شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يميز البعض للاسف الشديد بين مستويين من مستويات العمل السياسي هما التأييد والتعاطف والمناصرة كمستوى وبين الأنتماء والولاء كمستوى اخر . فنحن حين نؤيد ونتعاطف مع تركيا في أفشالها الانقلاب الذي وقع قبل يومين فلا يعني هذا اننا صرنا منتمين الى الخط السياسي لأردوغان وهو خط معروف ونحن خطنا كحزب بعث عربي أشتراكي معروف أيضا . فنحن ننطلق في مواقفنا السياسية على أساس ما نعيشه في بلدنا وما نواجهه من احتلال ايراني مجرم وما ندركه ونشاهده أيضا من تغول وتمدد فارسي في بلادنا وخاصة مشرق الامة وخليجها. ايران لم تحتل العراق لولا الغزو الامريكي ولم ولن تستطيع مسك الأرض لولا الحماية الامريكية لها واميركا لا تدعم ايران لا بصغيرة ولا بكبيرة لولا ان انها مطمئنة تماما لعلاقة ايران بالكيان الصهيوني فاميركا ممسوكة من رقبتها في سياستها الاستراتيجية من قبل الصهيونية العالمية ولا تجامل مقدار خردلة في موضوع أمن الكيان الصهيوني وعليه فان اطلاق يدها في العراق لن يضر أميركا ومصالحها الامبرياصهيونية وهو مكافأة لايران عن الخسائر المهينة التي قدمتها في الاتفاق النووي . وأميركا عقدت اتفاقين مع ايران :

الاول في العراق هو ما سمي باتفاقية الاطار الأمني الاستراتيجي التي تتضمن حماية العملية السياسية في العراق وهي عملية ايرانية امريكية مشتركه ومن ينكر ذلك فهو من أهل المشروع الامريكي الفارسي الصهيوني في العراق الذي لا زال يحتاج الى بعض التزويق والتجميل قبل الافصاح عن طبيعته الصهيونية المطلقة. ولان ايران تحتل سوريا فان الرضا الامريكي ممنوح ضمنا للنظام الاسدي المجرم أيضا ويكون نظام الأسد جزءا من شلة الاجرام هذه . هذه هي ملامح ومكونات الحلف الامريكي الايراني الصهيوني .

الثاني هو الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الذي قدمت فيه طهران تنازلات وخسرت الكثير فيبدو ان الامريكان قد وهبوها مالا يملكون الا وهو الارض العربية في العراق وسوريا ولبنان والخليج العربي.

وفي المقابل يوجد ( نفس ) عربي أسلامي يناهض المشروع الايراني الامريكي الصهيوني المشترك وتركيا قريبة منه الى جانب المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ومصر والسودان والمغرب والباكستان وماليزيا ودول أخرى معروفة .

ورغم اننا ندرك أيضا بعض النفس الطائفي الذي يفرض حاله هنا وهناك وهو نفس نحن نمقته ونعاديه ونقاتله غير ان ما يهمنا هو أن ينمو مشروع مواجهة العدوان الايراني ومنهجه الطائفي الذي يدمر عروبتنا وديننا وايماننا في ان معا.

اذن :
نحن نرى بوضوح شروخ العلاقة بين تركيا الأردوغانية وبين ألولايات المتحدة وايران ولذلك فان استنتاجاتنا العلمية مضافا لما ترشح من معلومات وتصريحات ومواقف تفرش أمامنا قدرا كافيا من الموضوعية لنقرر :

ان الانقلاب في تركيا لا يخرج عن الغرف المظلمة للمخابرات الامريكية والايرانية ولم يمول الا من خزائن العراق المنهوبة ولم تمهد له أرض كتلك التي مهدت من قاعدة انجرليك والاراضي السورية المتاخمة لتركيا.

وعليه :
١- ان موقفنا من تأييد التحالف العربي الأسلامي ورغم انه لم يأت بعد بما نرجوه من ثمار غير انه سليم في حيثياته ودقائق تفاصيله الغائرة في فهم تداعيات منطقتنا عراقيا وعربيا ودوليا .

٢- ان تركيا تدرك الان بقوة ان الاذعان للصهيونية وللامبريالية الامريكية لا يتناسب ولا يتماهى مع نهجها الاسلامي ويخترق استقلالها وخيارات شعبها وان نفاقها وتضرعها بين يدي الصهيونية لا يحميها .

٣- ان المملكة العربية السعودية وحلفاءها أمام أمتحان عسير كل الأسئلة الموضوعة فيه تدور حول الخداع الامريكي والخسة التي تبطن غير ما تظهر رغم ان الكثير من المواقف الامريكية قد ظهرت على حقيقة ميلها واسنادها لايران في مشروع احتلالها للارض العربية وعلى حساب العرب وخاصة أهل السطوة الاستراتيجية عند أميركا كما كانوا يظنون .

٤- ان التحالف العربي الاسلامي يجب ان يتجه فورا لحل معضلتين أحداهما في داخله تتمثل بالعداء والتناقض بين بعض مكوناته اذ ان هذا العداء يجعل من التحالف أضعف وأبعد ما يكون عن تحقيق أهداف حماية الخليج وسوريا ولبنان من الغزو الايراني المسنود من قبل أميركا والمعضلة الثانية هي أن يدرك التحالف العربي الأسلامي أن اهدافه في سوريا والخليج لا تتحقق حتى لو قاتل مئة سنة أخرى اذا لم تطرد ايران واعوانها من العراق .

ان الانقلاب في تركيا قد كشف وسيكشف المزيد من خطط ايران وتحالفها مع اميركا وعلى تركيا ان تحمي نفسها عن طريق تقوية تحالفها مع المملكة والخليج والاردن ومصر بحيث تعبر كل المطبات السابقة وان تكون صادقة في تعاملها مع العرب المتحالفين معها بعد ان تبين لها ان أميركا تمد يدا للمصافحة وتمد الاخرى لتضعها في ظهر تركيا .





الثلاثاء ١٤ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د . كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة