نريد أن نرى طحينا تنتجه ماكنة الخلاف العضوي الحياتي العربي مع ايران . فلم يعد بامكان أحد, لا مستعرب ولا أجنبي , حجب مسارات الصراع العربي الفارسي وواجهات تصعيده التي بدأت منذ استلام خميني للسلطة في ايران عام 1979. ولا أحد غير ايران ومرتزقتها وهم قلة قليلة من بعض قرقوزات العرب ومخبولي المذهبية وسماسرتها يرى حقا لايران في سياساتها العدوانية وتغولها الاحتلالي المتجه للسيطرة على بلاد العرب وثرواتهم . ولا أحد غير هذه الشرذمة الخائنة يتحدث عن صهيونية العرب الذين يصعدون من أدوات الرد على البغاء الفارسي والعنجهية والصلف التي أنتجت كوارث لشعبنا وبلادنا ويتجاهلون ويغضون الطرف عن الصلات العقائدية والسياسية والدبلوماسية والتجارية بين ايران الملالي وبين الصهيونية وكيانها المغتصب لفلسطين الحبيبة.

النخاسون المستعجمون هم وحدهم من يبحث عن صلات لتركي الفيصل مع الصهيونية .قد تكون هذه الصلات موجودة لان الفيصل كان سفيرا في واشنطن ولندن ومدير مخابرات المملكة العربية السعودية السابق لكنه أعلن بوضوح لا لبس فيه عن حقبة انتاج الطحين بعد سماع الكثير من الجعجه وأعلن عن عدوانية ايران على العراق وعلى العرب وأعلن في باريس وفي مؤتمر المعارضة الايرانية عن السياسة والمنهج الطائفي المجرم لايران وما تمخض عنه من كوارث ولما يزل وموقفه تطور ملحوظ في مواقف المملكة حتى لو قيل ان الرجل ليس رسمي . فالذين يهمسون أو يصرخون منذ يومين بخفايا علاقات الفيصل عليهم أن يذكروا معها العلاقات الحميمة بين نظام الملالي والدويلة الصهيونية وان يقدموا لنا دليلا واحدا عن عداء حقيقي بين ايران والكيان الصهيوني وعن فعل واحد أيا كان نوعه أنجزه نظام خميني خارج دوائر التضليل الاعلامي ضد ( اسرائيل ).

ايران تحتل العراق وتبيد شعبه وتهلك زرعه وضرعه.
ايران تتوغل في الكويت تمهيدا لاحتلالها ويجري توظيب الساحة والمسوغات لهذا الاحتلال .
ايران تتدخل علنا في البحرين وتوسع اطار الصراعات المذهبية فيها تمهيدا لاحتلالها .

ايران تفجر في السعودية وتهدد عبر تنظيمات موالية واحزاب يغذيها الولي الفقيه وجنده في العراق وسوريا ولبنان بل وتحشد لغزو المملكة .
النظرية العجيبة التي يتبناها العرب المستعجمون هي ان الانظمة العربية التي استسلمت للكيان الصهيوني عليها أن تستسلم لايران !!!!. والعرب الذين وقعوا اتفاقيات الاستسلام للكيان الصهيوني لا يحق لهم رد العدوان الايراني لا لفظيا ولا عمليا ولسان حالهم يقول ان بلاد العرب قد توزعت بين ( اسرائيل ) وبين ايران وما على العرب غير القبول والرضا والانبطاح . لسان حالهم يقول ان العرب الذين انكسروا امام الصهيونية لا يحق لهم الوقوف أمام الخمينية فتلك وعد كهنوتي وهذه وعد كهنوتي !!.

نحن في العراق قرأناها بسطور واضحة متتابعة متسلسلة . فلقد تم غزو بلدنا واحتلاله لانه لم يوقع اتفاقات الاستسلام مع من وقعوا . وظن العرب الذين شاركوا في ذبحنا ان جزاءهم سيكون حمايتهم الى يوم الدين غير ان من تعهد لهم خان بهم وخذلهم ووجدت دول الخليج نفسها أمام الخطر الايراني مدعوما برضا أو سكوت ممن تعهد بحمايتها ان هي ساهمت في ذبح العراق وهذا هو حال المملكة .

( لا حظت بزوجها ولا تزوجت سيد علي .. )
فهل يحظر على من خدع ولدغ أن ينهض ليستعيد كرامته ويحمي كيانه ؟ هل من غلب مرة يصير لزاما عليه أن يغلب كل مرة ؟
هل من فقد بعض أجزاءه عليه أن يستكين حتى تقطع رقبته؟

على السعودية أن تنتقل الى مرحلة المواجهة الحقيقية مع أيران لتحرير العراق وأول الضرورات ليس حربا سعودية ايرانية كما يتوهم البعض بل اسناد للمقاومة العراقية علني وعلى جميع الاصعدة ودون قيد أو شرط وبلا أنتقائية لان البعث هو عضد المقاومة الاقوى والاوسع ونواتها التي تتجمع حولها قوى العراق الخيرة وعشائره كلها . المقاومة العراقية المدعومة عربيا علنا هي صدر المواجهة المقتدر الاول الذي سيقوض أذرع ايران ويقطعها اربا في العراق وخروج أيران من العراق وتحريره هو الشرط الاول لعودة الأمة الى توازنات الحرب والسلام مع كل العالم وعودة احترام العالم للعرب وتفكيره الف مرة قبل أن يقدم على العدوان عليهم عبر الصهيونية أو عبر ايران أو بكلا الاطراف الثلاثة.

خطاب الفيصل في مؤتمر المقاومة الايرانية في باريس يجب ان يترجم عمليا فردع ايران صار ضرورة حاسمة قبل أن نتوزع كأمة بين احتلال صهيوني واخر ايراني وكلاهما طائفي كهنوتي عنصري قومي وهذا هو هدف غزو العراق والربيع وطوفان الطائفية المدعوم أجنبيا .