شبكة ذي قار
عـاجـل










في مثل هذا اليوم بالضبط في 27/8/2013 نشرت مقالتي الموسومة ( ما أشبه ما يجري اليوم في محيط دمشق وأسوار بغداد ) ...

http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0813/3abdkadem_270813.htm

مقالة قرأها البعض، وتجاهلها بعض آخر، ولامني عليها، بسبب طولها من هم قليلي الصبر في متابعة القراءات الجادة لموضوع كان يتطلب توضيح أمره الوقوف على كل التفاصيل فيه .

وما كنت شخصيا أتمنى مطلقا أن تتحقق تلكم النبوءات السوداء في تلك المقالة،.وكم هي قسوة آلامي وأنا أرى اليوم ما آل إليه وضعنا العربي التعيس؛ خصوصا وان أدوات العدوان والغدر الفارسي، وبالتواطؤ الصهيوـ أمريكي قد حققت كل ما تريده من تهجير جماعي لأهلنا في مناطق ومدن عديدة سواء في جرف الصخر والعامرية ديالى وغيرها ، سواء في محيط دمشق أو حول أسوار بغداد، امتدادا نحو مدن الشمال والغرب في العراق، وكذلك فعلوا في مدن سوريا العربية الصابرة حول دمشق.

المقالة أعلاه كانت طويلة وقاسية فعلا بلا شك، لكنها كانت تفصل وتوضح سيناريو كان مرتقب التنفيذ، لقد كتبناها بحرص وعمق وبرصد يومي مضني لأجل أن نستشرف أفقاً لما خطط له المجرمون ،.

علينا أن نعترف بما حققه الأعداء في سوريا والعراق، ونقر بما تم انجازه من محن بإرادة فارسية غادرة ، بتنفيذ أيادي عربية شعوبية الهوى، مرتبطة بمخططات إيران وأطماعها الفارسية ، استهدفت خصوصاً عرب العراق والشام ، انطلاقا من محيط العاصمتين العربيتين بغداد ودمشق .

شخصيا أقر أنها معركة وجزء من حرب عدوانية على امتنا، وكسائر الحروب القومية لا يمكن حسمها بمعركة واحدة، فسجالاتهما ستكون مستمرة ما بين كر وفر ، وأنا على يقين من نصر القادسية الثالثة التي تدور رحاها الآن في العراق والشام لصالح العراق خاصة والعرب جميعا.

العالم اتجه بأنظاره اليوم نحو رصد "داعش" وجرائمها؛ لكنه تغافل ونسي جرائم شقيقاتها من ( المليشيات الشيعية الفارسية في العراق والشام ) "ماعش" وعصاباتها، وفي كلتا الصفحتين العراقية والسورية ستجدون أيادي الغدر الفارسية عابثة تخطيطا وتنفيذا .

اليوم سيتم تفريغ مدينة داريا المنكوبة بنقل ما تبقى من سكانها الذين يقدرون اليوم بحوالي 8360 مدني محاصر وحشرهم بباصات أحضرت لهذا الغرض ومعها عشرات من سيارات الإسعاف إلى مناطق نزوح أخرى في شمال سوريا ، كما سيتم نقل عدد من المسلحين الذين رفضوا الاستسلام، لكنهم باتوا مخيرين بالانتقال إلى الحدود التركية أو فرض الاستسلام عليهم لعصابات بشار الأسد وحلفائه من عصابات حسن نصر الله ومليشيات عراقية وأخرى إيرانية.

لم تستسلم داريا رغم إنها تحولت إلى مدينة أشباح ومقبرة جماعية، كان صمودها أسطوريا ، وفضل أهلها التفاوض، حفاظا على ماء الوجه والكرامة وقبلوا الخروج بما تبقى من أهلها نحو نزوح بعيد.

يحاصر الجيش السوري والمليشيات الطائفية والفارسية الحاقدة مدينة داريا منذ أربع سنوات، وظل يحاول التقدم على أطرافها لأجل السيطرة عليها،مانعا عن داريا الماء والدواء والغذاء، عاش سكانها الكفاف بصبر قل نظيره، لم تتحمله مدينة محاصرة عسكريا في تاريخ العالم ، عاش أهلها وسط قصف مكثف بالبراميل المتفجرة يستهدف الأحياء السكنية بشكل يومي. وبحسب التقديرات، فإن قرابة 80 في المائة من مباني داريا جرى تدميرها، فيما اضطر أغلب سكانها إلى النزوح، ولم تظل بها سوى قلة صابرة منهم. والى هذه اللحظة تواصل مروحيات القوات الحكومية وبدعم إيراني وروسي، غاراتها على بلدة داريا بريف دمشق الغربي، مستخدمة أنواعا مختلفة من القنابل المتفجرة، منها النابالم الحارق وصواريخ "فيل" ذات القدرة التدميرية.

جريمة داريا ، إنها تعد من أول البلدات التي ثارت ضد نظام بشار الأسد، وذنبها أيضا إنها تبعد بضعة كيلومترات عن مطار المزه العسكري ذي الأهمية العسكرية الكبرى في دمشق . وإنها مستهدفة إيرانياً بمحاولة فرض الاستيطان الفارسي وأتباعه فيها بعد تفريغها الكامل من سكانها.





الاثنين ٢٦ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة