شبكة ذي قار
عـاجـل










انّ رسالة النبي محمّد لأهل الجزيرة العربيّة قد أكملت « المجد العربي شرفاًَ باهر النور والسناء، وكانت الطور النهائي لتلك الميزة العظمى التي امتاز بها الجنس العربي.. لأنّها احتوت من المبادئ والأسس والحلول الجذرية ما يكفل حاجة البشر ويحلّ مشاكلهم الروحية والمادية في كل زمن ومكان إذا ما رجعوا إليها » (1). « وليس في هذا شيء من الغرابة، فالإسلام والعروبة متلازمان، تلازم المنشأ والضرورة والوجوب أيضا، بحيث لا يمكن لأي باحث أن يغفل، وهو يتحدث عن العروبة، دور الإسلام، أو وهو يتحدث عن الإسلام أن يغفل مكانة العروبة ودورها في الإسلام » (3).

« والنتيجة التي انتهى إليها الإسلام.. هو أنّ كل من اتخذ الإسلام ديناً له والعروبة لساناً، أصبح عربياً. وهذا هو المعنى الجديد الذي جاء به الإسلام لمفهوم العروبة أو الجنسية العربية، وهو مفهوم قومي أكسبه الإسلام هذه الميزة الإنسانية التي لا ترتفع إلى مستوى انسانيّتها أيّة قوميّة أخرى. وبذلك أصبح المسلم هو العربي الجديد، لا بعقيدته الدينية فحسب، ولكن بعقيدته القوميّة أيضاً. وهذا هو السرّ في عظمة الإسلام » (3

والعرب مادّة الإسلام « جاهدوا في سبيل انتشاره، ودافعوا طويلاً عن مقدراته، فمنحهم الإسلام عروبة خالدة، وأمّة متميزة تستعصي على كل باغ وظالم أن ينال من كينونتها أو استمرار وجودها في التاريخ، وكذلك كان الشأن للإسلام الذي أعزّ العرب وجعلهم الأغلبين بعد ضعف، ووحّد شملهم حتى رفعوا أعلامه في مشارق الأرض ومغاربها.. وأصبحت كل دعوة عربية لا تستوحي روح الإسلام كأنّها صرخة في خواء » (4).

ولكي لا يتشوّف العربُ على العالم أخرج الله الإسلام من بين أيديهم ونشره في أنحاء العالم، يحمل معه خصائص العروبة ومميزاتها. وهـو مجد للعرب ومحال ضَعَةٍ في آن معاً. « لقد كان تمامُ المجدِ العربي، الذي كمل بالرسالة المحمدية، أن حملت هذه الرسالة الجنس العربي.. بنشرها في مشارق الأرض ومغاربها، وبين جميع البشر على اختلاف ألوانهم وأجناسهم وأديانهم.





الخميس ٢٩ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الثائر العربي عبد الله الحيدري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة