شبكة ذي قار
عـاجـل










من الغريب والمؤسف أن ينغلق عقل الأنسان على أقرب الحقائق المكونة لكينونته ووجوده العضوي وهي حقيقة أنه ابن أبيه وأبوه ابن جده وهكذا وصولا الى الخلق الرباني الأول فيتصرف على أساس انه الحقيقة المطلقة الوحيدة في الكون وانه الحق الأبلج الذي لا يطاله باطل فينفرد وحيدا رغم انه يدعي الانتماء الى جماعة ويتشظى رغم انه يتصرف على انه كتلة واحدة . هذا هو حال معظم المنتمين للطائفية عموما ومنها أنطلقوا في رحاب السياسة الوجودية المعاصرة في منهجية تناقض التصور الأول فغابوا في متاهات الذاتية المنحسرة المحبوسة في كواليس النرجسية والانقطاع عن سلسلة الخلق وتناسل الأجيال من جهة وفي جب فلسفة عقيمة فحواها ان الطريق الى الله والاديان والمذاهب لا بد أن تمر عبر أحزاب وضعية هي في جوهرها أحزاب لها برامج مصالح وغايات دنيوية ليس بينها وبين الله سبحانه وبين أديانه وخاتمها اسلامنا الحنيف من صلة سوى الخديعة :

ونقول الخديعة لان هذه الأحزاب المذهبية السياسية ترتكز في فلسفة وجودها وبناءها الهيكلي والتنظيمي الكمي البشري على الدخول على الناس من أبواب يقدسونها وينقادون لها انقيادا فطريا وعفويا تلك هي أبواب الايمان بالله ومهابته ومخافته واجلال رسالته وكتابه ورسوله والاولياء الصالحين في سفر دينه القيم. الدين والمذهب عند أحزاب الأسلام السياسي هو مفتاح الكسب الجماهيري ومفتاح الأقفال التي تربط على جماجم وعقول الناس فتجعل كل فرد فيهم لا يعدوا أن يكون سوى حصان عربة ليس بمقدوره أن ينظر الى يمين أو شمال رأسه وهو منطلق في خط سيره بحكم الأصفاد التي ربطت رأسه الى رقبته وجسده. الدين والمذهب عند هذه الأحزاب هو الستار الذي يغطي عوراتها وشططها وانحرافات بعضها السلوكية والاخلاقية ومصالحها الأنانية الضيقة .

الأحزاب الطائفية تكريس لضغائن التاريخ رغم ان هذه الاحزاب وأفرادها منقطعين عن التاريخ كما أسلفنا . وهي تجمعات تعتاش على الكراهية للاخر وعلى أستعداءه الى حد الايمان بضرورة فناءه. ومحنتها الكارثية انها تمارس التقديس لذاتها وتنشره ضاربة عرض الحائط سماحة الدين وشموليته وكونه منزل من خالق الكون الذي يدبر أمر اليابسة بمكوناتها والمياه باغوارها ..

الاحزاب الطائفية السياسية تكفر الاخر وتبيح قتله مع ان الله سبحانه هو من خلقه وهو من وهبه العقل والادراك وهداه النجدين.. ومع ان الله سبحانه قد وسعت رحمته العالمين وهو يهدي من يشاء ويظل من يشاء ومع ان الله سبحانه قد جعل العقاب والثواب في شؤون الصلة بالذات الالهية المقدسة حصرا به وأسس الاخرة كمال حتمي لجميع الارواح ويوم القيامة يوم حساب الجميع حجرا وشجرا وبشر.

الاحزاب الطائفية السياسية تجزء ولاء المواطن على أساس الولاء للعقيدة السياسية المذهبية وليس على أساس الولاء لله وللارض ( الوطن ) وتقع في محظور خطير هو الولاء للاجنبي الذي تروج له على انه شريك في العقيدة المذهبية وهو في حقيقته دولة وسياسة واقتصاد وحركة حياة متكاملة تمارس مصالح شعوب أخرى .

الطائفية السياسية متاجرة بالدين وبالاجتهاد العقلي الذي جاد به من أنغمسوا بحب الله وكتابه وسنة نبيه فحاولوا من خلالها توضيح مكامن الغموض على العامة وتنوير مسالك الايمان لمن لا يجيد الدخول بنفسه الى تلك المسالك اما بسبب جهله وأميته أو بسبب قصور أدراكه. متاجرة تنتهي بنتيجة واحدة هي استخدام الله جل في علاه ودينه وكتابه وسنة نبيه وصلة رحم النبي للوصول الى منافع عبر السلطة والحكم وما يقدمانه من مداخل للوصول الى المال العام والتحكم برقاب خلق الله .

ماذا فعلت الاحزاب الطائفية في العراق مثلا ؟

# لجأت للقوة الغاشمة لامريكا وبريطانيا والمحافل الماسونية للوصول الى السلطة بعد أن عجزت وسقطت وفشلت وسائل الاستخدام التقليدي للدين والمذهب في تجييش الشعب لاسقاط الدولة والسلطة .

# خضعت لسلطة الأحتلال والغزو الغاشمة وانتهجت ما أختطته لها من سياسات المحاصصة الطائفية والعرقية العنصرية التي رسمها ومنهجها الغزاة لتتماهى وتتماشى وتتناغم مع فلسفة السلطة المذهبية الغبية المجرمة فوضعت البلاد والعباد في أتون محرقة ومسلخة بدأت ولم تنتهي .

# فشلت أحزاب الاسلام السياسي فشلا ذريعا في أدارة شؤون البلاد من صغيرها وحتى كبيرها فتحول العراق تحت سلطتها المسنودة من امريكا وبريطانيا والمحافل الماسونية الى ألدولة الأكثر فشلا في العالم.

# صارت أحزاب الاسلام السياسي وميليشياتها قوى فساد وأفساد مالي وأخلاقي وأداري وتحول العراق تحت سلطتها المحمية أيضا من النظام الماسوني المجوسي الصفوي الايراني كطرف من أطراف غزو العراق وأحتلاله تحت ادارة امريكا الى البلد الاول في الفساد بمختلف عناوينه.

# فتحت العراق للاحتلال الايراني الصهيوني الصفوي المجوسي الطامع باقامة امبراطورية صفوية على أرض العرب .

الأسؤا من هذا كله ..ان الاحزاب الطائفية الايرانية وميليشياتها المجرمة قد مارست باسناد ودعم من دول الغزو ايران وامريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني جرائم ابادة بشعة بحق طيف عراقي مسلم نقي طاهر أصيل العروبة لتؤسس لقواعد رد الفعل الطائفي . ان الخطأ الفادح الذي يقع فيه البعض ومنهم دعاة الطائفية في ضفتها الثانية المقابلة ان من يقوم بحرب الابادة ضد عرب العراق في المدن الثائرة هم شيعة ..

ونحن نقول ببساطة متناهية :

ان الاحزاب التي جلبها الاحتلال وخاصة تلك التي أدخلها من ايران هي أحزاب سياسية صفوية الدين مجوسية الاصل صهيونية الولاء ولا تربطها بالاسلام ولا بالمذهب الجعفري العربي أية رابطة غير الادعاءات الزائفه التي يقصد منها بث الفتنة المذهبية المدمرة.

ان احزاب الاسلام السياسي الطائفية هي أحزاب وضعية أرضية لا صلة لها برب الكون سبحانه ولا بكتبه ولا بالرجال الذين حملوا ونشروا الرسالة ولا بأهل بيت الرسول . هي أحزاب تسعى للسلطة ومنافعها وتعمل عبر تحشيد مؤسس على الجهل والتخلف وعبر طقوس وشعائر وممارسات تشوه الاسلام وأهل الاسلام . أحزاب الاسلام السياسي الطائفية تشرذم المجتمع لان كل منها يكفر ويخون ويسعى لابادة الاخر وهكذا ممارسات تقوض أركان الدولة وتلغي صلة المواطنة وتحول الوطن الى دكاكين وكانتونات بائسة :

لنأخذ مثلا اخر لاحزاب الطائفية المصابة بطواعين التطرف والغلو ونراجع بعناية وموضوعية ما فعلته في مدننا المنتفضة الثائرة والمحتضنة للمقاومة الباسلة :

لقد جردوا المقاومين من سلاحهم .
اعتقلوا وقتلوا المئات من المجاهدين الذين رفضوا بيعة التطرف والارهاب.

مهدوا الارض التي كانت عصية على الفرس واعوانهم فدنستها جيوش كسرى ورستم وسليماني وعاثت بها تقتيلا وحرقا وتخريبا وتهجيرا واغتصابا .

مسكوا الارض لتصير هدفا لطيران تحالف دولي لم نر يوما جثة لقتيل منهم بل رأينا الرمادي وتكريت والفلوجه خرائب وحرائق وشعب نازح تذبحه حراب الحشد الصفوي الصهيوني .

قتلوا الابرياء من المخدوعين من ابناء الجنوب في سبايكر وهم عزل وبلا سلاح ووجودهم في سبايكر مخطط ليكونوا حطبا لحرائق الطائفية وضعه نوري المالكي وأعوانه ضمن مخطط انتاج الارهاب ليكون شماعة وذريعة لتدنيس مدن الاباء والشرف .

جعلوا بممارساتهم الاجرامية شعب الموصل وأرضها العراقية موضعا لاهداف التشرذم والتفتيت بحجة حماية الاقليات والاعراق التي تعرضت للاضطهاد على يد الاسلام السياسي الطائفي في نموذجه الذي صمم ليكون بعبعا عجيبا خرافيا لا يمكن لعاقل أن يصدق صورة القوة والتمكن التي جعلته في ليلة وضحاها يقارع نصف العالم .

الاسلام دين رباني لم تقدم قوى التحزب بكل انواعها سطرا واحدا من ثوابته الاخلاقية ولا ممارسة واحدة من قواعد عدله بل برهنت انها تعمل بالضد منها وتحارب الوحدة التي دعا اليها وطبقها في أرض العرب أولا تحت راية العروبة والتوحيد ومنها انتشارا في كل البقاع المسلمة تحت راية التوحيد والعدل والمساواة والحب والتسامح والسلام.





الاحد ١٨ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ. د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة