شبكة ذي قار
عـاجـل










( يحكى أن زعيم الغابة الأسد اصدر أمر بقتل كل زرافة في الغابة ولما سمع الفيل بالأمر سارع الى الهروب من الغابة وصادفه الغزال وسأله لماذا تركض مسرعا فرد عليه قائلا أن الأسد قد اصدر امرأ بقتل كل زرافة في الغابة فقال له الغزال أنت فيل وليس زرافه رد عليه اعلم آنا فيل وليس زرافه ولكن اسند تنفيذ المهمة الى الحمار ) .

اذا كانت أمريكا قد ارتكبت جريمة احتلال العراق بدون شرعية ولا أسباب تستدعي تنفيذ هذه الجريمة وهي تعتبر وتعترها شعوب العالم بأنها الدولة الأكبر حضارة ورقي وتقدم في كافة المجالات وحسب تقييم احد أصدقائنا الذي يتواجد في أمريكا بأنها متطورة عن أوربا بمائة سنة انظروا وقدروا الفجوة بينها وبين دول العالم الثالث كيف تكون ؟

اعترفت أمريكا عن خطئها في إقدامها على احتلال العراق وإنها ارتكبت جرائم لا تنسجم وتتلاءم من المفاهيم والمبادئ التي تأسست بموجبها الولايات المتحدة وخاصة بما يخص الحقوق المدنية للإنسان مثل حرية الأديان والمعتقدات والجنس واللون والانتماء والتي تتفاخر بأن نظامها يتقدم عن باقي دول العالم وتعبر نفسها النموذج الراقي والحضاري كما تتصور والذي يجب ان يقتدي به بل يجب أن يفرض حتى ولو بالقوة كنظام دولي وهذا ما تسير عليه سياستها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وان كل قوة في العالم لابد من إزاحتها اذا وقفت ضد هذا النموذج وكان العراق ونظامه الوطني يتقدم دول العالم في مواجهة سياسة فرض هذا النموذج الأحادي بالقوة على شعوب ودول العالم فكان هدف أمريكا الأول في كيفية أزاحت والقضاء على قيادته العراقية المؤمنة وإنهاء ووأد البعث فكرا وعقيدة وتنظيم ليخلوا لها الطريق لتنفيذ مشروعها المسمى ( النظام الدولي الجديد ) النموذج الأمريكي . وقد صدمت أمريكا بما ليس في حساباتها بان الذي بناه وأسس له قيادة الحزب والدولة في العراق خلال خمسة وثلاثون سنة كان معد ومهيأ للمضي قدما في استمرار ومواجهة هذه المشروع في حالة إنهاء وتفتيت الدولة العراقية بقيادتها وحزبها وحالة الاحتلال ليصل بأمريكا وسياستها الى حالة الهزيمة والفشل لتسارع في تغيير وتعديل إستراتيجيتها ليس في العراق فقط وإنما في الشرق الأوسط والعالم على ما أفرزته حالة التصدي والصمود الرائع والبطولي للشعب العراقي ومقاومته من ظهور وبروز قوى وتكتلات واستراتيجيات ضد المشروع الأمريكي الذي يراد به السيطرة على العالم .

وبعد الفشل والهزيمة التي اعترفت يهما أمريكا ومن اجل التجاوز والتغطية على حالة الإدانة من قبل الشعب الامريكي ودول العالم وبعد ان أنجزت تدمير وتمزيق وحدة الشعب وإشاعة الفوضى وفقدان الأمن كان لابد لها من إشراك وتوريط أكثر من طرف في ارتكاب جريمة الاحتلال وكان لها ان تختار في إدارة الحكم الذي أسسته بموجب صياغتها للعملية السياسية الطائفية مجموعة من الخونة والعملاء الساقطين واللصوص الذين تعاونوا معها في تنفيذ جريمة الاحتلال والمطيعين لأوامرها لاستكمال ما عجزت عن تنفيذه من ارتكاب جرائم ضد العراق وشعبه الرافض والمناهض لكل ما فعلته واتت به أمريكا ولكي توزع ما ارتكبته وترتكبه بذمة ما يسمى بسياسي العراق المحتل مع إعطاء الضوء الأخضر وإفساح المجال لإيران ألد أعداء العراق في القديم والحديث ان تدعم هؤلاء الذين معظمهم من التيارات الدينية والذين كانوا لاجئين في إيران وشاركوا مع القوات الإيرانية في حربها ضد الجيش العراقي إبان الحرب العراقية الإيرانية وبالأخص قوات بدر وحزب الدعوة لتخفف عنها النقمة والإدانة واعتبار كل ما حصل ويحصل من جرائم بحق الشعب والوطن هو نتيجة الصراعات فيما بين العراقيين أنفسهم لأنهم غير متفاهمين وتوجد طائفية وقوميات متناحرين فيما بينهم ، رفعت يدها أمريكا وسلمت كل شيء الى هؤلاء الخونة ليعبثوا في البلاد والعباد الفساد وارتكاب الجرائم وسلب حقوق الشعب والعراق الى ان أوصلوا البلد الى الانهيار والحرب الطائفية وفقد الأمن والأمان والثقة بين مكونات الشعب العراقي الإفلاس بسبب الفساد المالي وهي تسجل وتراقب وتوجه عن كثب لتغرقهم أكثر فأكثر في وحل الخيانة والعمالة والجريمة أمام سمع وأنظار العالم والشعب العراقي وبهذا لتجعل منهم أداة طيعة بيدها ينفذون ما تريد منهم لتباشر في تحقيق ما عجزت من تحقيق أهدافها العدوانية إثناء الاحتلال المباشر .

نقول للقريب والبعيد وحكام الأنظمة العربية وللشعوب العالم والقوى المحبة للسلام ان يستفيدوا من تجربة الشعب العراقي وان يدرسوها بعمق لأنها ليست للعراق فحسب وخاصة للحكام العرب والعالم الحر ، ان ما مر ويمر به العالم من حالة الفوضى والإرهاب وضياع الأمان والتجاوز على القوانين وضياع الحقوق هي ليست أسباب وإنما نتيجة غطرسة وانفراد وعدوانية أمريكا فلا تخدعكم طول الوقت فهي تعطي القليل لتأخذ الكثير وتصلح جزء وتهدم أجزاء وتوعد فتنقض وعدها ، نعود ونذكر على الحكام العرب ان يفكروا مليا في كيفية اخذ الحذر والتحسب لما تخططه امريكا ضد الأمة العربية فالعراق هو الجزء والأمة هي الكل وإذا اختارت العراق أولا فلأنها تدرك وتعلم مكانة وتأثير العراق في الأمة ، والتفكير الحسن للحكام العرب سوف يقود الأمة الى بر الأمان وخصوصا بالعودة الى ثوابت وبديهيات الروابط الأزلية للأمة وخاصة وحدة المصير العربي وان معركة العراق هي معركة الأمة كلها وانتصار العراق هي انتصار للأمة وعودة العراق كما كان قويا عزيزا مقتدرا هو قوة وعزة وشموخ للأمة كلها ، فلا تأخذكم العزة بالإثم ووحدوا صفوفكم وجمعوا قواكم وتوجهوا نحو الأعداء الحقيقيون وتجاوزوا الخلافات والمصالح الضيقة فانها وان بقيتم على هذا الحال سوف لم تضمنوها بل تفقدوا حتى تاييد ومحبة شعوبكم وعندها الخسارة ليس جسيمة فحسب وإنما مدمر للأمة كلها لأسامح الله .





الخميس ١٥ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة