شبكة ذي قار
عـاجـل










الدولة العربية الاحوازية اسم بات له حضور يطرق أسماعنا بعد غياب طويل نحن المسؤولون عنه ، لأننا ننسى أو نتناسى في أغلب الاحيان أشياء عزيزة على قلوبنا ، ولكن هل هناك أعز من الوطن ، فكيف للإنسان أن ينسى وطناً تم اغتصابه ؟ ، ويعمل المغتصبون جاهدين على طمس هويته ، فكل قطعة أرض على امتداد الوطن العربي من تطوان حتى الاحواز هي وطن كل مواطن عربي شريف ، يجب أن يفتديه بكل ما يملك ، وبالقدر الذي يستطيع وفي الموقع الذي يكون فيه .

الاحواز قطر عربي لم ينسى أبناؤه أنهم أبناء أمتهم رغم كل ظروف القهر والذل والعبودية الفارسية ، ورغم ما يقوم به قطعان الفرس في الاهواز على طريقة قطعان الصهاينة في فلسطين، من قتل وتدمير وتشريد واغتصاب لإنسان وارض وهوية ، وطمس لمعالم وطن ، وآثار اقدام مرت على اديمه ، ونهب لثرواته ، وحرمان اصحاب الحق من خيرات بلادهم ، يظنون واهمين أن باستطاعتهم أن يغيروا الوجه واليد واللسان ، وما علموا أن اصحابها هم عرب لن ينسوا ، حتى في زمن الردة يبقى الوطن ماثلاً أمامهم حتى تحين ساعة التحرير .

في الاحوازإنتفاضة عارمة ليست الأولى ولن تكون الاخيرة حتى يتم كنس الاحتلال الفارسي، وترفع اعلام الدولة الاحوازية على كل بقعة من ترابها ، فهي تشتاق لعروبتها ، وتحن لتاريخها، كما يحن الرضيع لثدي أمه ، وهؤلاء الغزاة الفرس لن يكون مصيرهم إلا كما عهدنا مصير كل المحتلين الخزي والعار ومزبلة التاريخ ، وما علم هؤلاء أن في التاريخ وقفات وعبر تصدم الكثيرين من الغزاة عند التمعن فيها ، فكم مرة هزم العرب الفرس قبل الفتح وبعده ، وهذه الوقفات والعبر لمن يستوعب ويفهم ، ولكن هيهات هيهات لهؤلاء الفرس أن يستوعبوا دروس هزائمهم ، ففي كل مرة يجربون حظهم العاثر في الصراع مع العرب ، وتبقى النتائج ذاتها إنتصار للحق وهزيمة للباطل .

قطعان الفرس في الاحواز كقطعان الصهاينة في فلسطين ، فمنذ كورش الفارسي والحبل السري مازال بينهما لم ينقطع ، حتى بعد أن هداهم الله للاسلام بفضل العرب ، فهاهم يحقدون على العرب والعروبة ، ويلوثون الاسلام بهلوسات ذاتها الهلوسات الصهيونية ، فمنذ كورش وحتلى خامئني مروراً بالخميني وما سبقه من حكم الشاه ، ينظرون للعرب بالعين العمياء التي لا تبصر النور ولا تود معرفة الحقيقة ، أن للعرب فضل عليهم أنقذوهم من عبادة النار إلى عبادة الله ، دين التوحيد لا دين المجوس المتصهين .

في الاحواز إنتفاضة هي إنتفاضة شعبنا العربي تحتاج للوقوف معها بكل ما تستطيع الامة من امكانيات ، كما الوقوف في وجه العدوان الصهيوني على ارض فلسطين ، فليس هناك شرف أفضل من شرف حمل السلاح في وجه المحتل ، وهاهم أبناء الاحواز العربية يعلنون إنتفاضتهم في وجه الفرس وقطعانهم ، وعلى العرب جميعاً أن يقدموا الدعم والمساندة بكل أنواعها ، وخاصة السياسية والاعلامية ، فالاحوازيون يتكفلون بمواجهة الفرس وقطعانهم على أرض الاحواز ، ولكنهم يتطلعون لابناء أمتهم بالدعم والمساندة ، فقد حانت ساعة المواجهة مع الفرس من الداخل ، وعلى الارض العربية التي اغتصبوها ، لتنتهي أحلام ملالي الفرس المجوس الذين يتخيلون باحلامهم المريضة اقامة امبراطوريتهم التي إندثرت على الارض العربية ، وعلى العرب الذين يساندون المقاومة الايرانية أن يضعوا في مقدمة دعمهم ومساندتهم أن الاحوازيين يتطلعون لحريتهم واستقلال وطنهم ، حتى لا يقعوا في فخ ما قاموا به في مساندة الخميني ، ليكون هذا المعتوه في عدائه أسوأ من عداء الشاه المقبور للعرب تحت شعارات كاذبة ، ظاهرة الاسلام وباطنها الفارسية المجوسية .

نعم الإنتفاضة مستمرة والثورة قائمة ، والمجد للاحواز والإنتصار بإذن الله لشباب الدولة الاحوازية ، الذين اعلنوا إنتفاضتهم المباركة في وجه المحتلين وقطعانهم من الفرس ، وإنها لثورة حتى النصر والتحرير ، فهذا هو زمن الشعوب المناضلة في وجه المغتصبين ، وبشكل خاص على الارض العربية في فلسطين والعراق والاحواز، فحيا الله هذه السواعد التي تمتلك ارادة التحدي والمواجهة ، فالعدوان واحد وإن تلونت وجوهه من امبرياليين وصهاينة وفرس، والمقاومون هم أبناء أمة كرمها الله بحمل أعظم رسالة سماوية ، ولن تكون لهذه الرسالة قائمة من جديد إلا بما قامت به في بداياتها من خلال العرب ، فهم الذين حملوا لواء الجهاد ، وفتحوا البلاد ونشروا الدعوة ، واقاموا الدولة العربية ، وهو الجهاد الذي يقوم به العرب اليوم ، الفريضة السادسة لهذه الرسالة العظيمة .

dr_fraijat45@yahoo.com





الجمعة ٣ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة