شبكة ذي قار
عـاجـل










ما الذي يريده نظام بشار من كل هذا القتل والتشريد والتدمير لشعب سوريا ، هل هي شهوة السلطة والتشبث بالحكم ، أم هي ثقافة الحقد على سوريا وشعبها إن لم تكن لي فلتذهب إلى الجحيم ؟ ، عائلة الاسد ليست من العائلات المرموقة والتاريخية في المجتمع السوري ، اغتصب السلطة والده حافظ الاسد عن طريق التآمر بكل انواع الخسة على الحزب والقيادة ، والرفاق الذين تم اعتقالهم سواء من السوريين وغير السوريين ، ولم يكتف بالخيانة الوطنية بل الحقها بالخيانة القومية عندما اصطف مع نظام ملالي الفرس في حربهم ضد العراق ، وارسل قواته جنباً إلى جنب مع الامريكان والصهاينة في حفر الباطن ، ودمر المقاومة الفلسطينية في لبنان ، واغتال قادة النضال الوطني في لبنان ، وترك الجولان مسرحاً للصهاينة دون مقاومة ، وفي حرب تشرين كانت خياناته مكشوفه مع الكيان الصهيوني عندما رفض خطة الجيش العراقي والقادة العسكريين السوريين تحرير كامل الجولان بموافقته علىوقف اطلاق النار ، وطلبه من الجيش العراقي مغادرة الجبهة مع العدو الصهيوني .

هذا السجل الحافل لنظام عائلة الاسد ، فهل كان احد يتوهم أن نظام بشار الذي اصبح رئيساً للدولة بتعديل الدستور باقل من خمس دقائق أن لا يتشرب الخيانة من والده، وأن تهمه سوريا وشعب سوريا ؟ ، فلو كان غير كذلك ، فقد استمرت الثورة السورية ستة اشهر سلمية ، لاستجاب لها وحقق لها مطالبها المدنية وترك السلطة للشعب السوري في أن يختار بحرية من يريد ، فيكفي حكم اربعين عاماً لعائلة الاسد بكل ما ذكرنا من تاريخ اسود حكموا فيه سوريا وتآمروا على المنطقة .

ليس في مصلحة الشعب السوري النزوح من وطنه ففي هذا النزوح مصلحة لنظام بشار ، فهو لا يهمه تشتيت السوريين في كل بقاع الارض ، كل ما يهمه السلطة حتى لو كانت على جماجم البشر وعلى تدمير سوريا ، وحتى لو كانت دمشق وحلب وكل المدن السورية تنطق باللهجة الفارسية حلفاؤه في القتل والتدمير والتشريد ، أو باللغة التركية اعداء اليوم وحلفاء الامس ، فالروس لهم حصتهم والفرس لهم تواجدهم على الارض وفي صناعة القرار ، والاتراك لهم كذلك ، فماذا بقي لنظام بشار بعد أن تمزقت سوريا وتشرد شعبها ؟ ، وأخذت كل المنظمات الارهابية تفتك به، وبات مصير الوطن في لعبة امريكية روسية ، وتسابق اقليمي لدول الاقليم كايران وتركيا والكيان الصهيوني .

شعب سوريا هوالخاسر الاكبر فبشار وعائلته قد يتم اخراجه بعملية فبركة بين روسيا وامريكا ، وكلاهما لا يشتريان بشار وعائلته بدرهم ، فقط هي لعبة المصالح على حساب السوريين وتاريخ سوريا ، وحتى بعد أن تحولت سوريا إلى جثة هامدة لا حراك فيها، ما زال اللاعبون على الارض يمعنون فيها بالقتل والدمار والتشريد ، فيما بقي على ارضها من بشر وحجر ، ونظام بشار لا يخجل مما يجري لشعب حكمه وابوه اربعين عاماً ، سرق ونهب من خيرات هذا الوطن ما جعله وعائلته يعيشون بمستوى العائلات العالمية الغنية .

إن حل القضية السورية هي في ثبات السوريين في بلدهم ، فالتجربة الفلسطينية في عام النكبة تؤكد أن من يخرج من بيته لا عودة له لوطنه ، وأن كرامة المواطن في بيته ، فلا يجوز تشجيع المواطن السوري على مغادرة بيته ، ولا يجوز للمواطن السوري اعطاء أذنه لكل من يسوغ له الحياة في المهجر ، فلينظر المواطن الذي ما زال صامداً على ارضه حال السوريين الذين نزحوا وخرجوا من بيوتهم .

الحياة الصعبة التي يعاني منها المواطن داخل سوريا مفهومة ، ولكنها أفضل من الحياة التي يعيشها المواطن الذي ترك بيته ونزح لهذه الدولة أو تلك ، ولا يجوز أن يتخلى المواطن عن ارضه تحت ذريعة أنه سيعود بعد أن تهدأ الاوضاع ، فسوريا الجديدة قد يتم تشكيلها بعيداً عن كل اعتبارات هؤلاء النازحين ، فيفقد الجميع أغلى ما يملك الإنسان ، وهل هناك أغلى من الوطن؟ ، وحتى بشار لايعترف نظامه الا بالمتواجدين على الارض وما عداهم فبنظره ليسوا سوريين .

كان النزوح السوري في خدمة نظام بشار ، فكل هؤلاء النازحين ليسوا في خندق النظام السوري ، فمن مصلحة النظام التخلص منهم ، وكان هذا النزوح ليس في مصلحة السوريين لا على المدى القريب ، ومشكوك فيه على المدى البعيد ، فمن يستقر في المهجر وتتشكل له مصالح فيما يقيم في هذه الدولة أو تلك يجد صعوبة في العودة ، فيفقد الوطن وحنينه وارتباطاته وعلاقاته الاجتماعية ، ليعيش غريباً في شتى بلاد العالم ، وهو ما يريده نظام بشاروكل اعداء سوريا .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الاربعاء ٥ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة