شبكة ذي قار
عـاجـل










لا اعرف كيف اكتب واعبر وأنا اتابع من على الفضائيات العواجل المتناقلة والمصورة عبر جميع وسائل الاعلام الدولية لحدوث انقلاب عسكري في تركيا ! ولا اعرف كيف اصف الحالة وأنا اشاهد وأتابع شعب حي استجاب لنداء رئيسه وترك مسكنه وأهله وذويه لينزل حال سماعه النداء في جميع شوارع العاصمتين ( انقرة ) و ( اسطنبول ) وكافة المدن التركية وبكل ثقله ليوقف ويسيطر على حركة وتقدم الوحدات التي قامت بالانقلاب ..

نعم انه الشعب التركي الذي عشق ويعشق علم وطنه والذي لم يتأخر لحظة واحدة ليكون درعا بشريا مقدم دمه فداءا لأرض وعلم تركيا اللذان يعتزان بهما وكما يعتز بدينه وروحه وماله وعرضه ..

نعم انه الشعب الذي قرر وبإرادة ضميره الحي ان يترك خلف ظهره كل القوميات والطوائف والأديان والأحزاب المعارضة وبالرغم من رفضها لهذا الانقلاب ليُفشل المخططات التآمرية الدولية والإقليمية التي رسمت خصيصا لإنجاح هذا الانقلاب حبا وعشقا وفداءً للأمن القومي التركي وأمنه وممتلكات وهيبة دولته .

انه الشعب التركي يا شعب العراق ! هو الذي اجلى الضباب الذي ساد سماء تركيا وافشل الانقلاب وليس الحكومة ولا الجيش .. انه الشعب الذي خيب ظن كل من رسم المؤامرة ودعهما وخطط لها ، ومهما كان مخططها اقليميا او دوليا !! وعليه فانه والله يستحق وبكل جدارة ان ينطبق عليه البيت :

اذا الشعب يوما اراد الحياة       فلا بد ان يستجيب القدر

نعم انه الشعب الذي اراد الحياة بحق فاستجاب للقدر فمنه من استشهد ومنه من جرح ومنه من اسر جنود الانقلابيين ومنه من صعد وسيطر على الدبابة !!!!.. فهنيئا لك هذه الارادة والضمير الحي اللذان حافظا على كل البنى التحتية التي تتفاخر بها امام العالم .. وهنيئا لك هذا الوطن المعروف بجنة الله في الارض .. وهنيئا لأرض تركيا وأنهارها وبحارها هذا الشعب الحي .. ومبروك للوطن والشعب هذه الثورة التي تستحق بحق ان نقول عليها ثورة الشعب التي خيبت ظن وخطط مشاريع التدمير الطائفي والقومي والعرقي المخطط ضده وضد تركيا .

من هذا الموقف التاريخي الذي شاهده العالم اسال شعبي شعب العراق :-

هل تستفيد يا شعب العراق من هذا الموقف التاريخي لشعب احب ارضه وهويته وعشق انتمائه ام تبقى خلف الذي جاءوا بالاحتلال الغازي الذي دمر وطنك وسرق ونهب ثرواتك وأموالك وفتت لحمتك الاجتماعية التي لم يكن لها قبل الاحتلال اسم لها ولا كنية يكنى بها سواء كانت شيعية ام سنية كردية ام مسيحية يزيدية ام صابئية ؟.. ومتى تترك الركض خلف الحرامية ودجالة ايران الذين سادوا على ارض وطنك الفساد والتفرقة والطائفية والقتل على الهوية ؟.. ومتى تنهض وتقف بكل قامتك لتلفظ اغبياء وجهلة و ( مضحكة ) القوم الذين يضحكون عليك في كل جمعة وتضربهم با ( القندرة ) ؟.. ومتى يأتي اليوم يا شعبي كي تترك دجالة العهر الديمقراطي من اتباع جنرالات ( ميليشيات ) ساحة ( التحرير ) الذين لا يعرفون لفظ الالف من الباء اثناء خطاباتهم السوقية وأنت مع الاسف الشديد تردد خلفهم ك ( الببغاء ) ما يقولوه ويقوله مجرمي ( الارهاب ) و ( فطاحل ) الطائفية من كلمات سوقية غير معروفة لا بالمعاجم العربية ولا حتى باللهجة ( البغدادية ) واستهزئ وسخر لها كل من سمعها ويسمعها من كان قرب ساحة التحرير او المشاهدين الذين يشاهدون هكذا ( اغبياء ) وإرهابيين طائفيين وسراق يطالبون بمحاسبة الفاسدين وهم اصلا من الفاسدين كونهم مشتركين بالعملية السياسية الطائفية الصفوية ؟.

ارجع الى عمقك حضارتك ، وتذكر كيف كنت قبل الاحتلالين الغازيين الامريكي والإيراني ؟.. وكيف أصبحت سمعتك اليوم في جميع انحاء العالم وأنت منشغل طوال السنة باللطم والركض خلف الدجالة الصفويين وميليشيات الارهابيين القتلة الطائفيين ؟..

وأخيرا .. هل سنحلم يوما وننهض من نومنا الذي طال اكثر من ثلاثة عشر سنة لتكون مثل الشعب التركي ؟!.





السبت ١١ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو علي الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة