شبكة ذي قار
عـاجـل










في مثل هذه الايام قبل ثمانية واربعين عاماً في تموزاللهاب انفجرت ثورة وطنية قومية قادها حزب قومي ، هو حزب الامة وقائد الشعب ، والمتطلع لبناء أمة في طور التوحيد لا في طور التكوين ، كما يحلو لبعض الاعداء في تفسير وجود الامة ، فالامة موجودة ، ولكن هذا الوجود يختلف في واقعه عن جوهره ، امة في جوهرها موحدة تتوافر فيها كل عوامل الوحدة ، ولكن واقعها مضروب بالتجزأة بفعل عوامل خارجية وأخرى داخلية ، تعاني من التجزأة والتبعية والتخلف ، وتناضل من أجل الوحدة بديلاً عن التجزأة ، والاستقلال والحرية عوضاً عن التبعية ، والتقدم والتنمية بديلاً عن التخلف ، فجاء الحزب ليطرح الحل الناجع في سبيل نهوض الامة ، وأكد على الوحدة والحرية والاشتراكية جواباً على الامراض التي تعاني منها الامة .

ولأنه حزب الشعب والامة فقد ناصبه اعداء الداخل والخارج العداء ، فكانت هزيمة حزيران ففجر الحزب ثورته في بغداد العروبية رداً على هزيمة النكسة ، التي لم يصمد فيها النظام العربي الرسمي أمام العدوان الامبريالي الصهيوني ، واحتل اراضي دول عربية ثلاث ، بالاضافة إلى ارض في جنوب لبنان تاجر البعض فيها ، ولكنه نسيها بعد أن حقق للكيان الصهيوني ما اراد .

بدأت ثورة تموز العراقية قلقها منذ الايام الاولى عندما اراد النايف والداوود اغتصابها ، فكانت الضرورة تتطلب تحريرها من سرقتها ، فجاء ذلك قبل أن يتم تموز ايامه ، وانطلقت الثورة تبني الدولة من الداخل ، فاصطدمت بالجواسيس والمتمركسين الذين بانت هويتهم بعد احتلال بغداد ، عندما صنفهم بليمر في مجلسه كجزء من الحصة الطائفية ، وكذلك اصطدمت بالاقليميين الانفصاليين في الجيب الشمالي الذي اودع زعيمه في المخابرات الامريكية مروراً بالموساد الصهيوني،فكان الرد الحل الديمقراطي لبيان الحادي عشر من آذار الذي يتبجح الاقليميون به اليوم ، وما سلمت الثورة من تآمر شركات النفط التي كانت تستحوذ على كل ثروة العراق النفطية ، فجاء جوابها بالتأميم الذي اراد محافظ سوريا أن يسرق الإنجازالثوري العراقي ، فقام بتأميم انبوب النفط المار بسوريا ، والذي اصبح ملكاً للعراق بعد التأميم ، وإنتصرت الثورة لمتطلبات شعبها ، فكانت الخدمات الصحية والتعليمية في برنامج محو الامية ، وكانت الاراضي الموزعة على الفلاحين ، وكانت الجامعات والبعثات العلمية لكل جامعات العالم ، فحققت تكوين جيش من العلماء إلى جانب جيش وطني قطع ايادي المعتدين من انجاس الفرس المجوس .

عندما فشلت كل محاولات التآمر الداخلي جاء الخميني الفارسي المجوسي بدعم ومساندة كل دول الغرب وفي الطليعة منهم واشنطن ، لانتهاء دور الشاه الذي كان يعد شرطي الخليج ، فثورة فتية لم توطد اقدامها بعد ترفع شعار تصدير الثورة ، وتعلن عداءها للشيطان الاكبر ، ولم نجد من تصدير الثورة إلا الاعتداء على الامة ممثلة بالعراق لسنوات ثماني ، حتى اعترف الخميني بتجرع كأس سم الهزيمة ، ولم يظهر شعار تطبيق الثورة المعني بالشيطان الاكبر الا بعد ان كانت ايران جيت في تعاون تسليحي امريكي فارسي ، واستيراد السلاح من الكيان الصهيوني لمحاربة العراق ، واخيراً النوم في الاحضان الامريكية عندما اعلن قادة هذا النظام أنه لولاهم لما تمكنت امريكا من احتلال بغداد ، ناهيك عن فتوى وكيلهم السيستاني في عدم مواجهة القوات الامريكية الغازية .

لكن الغزو والاحتلال لم يفت في عضد حزب وقادته بمواصفات حزب الامة والشعب، فكان قادته في طليعة رجال المقاومة ، فكما هو حزب التنمية والتحرر الوطني ، حزب البناء ، فهو حزب المقاومة ، والسلطة لديه ليست الا وسيلة لتحقيق اهدافه ، اهداف الامة ، وكل المؤامرات التي استهدفت نظام الحزب لم تكن تستهدفه لو لم تكن مواقفه وطنية واداؤه قومياً ، إن في الجولان وسيناء ، أو في مواجهة المد الفارسي المجوسي .

انطلقت المقاومة الباسلة فاستطاعت تهشيم الوجه الامريكي البشع ، وعندما شعرت امريكا بهزيمتها قامت بتسليم العراق لحليفتها في قم وطهران ، ومن خلال عملاء معتوهين لا هم في العير ولا في النفير ، حجارة شطرنج تحركهم اصابع الملالي القذرة لخدمة اهدافها ، كما بات هؤلاء الملالي يجندون العملاء لهم في الصف العربي، ليتم تشكيل الطابور الفارسي في الوسط العربي ، من امثال ذاك المعتوه الذي يصرخ ويطبل بإنتمائه لولاية الفقيه ، والآخر الذي يمثل سلطة اوسلو في واحدة من اجمل العواصم العربية .

بغداد تمتشق سلاحها وهؤلاء العملاء والخونة يقاتلون بقيادات فارسية مجوسية على الارض ، وبطيران امريكي من السماء ، وباصوات ممجوجة في الصف العربي ، ولكنهم كلهم اغبياء فما عرفوا تاريخ العراق ، ولا خبروا صلابة ابنائه ، فهم ممن لا يرتضي الضيم ولا يقبل الذل ولا المهانة ، وفوق كل ذلك هم من يملكون ادوات المقاومة ، ممثلة بحزب قومي يؤمن بما في امته من احتياطي مضموم ، فما وهنت الامة يوماً في مواجهة اعدائها رغم العمى الذي اصاب العديد من ابنائها ، فبالمقاومة التي تصر على تحقيق النصر والتحرير ، وبالحزب الذي لم يبخل قادته يوماً ، وضحوا بارواحهم سينتصر العراق العظيم ، وسيعيد لتموز اللهاب لهب الثورة والمجد رغم انوف كل هؤلاء المتخاذلين ، الذين باعوا أنفسهم رخيصة كما كانت نفوسهم تضمر حقداً على مر ايامهم ، فالنصر آت لا محالة ، وليخسأ الخاسئون ، وبقيادة حزب الامة ، حزب الرجال الرجال ، حزب التنمية والمقاومة ، وسيعود العراق بقيادة وطنية قومية لحضن امته ، يذود عنها في كل مواقع النزال ، وحارساً لبوابتها الشرقية من دنس الملالي المجوس .

حيا الله حزب الشعب ، حزب الامة ، مفجر ثورة تموز المجيدة ، وقائد المقاومة الباسلة وزعيمها ، والرحمة لشهدائه البررة الابرار ، وفي طليعتهم الرئيس الشهيد امير شهداء هذا العصر صدام حسين .

dr_fraijat45@yahoo.com





الاحد ١٢ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة