شبكة ذي قار
عـاجـل










القوى الغاشمة عدوة الشعوب وخاصة شعوب العالم الثالث المنعوتين بالتخلف بالرغم من ما تمتلكه تلك الشعوب من عمق حضاري وتأريخي وما فيها من رجال العلم والمعرفة ، هذه القوى الغاشمة التي يمكن حصرها في التحالف الشيطاني الامبريا صهيوني ومن توافق معهم في النوايا المصالح متآمرة على حرية هذه الشعوب وعلى تقدمها ، بقصد استغلالها ونهب ثرواتها ، ولكن هناك حقيقة دلل عليها التاريخ في الماضي وتقوم عليها عدة أدلة في الحاضر وهي أن ما يخشاه التحالف الشيطاني بالدرجة الأولى هو نهضة الامة العربية ووحدتها والمتحالفون مستعدون أن يتساهلوا في أمور كثيرة ومع جهات كثيرة معادية لها ، شريطة ان تستدرج هذه القوى إلى مواقع التناقض مع الثورة العربية لإضعاف هذه الثورة ، وخلق الانقسامات في داخلها وهذه هي الحقيقة اليوم والتي تكشفت خفاياها من خلال التوافق الامريكي الايراني في استهداف العراق غزوا" واحتلالا" قبل وبعد عام 2003 ، وقبل ذلك من خلال المتغير المعد مسبقا" في ايران تحت عنوان الثورة الايرانية في 11 شباط 1979 ومجيء خميني الى السلطة ليبدأ العمل بالصفحة الثانية التي وضع الياتها مستشار الامن القومي الامريكي بريجينسكي للوقوف بوجه اليقظة القومية التي تشهدها الارض العربية والدور الريادي القيادي للعراق فيها كونه نقطة الاشعاع للفكر القومي الثوري ، فكان شعار تصدير الثورة الاسلامية الى العراق لوضع العصا الغليظة في عجلة التغيير التي يشهدها العراق الناهض واستنزاف كل قدراته وموارده البشرية والمادية بحرب مفروضة عليه لثمان سنوات ، الاستعمار القديم أوجد الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي ليعطل وحدة هذا الوطن ونهضة شعبه ، العداء الأكبر هو دائما موجه للأمة العربية ولثورتها وما تحقق كما أشرت من متغير في ايران كان من ضمن الاهداف والغايات ، يدعون في إيران إنهم يريدون تحرير فلسطين والقدس ، وهم يحتلون جزرا عربية ويعتدون على العراق اللاعب الاساسي في عملية تهيئة الامكانات والقدرات الخاصة بالتحرير وما دوره في حرب تشرين 1973 إلا ترجمة فعليه لذلك التوجه لولا الدور المرسوم لأطرافها كي تكون حرب تحريك لا تحرير للتراب الوطني والقومي ، ويحاربون العروبة ويرفعون شعار تصدير الثورة وتحرير القدس لابد وان يكون مرورا" ببغداد ، كيف إذن يدعون أنهم سيقاتلون لتحرير فلسطين ؟ ، تحرير فلسطين لا يكون إلا على يد الجماهير العربية أبناء الأمة العربية ، بالدرجة الأولى تساعدهم وتلتف حولهم كل الشعوب التي شملتها الرسالة العربية الإسلامية ،

وأوجدت بينها وبين الأمة العربية أواصر روحية لا تبلى ولكن من غير المنطقي أن يساهم أحد من الذين تجمعهم الأخوة الروحية بالعرب في تحرير فلسطين بالنيابة عن العرب أو من خلال معاداتهم لهم ، كما هو الواقع الراهن إذن كيف يكون إدعاء تحرير فلسطين صادقا وهم يبدؤون بتوجيه عدائهم للقطر العراقي الذي يوجه كل ناحية من نواحي نهضته الشاملة لتصب كلها في معركة تحرير فلسطين ؟ وهل أن تحرير فلسطين يتم من خلال تدمير سوريا الشعب ببنادق المليشيات الايرانية - حزب الله اللبناني ، ابو الفضل ، الفاطميون ، النجباء ، وحزب الله السوري ، وكل الفصائل التي تأتمر بأوامر ايرانية وان كانت تختلف معها من حيث الشعارات والأولويات - ولنعود الى سبعينيات القرن المنصرم وتحديدا" ما بعد المتغير الايراني 1979 فأقول إن للموت شعائر وطقوسا خاصة ، وان للجنائز قدسيتها عند جميع الأديان ، فماذا نقول فيمن يدعي الإسلام ويلقي بالقنابل على موكب تشييع شهداء حرم الجامعة المستنصرية ؟ ألم تكن هي فعلتكم التي فعلتموها ؟ وكيف كانت العبارات التي كتبتم بها بيانكم في حينه ؟ وهنا السؤال هل هذا من خلق الاسلام ؟ ، أم أنتم تشكلون على الاخرين وتقومون بفعلهم بالواقع الحي والمباشر خلاف ما انتم تدعون من التأريخ القديم الذي يصل عده الى 1400 عام ، وهنا ومن أجل لجم افواهكم التي تسوق النتانة والتي تعبر عن تفرسكم وفقدانكم كل دالة من دالات الولاء للوطن ان كنتم عراقيين كما تدعون أعرض تعليقا" للقائد المؤسس الراحل المرحوم احمد ميشيل عفلق بعد ارتكابكم جريمة التفجير في حرم الجامعة المستنصرية والتعرض على موكب تشييع الطلبة الشهداء حيث قال

{{ يحزنني أن تقوم ، وفي هذا الظرف بالذات ، بيننا وبين هذا الشعب المسلم خصومة ، والذي كان يفترض أن يجمعنا وإياه طريق التحرر والاستقلال ورد العدوان الخارجي ، ويحزنني بصورة خاصة أن أرى هذه الخصومة التي لم نردها ولا نرى لها مبررا ، تفتقد كل القيم والروادع الأخلاقية والإنسانية ، وفي هذه الأساليب التي لا تشرف الذين يجيزون استعمالها ما يكشف عن الخلل والمرض في عقليتهم المتخلفة والحاقدة والتي لا يمكن ان تخرج منها ثورة ، أو أي بناء يمكن أن يصمد أمام روح العصر ، نريد ان نظهر نقطة وهي انه مما يطمئننا على مستقبلنا ، المستقبل العربي ، ومستقبل النهضة العربية ، أن مبادئ الثورة العربية وممارساتها تجاوزت التعصب القومي وكل أنوع التعصب ، روح الرسالة العربية حاضرة دوما في سيرة الثورة العربية وممارساتها ، نستطيع منذ الآن أن نقدم للعالم بعض ثمرات هذه القيم التي استلهمناها من تراثنا سواء بحل المسألة الكردية الحل الإنساني ، الذي قدمناه نموذجا للعالم أو في احترام حرية المعتقدات والخصوصيات والمذاهب التي تنبع من روح الحرية والتي تتضمنها الرسالة العربية ، أنا كنت ممن فرحوا بالثورة على الشاه ، استبشرت وانتظرت خيرا ، كنا نتوقع أن تكون ثورة الشعوب الإيرانية سندا لنا هنا في القطر العراقي وسندا لحركة الثورة العربية ولكن للأسف }} نعم ها هم البعثيون كيف ينظرون الى الحياة والمستقبل والعلاقات الانسانية التي هي معيار العقل الواعي المتطلع للغد المشرق والمستقبل الزاهر ، ومن أجل رد سهامكم الى نحوركم اعرض هنا مقتطفا" من الحديث الذي تحدث به القائد الشهيد الحي صدام حسين في مكتب الاعلام في 11 – أب – 1977 {{ ان تدخل الدولة لوضع سياسة معبرة عن الدين في منهجها التفصيلي الدنيوي يجعل شعبنا ينقسم وفقاً للانتماء الديني والطائفي , لأنك عندما تبحث السياسة الدنيوية على أساس اتصالها بالفقه الديني فإنك يجب أن تمون ازاء اجتهاد ديني معين , فيضطرك الأمر لأن تسير وفق اجتهاد ديني ومذهبي خاص لأن الشعب , وانت جزء منه , ليس موحداً في النظرة المذهبية والدينية . وحالة من هذا النوع تجعل الدولة واجهزتها وقياداتها أمام اختيارات منحازة انحيازاً أكيداً في الاجتهاد الديني والمذهبي , في التصور والممارسة , وهذا ما يجب أن نرفضه رفضاً باتاً لأن التفكير فيه لا يمكن إلا أن يخدم الاستعمار أو أن يكون طريقاً مخرباً في أقل نتائجه , لأنه يؤدي الى الفرقة كما قلنا ، اذن فإننا يجب أن يكون متوازيين ومتكاملين في هذه الامور , وان ننطلق من نظرة شمولية ونظرة واقعية ثورية , لا من نظرة واقعية مستسلمة , لأن الاستسلام للدعوات الرجعية لبعض الأوساط الدينية يستلزم ان تترك دورك القيادي للمجتمع المتمثل في حركة ثورية تصنع الحاضر وتتطلع الى المستقبل بطرق وبصيغ واضحة معروفة , وان تتخلى عنه لتنتظم في صفوف حركة سلبية متخلفة تقتصر على التطلع الى الماضي … وتبدأ السلم من أوله . اذن ( فحتى محاولتك التكتيكية التعبوية ) في التظاهر بتعقب الرجعية عن طريق الالتحام أو التمازج المؤقت معها ضمن حسابات خاصة , على طريق فهمها لعلاقة الدولة بالدين , لن تهيء فرصتك التكتيكية , لأن الرجعية الدينية وفق مثل هذه النظرة والسلوك سوف تكون هي قائدة المسيرة , لا أنت , نظراً لأن لكل طريق ولكل منطلقات قادتها ولذلك فلن تكون أنت الذي سيقوم بتعبئة الجماهير على هذا الطريق لتستطيع التحكم في مساراته واتجاهاته اللاحقة ولتكييفه وفق ما تريد, وانما هناك قادة غيرك من أوساط الرجعية متخصصون في هذه المسألة سيتولون هم الأمور على طريقتهم . ومما يعبر عن نظرتنا المبدئية الصحيحة في الدين هو أن نرعى أماكن العبادة جميعها وبفعل متوازن وبنظرة شمولية ومبدئية , ولا نروح لخصوصيات أي من الذاهب الإسلامية واجتهاداتها عن طريق الدولة ، لأن تصرفاً من هذا النوع يمزق شعبا . وكذلك علينا أن نبتعد عن أن نجعل من مراكزنا الإعلامية والثقافية ومؤسسات الدولة الأخرى ميداناً للتعددية المذهبية في طرح أفكارها واجتهاداتها الخاصة المختلفة والترويج لها بتميز مذهبي واضح }} فهل فهمتم ايها المتخلفون كيف ينظر البعث وقيادته ومناضليه الى الحياة لتكون ميدانا" للإبداع والنمو والتطور وليس للانغلاق والتعصب وحتى الاحتراب

يتبع بالحلقة الاخيرة





الجمعة ٣ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة