شبكة ذي قار
عـاجـل










جرى غزو العراق لذبح عروبته وقد صممت عملية الذبح عبر قوانين أجتثاث البعث وما ترتب عليها من تصفيات جسدية للمناضلين القوميين العرب العراقيين ومن امن معهم بروح البعث الوطنية والقومية الأنسانية المعادية للتطرف والتعصب ومطاردتهم بواسطة العصابات الحزبية والمليشياوية التي جلبها الغزاة من ايران وغيرها وسلطوها مسنودة بقوة السلاح والمال والأعلام فصار ملايين العراقيين الأحرار بين مهجر ونازح ومعتقل ومقصي . وأعلنت نوايا الاحتلال في أجتثاث عروبة العراق بواسطة فقرات في دستور الاحتلال الغت الهوية العربية للعراق مثلما حولت البلاد الى دكاكين وكانتونات طائفية وعرقية عنصرية هدفها الأول تغيير البنية الأجتماعية وتفتيت الأواصر المكونة للتعشيقات الحياتية لهذه البنية.

جاء غزو العراق للبدء بانهاء الخط القومي العروبي الوحدوي التقدمي التحرري الأشتراكي الذي أطلقه البعث عام ١٩٤٧ وعمقه وثبته كأحد مرتكزات الحياة العضوية والاخلاقية والروحية للامة . جاء الغزو لتمييع الهوية القومية والحضارية للامة العربية وبرهنت معطيات الاحتلال خلال السنوات الثلاثة عشر المنصرمة على ان العروبة قد وقعت بين فكي المطحنة الفارسية الايرانية الصفوية من جهة والصهيونية الامبريالية من جهة أخرى وان هذه المطحنة تسحق بلا رحمة الهوية والوجود والحلم والدين والايمان العربي .

ولعل أخطر وأمر ما أنتجته حقبة غزو واحتلال العراق هو ما نراه من محاولات خلط أقحامي ممنهجة بين الفارسية من جهة والعربية من جهة أخرى هدفها تعمية البصائر والأبصار عن حقيقة المشروع الفارسي الصفوي الأحتلالي لامتنا وعن طبيعة المرحلة التي يجري فيها المزج الأقحامي هذا التي تمتاز بكارثة العرب في العراق وما تلاها من انهيارات بنوية للنظام العربي تهدد الهوية القومية بالفناء وقوام عملية المزج هذه هي أعتبار الاحتلال الفارسي ليس أحتلالا بل فتحا مبينا (للمذهب الشيعي ) وثأرا لما يسمى بمظلومية ال البيت وبذلك فأن دخول العجم الفرس علينا حكاما وقادة عسكر وعمل مخابرات ان هو الا عمل حميد وصلت الوقاحة الخيانية بالبعض الى أسقاط الفاصل الاجتماعي الطبيعي بين الفرس وبين العراق وسوريا ولبنان وأعتبرت ان اي غزو أو احتلال أو نفوذ ايراني للجسد العربي هو أمر طبيعي ولا يستدعي المقاومة والرفض . ان أعتبار الشيعة العرب مكونا من مكونات الامة الفارسية الصفوية هو اخبث وأخطر ما مرت وتمر به الامة العربية في تاريخها كله وهو كذبة أحتلالية وخنوع ذليل من كل من تماشى وساير الموجة الطائفية فحول العراقيين والعرب عموما اما الى شيعة ايرانية أو الى سنة عثمانية وهدف هذا التوافق البليد هو العروبة وكينونتها حصرا وتحديدا وليس المذاهب ولا الاديان التي تستخدم كمفاتيح وأغطية سياسية لا غير.

حزب البعث العربي الأشتراكي هو المعبر الأول والأهم عن الهوية القومية وهو الذي قد نشأ من رحم الأمة ليحمي هويتها ورسالتها الخالدة وحضارتها التليدة . أن أجتثاث البعث في العراق كان هو الخطوة الأولى في خلط الالوان والأوراق الجاري الان والذي يسير باتجاه فرسنة الامة وصهينتها لتنتهي العروبة ومعها ينتهي النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وتغيب الى الابد فرية مظلومية ال البيت التي هي الراية والحجاب الفارسي للشعوبية التي تمقت العرب وتبغض وجودهم وينتهي الأسلام الحقيقي أولا ثم تغييب السلفية بشقيها الفارسي والعثماني في حقبة ومرحلة لاحقة لتسود الصفوية والصهيونية على أرضنا ومقدراتنا .

الحل :
هو أن ينهض البعث من جديد , يثور وينتفض في كل الاقطار العربية . ولكي تحصل الثورة البعثية الجديدة التي تحرر العراق وفلسطين والاحواز وجزر الخليج والجولان وسبتة ومليلة لا بد أن يحصل الاتي:

١- أن يقوم البعثيون في كل مكان بكسب العرب الى صفوف الحزب والى نصرته ومساندته لأنه هو أمل الأمة الأكبر في الخروج من محنتها القائمة الان.

٢- أن يقوم البعثيون في كل مكان بنشر عقيدة الحزب ومبادئه الوطنية القومية التحررية الوحدوية اللأاشتراكية.

٣- أن يوضح البعثيون بلا كلل ولا ملل لكل العرب في كل مكان صلة البعث العضوية بالاسلام الحنيف كدين لمعظم العرب وبالأيمان كمسار حياتي لكل العرب وأن يدحظوا الفكر التكفيري تماما كما يدحظوا الارهاب وعقائده الأجرامية.

٤- أن تسود القناعات عند البعثيين بكل مستويات توصيفاتهم النضالية وصولا الى أعلى قيادة في الحزب بأن تحرير العراق هو المفتاح لفك الحصار القاتل المفروض الان على النهج القومي الوحدوي التحرري وهو الطريق الوحيد لأعادة طموحات تحرير فلسطين وكل أرض عربية مغتصبة الى مساراتها السليمة ولاعادة عوامل حشد الأمة بهذا الأتجاه .

٥- أن يتحرك مناضلوا البعث في كل بقعة يتواجدون عليها للتضاهر والأعتصام واقامة كل الفعاليات السلمية التي تعلن عن حضوره الوطني والقومي وعن أصالة أرتباطه بقضايا الوطن والأمة .

٦- أن يقوم كل بعثي بواجباته تجاه العراق ومقاومته الوطنية الباسلة بكل فصائلها وتشكيلاتها التي تقاتل لطرد الأحتلال الايراني والامريكي وأعادة العراق الى حاضنته القومية وذلك بأن يمارس كل بعثي دوره الاعلامي والتحشيدي والتثقيفي والتنويري على وسائل الأتصال الاجتماعي المختلفة . ومن الضروري أن تقوم خلايا الحزب في كل مكان بتقديم الدعم المادي للمقاومة العراقية التي ليس لها من ساند غير الله سبحانه.

لقد ان الأوان أن يدرك البعثيون ويعملون على نقل أدراكهم لكل شعبنا العربي بأن ما يجري في العراق وسوريا ولبنان وكل أرض عربية أمتدت لها أذرع الأخطبوط الطائفي الايراني الصفوي هو تنفيذ لمخطط أنهاء الامة العربية وطمس هويتها وتاريخها ونضالها وأحلال للسلفية المتطرفة بشقيها ( الشيعي والسني ) لتسود على أنقاض الأسلام والعروبة وتتعايش بتفاهمات ممنهجة مع الكيان الصهيوني المشابه لها في الغلو والتطرف والعنصرية والأرهاب. وأن يكون هذا الأدراك منطلقا فعالا وجماهيريا واسعا للدور الجهادي والنضالي الحاسم والمرجح والحيوي والذي لا بديل له في أنقاذ الأمة من حلقة الموت التي تطوق الان رقبتها .

وفي نفس الوقت على البعث أن يقوم بالدور المفصلي في توحيد الاحزاب والقوى والجمعيات الوطنية والقومية والأسلامية التي تلتقي معه في خط رفض الاحتلال الايراني ومقاومته وكشف وفضح زيفه وباطنيته والتي يحاول التستر والتخفي وراءها لحجب الرؤيا وخلط الألوان عن حقيقته القومية الفارسية الأحتلالية التوسعية التي جندت عربا غلبوا على أمرهم وغيبت عقولهم . وفي هذا الأطار فأن جهود البعث القائمة الان لتنفيذ مبادرة ومقترحات أمانة البعث العامة وتوجيهات القائد المقاتل الباسل الرفيق عزة ابراهيم في تشكيل الجبهات الوطنية وصولا الى الجبهة القومية العريضة التي تتولى أدارة كفة صراع الأمة من أجل حقها في الحياة وحق العرب في أرضهم واستقلالهم وخيراتهم التي يحرمون منها ويكرس الجوع والمرض والجهل والامية والفقر بارادة أعداء الامة التي سادت ونفذت وتقوت باحتلال العراق .

لا أمة عربية بدون البعث ولا مشروع يسير بخطى مدروسة نحو انقاذ الامة الأ بأعتماد أستراتيجية البعث وشركاءه من الأحرار العرب في داخل الوطن وفي المهجر للمقاومة والتحرير وما ندعوا له هو حق صيانة الحياة وحق الانسان العربي في الحياة وحماية الامة التي تتعرض لأشرس عدوان وهجمة في كل تاريخها القديم والحديث. والله هو المستعان.





الثلاثاء ١٣ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ. د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة