شبكة ذي قار
عـاجـل










كتبنا في المقال الذي نشر عبر شبكة ( البصرة ) والشبكات الإخبارية الوطنية الأخرى بتاريخ ( 1تشرين الأول 2007 ) بعنوان ( نعم .. بالمقاومة المسلحة .. نسقط مؤامرة تقسيم العراق ) وسأوضح المهم منه وباختصار ( إن الأدوات الرئيسية في تنفيذ الإستراتيجية الصهيونية منذ المؤتمر الصهيوني الأول عام ( 1899 ) والذي اقر فيه بان تكون فلسطين دولة يهودية هي جميع الإدارات ( الأميركية والبريطانية ) منذ ذلك الوقت ولغاية إكمال تقسيم الأمتين العربية والإسلامية ( لاسامح الله ) وبغض النظر عن علاقات تلك الإدارات وما يترتب عليها من مصالح متبادلة مشتركة وإستراتيجية مع الدول العربية والإسلامية .. إدارات استخفت بجميع القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية المعتمدة في هيئة ( الأمم المتحدة ) وخاصة بالميثاق الدولي الذي تعتبره في مبادئ سياساتها ميثاق ( غير ملزم ) وغير ( معترف ) به سواء كان من قبلها ومن قبل حلفائها ( بريطانيا والكيان الصهيوني والأنظمة المتصهينة الرسمية الغربية ) الغرض من ذلك هو تطبيق هذه الإستراتيجية وبجميع مراحلها التكتيكية .. إدارات أوصلت الأمتين العربية والإسلامية في المنطقة العربية وما يحيط بها من دول إقليمية إسلامية إلى أن تنفذ جميع التكتيكات المبرمجة على شكل صفحات من قبل كل إدارة من هذه الإدارات الأميركية والبريطانية كل وحسب فترة حكمها من خلال انتخاباتها الدورية، لإكمال وتنفيذ الإستراتيجية الصهيونية في تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وما يعقب ذلك التقسيم من فوضى وتشريد وتفتيت هاتين الأمتين إلى قوميات وأقليات وطوائف ومذاهب وعشائر وأفخاذ لغاية الوصول إلى تفتيت الأسرة الواحدة العربية والإسلامية. وفعلا بدأت تلك الإدارات بالصفحة الأولى لتنفيذ هذه الإستراتيجية في ( فلسطين العربية ) ما أوصلت الشعب الفلسطيني إلى شعب لاجئ ومفتت، شعب مقسم إلى قطاعات والقطاعات إلى أحياء والإحياء إلى محلات سكانية .. إضافة إلى استهزاء واستخفاف تلك الإدارات بالأمة الذي شاء القدر لها يحكمها نظام عربي رسمي افقدها الكثير من مقوماتها وكيانها وهيبتها جراء إدخالها في حروب خاسرة متكتك لها منذ عام ( 1948 ) ولغاية اليوم بتكتيكات وبهلوانيان ومسرحيات معدة لها كونه الإلية المهمة والرئيسية في تنفيذ كل ما يؤمر به من تلك الأدوات الرئيسية كل وضمن مراحل متسلسلة لتلك الإستراتيجية الصهيونية، هذه الآليات المنفذة والمساعدة للأدوات الكبرى تتمثل بالنظام العربي الرسمي ألمعد والمهيئ لإكمال جميع المراحل المهمة لإحدى صفحات الإستراتيجية الصهيونية سواء كان بالاتفاقيات الاستسلامية في ( كامب ديفيد واسلوا ) وغيرها من الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية الوهمية لتمريرها على هذه الأمة. ولكن بعد إكمال تلك المراحل انصرفت هذه الإدارات بإشغال الأمة وإدخالها في مرحلة أخرى من المهاترات والتشنجات وصل الأمر بالبعض من دولها إلى التهديد فيما بينهم والبعض الأخر في حروب بحجج سخيفة الغاية منها لإضعافها عربيا وإقليميا .. إلى أن وصل الأمر بالأمة إلى الضعف الكامل والشامل عندما أدخل ابنها البار القوي بشعبه وجيشه ( العراق ) مرحلة جديدة اسمها مرحلة التآمر عليه من خلال المؤامرات والضغوط السياسية منذ السبعينات ولغاية بداية التسعينات وما أعقب ذلك من حصارات اقتصادية وجائرة وضربات جوية عبر عدة إدارات بعد حرب الخليج الأولى عام ( 1991 ) انتهت وبفضل تلك الآليات المنفذة من بعض الأنظمة العربية بتكتيكات صممت من قبل تلك الإدارات عن طريق ابتكار ذرائع كاذبة لتهيئة الرأي العام الدولي لشن الحرب على العراق واحتلاله احتلالا غير شرعيا عام ( 2003 ) .. وبهذا المراحل التكتيكية من الأدوات المنفذة الكبرى ( أميركا وبريطانيا وبعض الدول المتحالفة معها ) وما قامت به آلياتها المنفذة في البعض من الأنظمة العربية اكتملت الصفحة الأولى من الإستراتيجية الصهيونية.

ولكن بعد احتلال العراق بدأت ( الصفحة الثانية ) من هذه الإستراتيجية تتمثل بعدة مراحل تكتيكية مبتدئتا بتدمير العراق تدميرا كاملا وحل جيشه الوطني القومي وأجهزته الأمنية. فبدأت المرحلة الأولى من هذه الصفحة من خلال صنع هذه الإدارة الإرهابية على يد الحاكم المدني لسلطة الاحتلال المجرم ( بول بريمر ) ( مجلس الحكم الوقتي ) وإصداره ( قانون إدارة الدولة ) ( السيئ السيط ) واستنساخ الدستور اليهودي كدستور طائفي لحكومات الاحتلال العميلة والذي مهد الطريق إلى تفتيت الشعب وتهجير أكثر من ( 6 ) الملايين من العرب الاقحاح وقتل ( 3800 ) ثلاثة ملايين وثمانمائة ألف عراقي جراء الهجمات الأميركية إضافة لما قامت بعض الآليات القذرة الجديدة التي جلبتها الإدارة المحتلة الأميركية معها بعد احتلال العراق والمتمثلة بالميليشيات الطائفية وعصابات الموت الإجرامية من قتل واغتيالات ووالخ ومطالبة أحزابها وكتلها وائتلافاتها العميلة التي جاءت مع المحتل بالمحاصة ومطالبتهم بتقسيم العراق إلى فيدراليات وأقاليم نهايتها بعد ذلك إلى الانفصالية لتشكيل دويلات طائفية واثنيه. إن الذي مهد الطريق لذلك ويعتبر السبب الرئيسي كونه الإلية المنفذة والمهمة في تجزئة العراق وتفتيت شعبه إلى قويات وطوائف وأقليات هم جميع الأحزاب والكتل والائتلافات العميلة التي جاءت وجيئت بالمحتل والمتمثلين بجميع الذين شاركوا في العملية السياسية الغير شرعية ( الرئاسية والوزارية والبرلمانية ) .. وما جاء به المحتل الغازي من حثالات الإعلاميين الذين أصبحوا بعد أن كانوا متسولين على الأرصفة الأميركية واللندنية يتكلمون بالشفافية والتعددية والحقوق الإنسانية. هذه الأمور مهدت الطريق للكونكرس ( الصهيوني الأميركي ) أن يخرج على العالم وبأغلبية أعضاءه من ( الديمقراطيين والجمهوريين ) بقرار ( غير ملزم ) لتقسيم العراق إلى ( ثلاث دويلات ) طائفية واثنيه بعد أن فشلت إدارته في الحرب واحتلال العراق نتيجة ما صنعته من عملاء في عمليات سياسية طائفية فاشلة جراء ماتكبدته قواتها المحتلة من خسائر فادحة بالأرواح والمعدات العسكرية والمادية والمعنوية والإعلامية بسبب قوة وصلابة وتخطيط الهجمات الفعالة من المقاومة العراقية وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية. وهذا الفشل السياسي والعسكري جعل بالإدارة أن تفكر بالانسحاب المفاجئ واللجوء إلى مرحلة أخرى تتزامن مع انسحابها لأجل إشغال العراق والمنطقة والدول الإقليمية في فوضى عارمة وعدم استقرار لغض نظر الرأي العام الدولي والأميركي والعربي والإسلامي فشلها التي وقعت بها جراء أخطائها بالحرب واحتلال العراق وما جلبته لنفسها من عملاء غايتهم الإساءة لسمعة الشعب الأميركي كنتيجة فاشلة لصنعها بهؤلاء العملاء عمليات طائفية سياسية باسم ( الديمقراطية النموذجية ) في المنطقة العربية.

هذه الأمور أثبتت للعالم وما فيه من أحزاب وكتل وشخصيات سياسية وقانونية ومنظمات دولية وإنسانية بصورة عامة والأمتين العربية والإسلامية بصورة خاصة أن الأدوات التنفيذية للإستراتيجية الصهيونية هي ( أميركا وبريطانيا والدول المتحالفة معها ) والبعض من آلياتها الرئيسية من الأنظمة العربية التي كان لها الدور المهم في تنفيذ الأغلبية من المراحل المهمة لتلك الإستراتيجية الصهيونية سواء كان بمساندتهم الحقيقية والإعلامية والمعنوية والمادية والعسكرية في تبرير جميع الحجج و الذرائع الكاذبة التي نتجت عنها الضغوط السياسية والتهديدات وكما ذكرناها في احتلال دولة ( فلسطين ) عام ( 1948 ) وما اعد من دبلجه ضمن سيناريوهات وذرائع كاذبة بحق العراق بامتلاك نظامه الوطني القومي أسلحة الدمار الشامل وارتباطه بالقاعدة التي سببت من بعد ذلك الحرب واحتلال العراق، وكذلك مهدت الطريق للصهيونية العالمية للسيطرة على هذه الأمة وجعلها في الوقت الحاضر ( أسيرة ) وتحت المشاهدة السريرية وكأنها امة محتلة ولكن بصورة غير رسمية بسبب غياب العراق الذي كان الظهر الساند لهذه الأمة كقوة إقليمية والذي بغيابه تقريبا ( لاسامح الله ) ستكتمل الصفحة الأخيرة الخاصة بالإستراتيجية الصهيونية المخصصة للأمة العربية ( بتقسيم المقسم وتجزئة المجزاء ) .. وسنكمل باقي المقال في الحلقة الثانية ..

22 / 10 / 2007





الاحد ١٩ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة