكما فلسطين محتلة من الكيان الصهيوني ، فبغداد ودمشق تحديداً محتلتان من ملالي الفرس المجوس ، وكلاهما ملالي الفرس والصهاينة لهما مشروعهما العدواني على حساب الأمة .

المواجهة مع ملالي الفرس ضرورية لتتمكن الامة من حشد طاقاتها للمواجهة مع الكيان الصهيوني ، والمواجهة مع الفرس في أكثر من موقع حتمية ، في بغداد كما هي في دمشق والاحواز ، فالاحواز قطر عربي محتل من قبل ايران منذ مائة عام تقريباً ، وكذلك هي الجزر العربية الاماراتية، فكلها أرض عربية لا تقل في قدسيتها عن أرض فلسطين ، ولو كانت ايران الملالي مع فلسطين لما أقدمت على المشاركة في تدمير الامة واحتلال اراضيها .

من يتخندق في الخندق الفارسي هو من يعمل على طعن فلسطين ، ويتخندق في الخندق الصهيوني ، و هو من يعمل على طعن الامة في العواصم التي يعلن الملالي احتلالهم لها ، أياً كانت مواقفه العملية أو الكلامية ، وهو ما يجب أن يفهمه الجميع بما فيهم الطابور الخامس الفارسي في المنطقة العربية ، وهؤلاء المتلعثمين في مواقفهم في فلسطين المحتلة ، الذين تارة يفضحون مواقف ايران الملالي في الدعم وشروطه المذلة القاسية ، وتارة يتخندقون في التحالف مع ايران الملالي ، نظراً للدولارات الايرانية التي يقبضونها ، وبسبب هذه الدولارات يبيعون بغداد ودمشق ، فماذا سيكون موقف هذه الاصواات الناعقة من تهديد ايران لمملكة البحرين ؟، أظن أنهم سيقفون مع الملالي ، بحجة موقفهم من النظام السياسي البحريني ، وهو ما سيغلفون به مواقفهم ، متجاهلين أن الارض باقية والأنظمة إلى زوال ، ولا يجوز المساومة على احتلال بوصة واحدة من الارض العربية أينما كانت ، سواء في لواء الاسكندرونه أو في الجزر العربية، أو في طنجة ، وجبل طارق ...الخ ، وأياً كان النظام السياسي الذي يحكم هذه الارض .

صراع الامة مع أعدائها من امبرياليين وصهاينة وفرس مجوس واحد ، ولا يتجزأ هذا الصراع ، وليس لطرف قدسيته على الآخر ، ولا لاولويته إلا على أرض المواجهة ، ولا يحق لمن يقاتل طرفاً من هؤلاء الاعداء أن يتخندق في خندق طرف آخر مع هؤلاء الاعداء ، لأن فيه خيانة قومية عدا عن أنه يتعارض مع المفهوم الوطني ، والذي يعني لو أن هناك مكياً / نسبة لمدينة مكة المكرمة التي يقدسها المسلمون كافة يحتل ارضي لحملت السلاح للدفاع عن بيتي ووطني ، ولا أنتظر من ينظر علي في أولوية المواجهة مع العدو ، تحت شعارات اولوية الصراع لتغطية مواقف دينية كاذبة ، فالذين يتحججون باستبدالنا الصراع مع ايران بدلاً عن الصراع مع "اسرائيل" كاذبون ، لأنهم يريدون التغطية على مواقفهم القومية الخيانية في حق الامة ، فلتكف ايران يدها عن استهداف الامة إن كانت اسلامية وصادقة في شعاراتها ، وليعلن هؤلاء موقفهم من احتالالات الملالي للارض العربية إن كانوا جزءاً من الامة .

dr_fraijat45@yahoo.com





الثلاثاء ٢٣ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة