شبكة ذي قار
عـاجـل










دولة تمزقت أطرافها ، وإنتهكت حرماتها ، ودمرت معالم الحياة فيها ،وتشرد شعبها، وحكومتها في طي النسيان ، وخسرت كل مقومات الحياة فيها ، وضاعت سيادتها مابين دولة اقليمية طامعة في دول الجوار ، ودولة دولية تبحث عن دور لها بعد أن سقط نظامها السياسي ، وبين هذه وتلك تنظيمات اقليمية من كل حدب وصوب، ومما هب ودب من الفكر الطائفي المقيت ، إعلامها يجعجع كثيراً لا يجيد الا وظيفة التزوير، تزوير الحقائق وما يجري من مآسي على الارض .

نظامها السياسي لا يخجل من نفسه ، قام بتدمير وطن ولا اجمل منه ، فالسلطة عنده أهم من الشعب ، وجماجم البشر لا تثيره ، وتشرد المواطنين في شتى بقاع الارض لا تحرك فيه نخوة ، يظن واهماً أن هذا الوطن الجميل الذي يحمل على كتفيه تاريخ نضالي لا يمكن أن ينجب إلا حكاماً معتوهين كأمثاله ، فهواعمى البصر والبصيرة، فحتى لو توافق داعميه في السر والعلن من القوى الاقليمية والدولية على بقائه ، فماذا ابقى لمستقبل هذا الوطن الذي بات مغلوباً على نفسه ؟ .

نظام سياسي تتنازعه الهيمنة الدولية والاقليمية ، وحاكمه يتبجح بالعزة والكرامة الوطنية ، التي افتقدها منذ اليوم الاول الذي رهن فيه كرامته وكرامة الوطن لأنجس الخلق في الاقليم ، ولأسوأ الحكام المتشبثين بالسلطة ، تحت ذرائع واهية ، يتلاعب في دوائره السياسية ليبقى سيد الموقف ، وصاحب السطوة والقوة على رأس هرم الدولة ، التي باتت تنافس الدول الامبريالية بعد أن كان نظامها المقبور يعد نفسه حامي حمى المستضعفين في الارض ، ونصير للعمال والفلاحين والفقراء في العالم .

النظم السياسية التي تحكم فوق ارادة الشعوب ، ولا تعير بالاً لكرامات المواطنين ، ولا يهمها معاناة الفقراء والفئات المستضعفة الهشة في المجتمع من أطفال ونساء وشيوخ ، مثل هذه النظم باتت في الزمن الغابر لم يعد هذا الزمن زمنها ، فالنظام السياسي الذي لا يحظى بارادة شعبه ، ولا يشعر بأنات الوجع التي تخرج من افواه الناس ، ولا بما ينغص عليهم حياتهم ومعيشتهم ، فما هو مبرر وجودهم ؟ ، والأنظمة السياسية وجدت لخدمة الشعب ، وليس لتكون فوق ارادته ، تعمل على خدمته وحاشيته الذين يرتزقون من سرقاته ونهبه لأموال المواطنين .

نظام سياسي بهذه المواصفات ، نظام مجرم في السياسة ، وعاهر في الاخلاق ، فاسد في كل ما يرتبط بالفساد من أنواع ، من الضروري الخلاص منه ، اياً كانت الشعارات الثورجية التي يرفعها ، فقد امتحنت كل شعاراته الوطنجية والقومجية والتقدمية، فكانت فارغة من محتواها ، فمن لا يعبأ بصرخات الاطفال ، ولا بأنات الشيوخ ، ولا بلوعات النساء ، ولا بتمزيق النسيج الاجتماعي ، ولا بخراب البلاد ، ولا بمستقبل اطفال الوطن ، فما هو مبرر عدم حمل السلاح لطرده بالقوة ، مادام قد رفض الترجل عن السلطة عن طيب خاطر ، لأنه يفهم أن السلطة قد ورثها عن عائلته ، وهي حق مقدس له ، وله الحق في الاستحواذ عليها ، ولا حق لأي مواطن حتى في أن يكون شريكاً له ، فهو من يمنح هذا ويحجب عن ذاك ، فباتت الحقوق لدى المواطنين منحاً يتفضل بها على من يريد ويمنعها عمن لا يريد .

السلطة مجرمة وقاتلة ، فمن حمل السلطة دون وازع اخلاقي ، ودون ارادة شعبية فهو قد خسرها وخسر نفسه، ومن حملها بارادة شعبية ، ومن أجل خدمة اهلها واصحاب الحق في من يمنح ويمنع ، فهو محبوب في الارض والسماء ، وشتان بين نهجين ونوعين من الحكم ، واحد يمتطي السلطة ، وآخر تمتطيه السلطة ، فصاحب السلطة التي تحدثنا عنه لم يترك لاحد أن يجعل له مخرجاً في الجرائم التي يقترفها في حق الوطن والمواطنين ، ونظامه السياسي آيل إلى السقوط حتى بعد حين ، وكل زمن يقضيه في التشبث بسياسة القتل والتشريد هو زمن ليس في صالح وطن ولا مستقبل مواطنين ، فالامعان في الجرائم المرتكبة على الارض بشعة ومقززة ، ولا صلة لها لا في الحياة السياسية ولا في طبيعة أي نظام له صلة بالحدود الدنيا من ارادة الشعب ، ومن لا يحكم بارادة شعبية لن تطول به الحياة ، ومصيره إلى سلة الحاويات ، فكم من هذه النماذج السياسية كانت وبالاً على شعوبها و على الإنسانية ، وبالاثر السيء الذي تركته على الارض ، وبالجروح الدامية التي غرستها في صدور المواطنين فلم تجد من يترحم عليها ، بعكس تلك النماذج التي حتى بعد رحيلها تزداد شعبيتها وحبها في ألاوساط البشرية .

dr_fraijat45@yahoo.com





الخميس ١٦ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة