شبكة ذي قار
عـاجـل










ولغرض لجم نعيقكم المستمر من خلال فضائياتكم وأقلامكم المسمومة وتجنيكم على البعث الخالد ورواده الاوائل نعرض موقف البعث من مفهوم الالحاد والسلوك الالحادي الذي انتم تعتمدوه وان كنتم تتظاهرون بالورع والإيمان كي تحققوا نزوعكم الطائفي الولائي لأسيادكم الصفو يون الجدد فقال الراحل احمد ميشيل عفلق الاتي {{ أبدأ هذه كتاباتنا ، على قلتها ، ومنذ ذكرى الرسول العربي عام 1943 وقبل ذلك ، أقول في ذكرى الرسول العربي - واعتقد في الصفحة الثانية - يجب أن تتحد الصلاة مع العقل النير مع الساعد المفتول لتؤدي كلها إلى العمل العفوي الطلق الغني القوى المحكم الصائب ، فهذه قناعتي الفكرية العميقة بان الفكر النير وحده لا يكفي بل لابد أن يتحد مع الصلاة ومع السـاعد المفتول ( تعبير عن الشجاعة ، عن حيوية الإنسان وإرادته ) قبل ذلك ، ماذا أقول في ذكرى الرسول العربي قلت نحن أمام حقيقة راهنة هي الانقطاع بل التناقض بين ماضينا المجيد وحاضرنا المعيب ، كانت الشخصية العربية كلا موحدا ، لا فرق بين روحها وفكرها ، بين عملها وقولها ، بين أخلاقها الخاصة وأخلاقها العامة ، وكانت الحياة العربية تامة ريانة ، مترعة يتضافر فيها الفكر والروح والعمل وكل الغرائز القوية ، أما نحن فلا نعرف غير الشخصية المنقسمة المجزأة ، ولا نعرف إلا حياة فقيرة جزئية ، إذا أهلها العقل فان الروح تجفوها ، وان داخلتها العاطفة فالفكر ينبو عنها ، إما فكرية جديبة ، أو عملية هوجاء ، فهي أبدا محرومة من بعض القوى الجوهرية ، وقد آن لنا أن نزيل هذا التناقض فنعيد للشخصية العربية وحدتها ، وللحياة العربية تمامها ، هذه الأمور القليلة كتاباتي ، وهي كل قناعتي أمامكم كل ما كتب على امتداد أربعين سنة ، إذا أستطاع أحد ان يجد عبارة واحدة تشذ عن هذه الروح في كل ما كتب - عبارة من منبع فكري آخر - تناقض أو تختلف فليقل ذلك صراحة ، إنها روح واحدة عبرت عن نفسها في مناسبات مختلفة ، قناعات فكرية لم تختلف ، لكن الظروف السياسية وظروف المجتمع ، صعوبة العمل الثوري في مجتمعنا ، هذه الأمور أخرت ظهور هذه الأفكار وإعطاءها الاهتمام المطلوب }} وان هذه الرؤية المستلهمة لقيم الدين الاسلامي وشخصية الرسول العربي الهاشمي المكي المضري العدناني محمد بن عبد الله صل الله عليه واله كان لها الفعل الوجداني في فكرة البعث والخطوات التي تلت التبشير به والإعلان عن انبثاقه كقوة قومية تحررية ثوريه ليكون المعادلة الاصعب امام كل قوى العدوان والحقد والكراهية المتطلعين الى التهام ارض العرب وخيراتها ان كان اغتصابا" كفلسطين الحبيبة والاسكندرونة أو اقتطاعا" كالاحواز الاسيرة أو تضيعا" كأرتيريا فيقول الراحل القائد المؤسس في كلمته التي القاها بذكرى المولد النبوي الشريف عام 1943 من على مدرجات جامعة دمشق الاتي {{ ان حركة الاسلام المتمثلة فى حياة الرسول الكريم ليست بالنسبة الى العرب حادثاً تاريخياً فحسب ، تفسر بالزمان والمكان ، وبالأسباب والنتائج ، بل انها لعمقها وعنفها واتساعها ترتبط ارتباطاً مباشراً بحياة العرب المطلقة، اي انها صورة صادقة ورمز كامل خالد لطبيعة النفس العربية وممكناتها الغنية واتجاهها الأصيل فيصح لذلك اعتبارها ممكنة التجدد دوماً في روحها. لا في شكلها وحروفها ، فالإسلام هو الهزة الحيوية التي تحرك كامن القوى في الامة العربية فتجيش بالحياة الحارة ، جارفة سدود التقليد وقيود الإصطلاح مرجعة اتصالها مرة جديدة بمعاني الكون العميقة ، ويأخذها العجب والحماسة فتنشئ تعبر عن اعجابها وحماستها بألفاظ جديدة وأعمال مجيدة ، ولا تعود من نشوتها قادرة على التزام حدودها الذاتية ، فتفيض على الأمم الأخرى فكراً وعملاً ، وتبلغ هكذا الشمول فالعرب عرفوا بواسطة هذه التجربة الأخلاقية العصيبة كيف يتمردون على واقعهم وينقسمون على انفسهم ، في سبيل تجاوزها الى مرحلة يحققون بها وحدة عليا ، وبلوا فيها نفوسهم ليستكشفوا ممكناتها ويعززوا فضائلها وكل ما اثمر الاسلام فيما بعد من فتوح وحضارات انما كان فى حالة البذور فى السنوات العشرين الاولى من البعثة ، فقبل ان يفتح العرب الأرض فتحوا انفسهم وسبروا اغوارها وخبروا دخائلها ، وقبل ان يحكموا الامم حكموا ذواتهم وسيطروا على شهواتهم وملكوا ارادتهم ولم تكن العلوم التى انشأوها والفنون التي ابدعوها والعمران الذي رفعوه ، إلا تحقيقا ماديا جزئيا قاصرا لحلم قوي كلي عاشوه فى تلك السنوات بكل جوارحهم والا رجعا خافتا لصدى ذلك الصوت السماوي الذى سمعوه وظلا باهتا لتلك الرؤى الساحرة التي لمحوها يوم كانت الملائكة تحارب في صفوفهم ، والجنة تلمع من بين سيوفهم رجل من العرب بلغ رسالة سماوية فراح يدعو اليها البشر، ولم يكن البشر حوله الا عربا فاستجاب للدعوة نفر قليل وقاومها اكثرهم ، فهاجر مع المؤمنين وحاربه المشركون الى أن انتصر الحق فآمن به الجميع فملحمة الاسلام لا تنفصل عن مسرحها الطبيعي الذي هو ارض العرب ، وعن ابطالها والعاملين فيها وهم كل العرب مشركو قريش ضروريون لتحقق الاسلام ضرورة المؤمنين له ، والذين حاربوا الرسول ساهموا في ظفر الاسلام كالذين ايدوه ونصروه ان الله قادر ان ينزل القرآن على نبيه في يوم واحد ، ولكن ذلك اقتضى اكثر من عشرين عاما ، وهو قادر ان ينصر دينه ويهدي اليه كل الناس في يوم واحد ، ولكن ذلك لم يتم في اقل من عشرين عام ، وهو قادر ان يظهر الاسلام قبل ظهوره بعشرات القرون وفي أية أمة من خلقه ، ولكنه اظهره في وقت معين وفي حينه ، واختار لذلك الأمة العربية وبطلها الرسول العربي وفي كل ذلك حكمة ، فالحقيقة الباهرة التي لا ينكرها إلا مكابر ، هي اذن ، ان اختيار العرب لتبليغ رسالة الاسلام كان بسبب مزايا وفضائل اساسية فيهم ، وان اختيار العصر الذي ظهر فيه الاسلام كان لان العرب قد نضجوا وتكاملوا لقبول مثل هذه الرسالة وحملها الى البشر ، وأن تأجيل ظفرالإسلام طوال تلك السنين ، كان بقصد ان يصل العرب الى الحقيقة بجهدهم الخاص وبنتيجة اختبارهم لأنفسهم وللعالم وبعد مشاق وآلام ، ويأس وأمل ، وفشل وظفر اي ان يخرج الايمان وينبعث من اعماق نفوسهم ، فيكون الايمان الحقيقي الممتزج مع التجربة ، المتصل بصميم الحياة }} وهنا السؤال هل فهم دعاتكم الاسلام كما فهمه البعث ومؤسسه ومناضليه ؟ وهل احتوت بياناتكم وما اصدرتموه من سموم فكرية عبارات الفهم الايماني للإسلام والرجل الامة النبي العربي محمد صل الله عليه واله ؟ ، وهل جسدتم الاسلام ايمانا" وسلوكا" وأفعال ان كنتم ذيول أو متسلطين ناهبين سالبين لخيرات العراق ؟ ، وقولنا ان حقدكم وكراهيتكم للبعث نابع من حقيقة انكم ادوات قتل الاسلام وتفريق جمع المسلمين ولاغير ذلك

يتبع بالحلقة الثالثة





الاحد ٢٨ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة