شبكة ذي قار
عـاجـل










قال جلّ من قائل في محكم كتابه الجليل

بسم الله الرحمن الرحيم
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ(33) ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35).
صدق الله العظيم

ثمة العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي تحدثت عمّن يريدون ( إطفاء نور الله ) وأكدت أن محاولاتهم بائسة وفاشلة إذ يأبى الله إلا أن يتم نوره.

العميد أو اللواء عبد الكريم خلف من هؤلاء المجرمين الذين يعبثون بأنوار الله الساطعة وهو يسعى خاسئا فاشلا أن يضع حزم نور على ظلام الخيانة والعمالة والإجرام التي ستظل مظلمة إلى أبد الآبدين.

لا أعرف دورا محددا لعبه هذا الصعلوك الغاشم في مرحلة ما قبل غزو العراق غير أنني أعرف أنه عينة ومثال لمن يسعون لإطفاء نور الله وبث الظلام في أرجاء الحق والحقيقة لكي يعمي الأبصار عن خطايا وآثام وجرائم من انتمى للغزو والاحتلال إعدادا وتنفيذا وأن يحول الباطل والخراب والدمار الشامل الذي حل بالعراق إلى بركات ونعم لا يراها ولا يعرفها غيره هو ومن هم على شاكلته من الظالمين المعتدين المزورين المنافقين القالبين للحقائق طبقا لأمزجة مريضة وعقول معاقة.

لست معنيا بالدفاع عن السعودية في ما سأكتبه ولن أدافع عنها بل سأضع ما أراه حقا كما عرفته وشاهدته ولمسته لها وعليها في موضوع المقالات التي سألقي فيها الضوء على حوار الساعة الذي بثته قناه الحرة بين الإعلامي السعودي د. حامد الشهري وبين اللواء خلف الموصوف فضلا عن الرتبة العسكرية الفخمة بالمحلل والباحث الاستراتيجي.

المحور الذي سأتناوله في هذه الحلقة الأولى هو بعض جوانب السيرة الشخصية للسفير السعودي الذي كانت الحلقة التلفزية تدور حول طلب خارجية حكومة الاحتلال ( استبداله ) ومنها واعتبرها عبد الكريم خلف عار على السبهان وتحط من شخصه وتعفن شخصيته ومنها :

١- عمل في حماية ضابطين أمريكيين.
٣- إنه ضابط شرطة.

وهنا سأركز على جانبين في سمات العار التي يستنكف منها عبد الكريم خلف ويعتبرهما يحطان من قدر السفير السبهان ويجردانه من حق التمثيل السياسي أو الديبلوماسي لبلاده وأكيد أن خارجية عبد الكريم خلف قد وضعتهما هي الأخرى في حيثيات الطلب الى المملكة لاستبداله. وأود أن أبين أن طلب الاستبدال هذا يعتبر سابقة في تاريخ العلاقات الدولية وقد يكون منعدم النظير وهو في جوهر مضمونه يعني طرد السفير وربما مدخلا لقطع العلاقات الديبلوماسية.

لنعد إلى السيرة البشعة التي أطلقها خلف على السفير السبهان والمتمثلة بكونه قد اشتغل كضابط حماية لجنرالات أمريكان :

بمعنى أن عبد الكريم خلف يرى في الأمريكان قوما لا يصلح ولا تجوز الخدمة لهم أو معهم وأن من يشتغل مع الأمريكان سيكون وصفه سيئا أو منحطا وشأنه متدني وقيمته هابطة، وأن العمل مع الأمريكان رذيلة وخروج على القيم الإنسانية والسياسية وغدر بمبادئ الديبلوماسية وعدوان عليها، وعليه فإن المثلبة والرذيلة الأولى التي أستحضرها للطعن بالسفير السعودي والتشهير به والحط من سمعته وكرامته هي هذه.

طيب آمنا بالله ونحن نتفق مع عبد الكريم خلف الضابط المطرود من الجيش العراقي وكلنا يعرف الأسباب التي كانت تجبر القيادة العراقية الوطنية للجوء إلى قرار طرد ضابط فهي إما أنه سارق أو مرتش أو سمسار على عرضه أو زاني بالمحارم أو خائن لقسم شرف تمثيل جيش العراق البطل كأن يكون خائنا وهو أحد من ثبتت عليهم التهم وتحولت إلى حقائق ليس لأنه قد تم طرده فقط بل لأنه صار جزء من منظومات الاحتلال إن لم يكن أحد من تعاونوا بطريقة أو بأخرى مع ( الامريكان بدمهم ولحمهم وعظامهم ) ونحن نتفق معه في خطورة العمل مع الامريكان وانحطاط قدر من يخدم معهم.

ولكن، وهنا مربط الفرس ..

* لولا الأمريكان لما سمع بشر في الدنيا اسم وصوت ولما شاهد صورة المدعو عبد الكريم خلف، وآخر من يحق له إدانة السبهان أو غير السبهان من هذا الباب هو خلف وأمثاله.

* كل الذين يقدسهم خلف ويتعاون معهم ويدافع عنهم في لقاءاته وتحليلاته وبحوثه هم من الذين خدموا مع الأمريكان ليس كضباط حماية بل كجواسيس رخيصين وأجراء بأبخس الأثمان ولأهداف حقيرة قذرة هي تهيئة كلّ الظروف الأمريكان لغزو العراق.

* آيات الله والمجلس الإسلامي بزعامة محمد باقر وعبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة بجميع بؤره السرطانية وحزب الفضيلة وحزب الله العراق وفيلق بدر ومنظمة العمل الإسلامي كلهم وسواهم كثير من أعوان أو أسياد عبد الكريم خلف ما كان لهم أن تطأ حوافرهم أرض العراق لولا أنهم صاروا خدما وعبيدا وجواسيس وسماسرة لجنرالات وموظفي أمريكا من الدرجة الثامنة ولما وصلوا إلى السلطة لولا انتقاء بول بريمر لهم في مجلس الحكم سيئ الصيت ولولا قرار أميركا باعتمادهم وجوها وأدوات للعملية السياسية لأنهم فرس بالجنسية والولاء والتوجهات ولكونهم هم من قاتل الجيش العراقي مع الجيش الإيراني في سنوات العدوان الإيراني على العراق وهم من مارس كل أنواع العمليات الإرهابية في داخل العراق إبان وبعد انتهاء الحرب بهزيمة إيران.

وجميع هؤلاء تعاملوا تعاملا مباشرا مع ضباط وموظفي أمريكا الذين كلفوا بإدارة العراق بعد غزوه.

إذن .. إذا كان عارا على السبهان لأنه عمل بحمايات جنرالات أو ضباط أمريكان وهذا ما يعول عليه عبد الكريم خلف ليحط من قدر الرجل ويخدش سيرته ويكلل رأسه بالشنار، فإن عبد الكريم خلف وبدون وعي قد وسم كل الذين ينبطح تحت كروشهم ويجهد في البحث والتحليل لإسناد سلطتهم بما وسم به عدوه السفير السعودي. وانطبق عليه القول الشعبي العراقي ( عيرتني بعارها ) بل إن خلف هذا قد أسقط نفسه ومعه الأحزاب والميليشيات الصفوية الفارسية في وادي سحيق رغم عبارات التهنئة التي تساق له من الأغبياء من أمثاله على إجادة تمثيل الدور الذي أنيط به في مهاجمة السفير السبهان وهو بشخصه سيجد نفسه في قعر قمامة هو من رمى نفسه فيه لأنه هو أحد الأذلاء الذين سقطوا تحت حوافر المارينز وما كان له أن يرتدي بزة عسكرية ورتبة ويتسلم مواقع أمامية في داخلية الاحتلال لولا أنه مارس العبودية للأمريكان.

العبرة، أن الذين أصيبوا بأزمة انعدام الأخلاق من أمثال عبد الكريم خلف ومعه كل جوقات المتعاونين مع سلطة الغزو والاحتلال قد تنكروا لسيدتهم ومربيتهم وموصلتهم للسلطة أمريكا ومارسوا معها ما تستحقه من الغدر لكي يمعنوا في خداع العراقيين عبر محاولات التملص من العمالة والخيانة لامريكا. ونحن لا نرى لأمريكا استحقاقا أفضل من أن يعضها كلابها ويركب على ظهرها حميرها ومن منحتهم ما لا يستحقون من فرص على حساب العراق وشعبه.

ومن يغدر بأميركا كما يفعل خلف وأشباهه بعد كل الخدمات الخرافية التي قدمتها أميركا لهم فإنه يغدر ضمنا بفضل السعودية عليه. فلولا الأرض والسماء السعودية والدور السعودي في اغتيال العراق عام ٢٠٠٣ لما وصل خلف وجوقة الفرس إلى عرعر على الحدود بين العراق والسعودية وكان على حزب الدعوة وشركائه من صفويّي إيران أن يضعوا صور الملك السعودي إلى جانب صور خميني وخامنئي في شوارع بغداد بدل أن يحولوا السعودية فور تمكنهم إلى هدف لأطماعهم وسوء سلوكهم وقذارة غاياتهم الفارسية الطائفية الصفوية.

وما يهمنا هنا هو ليس تقريع زيد أو عمرو ولا نبش الماضي بل هو التذكير بالخطأ الفادح الذي أوصل العرب إلى ما هم عليه الآن من وهن وهوان ودمار ودعوتهم للتفكير في طريق العمل الجدي على لملمة بقايا الأمة للرد على مسارات العدوان الفارسي الذي مكنته أمريكا على العرب بدءا بالعراق الذي أسقطته جيوش وسياسات نزقة وقصيرة نظر لأنظمتنا العربية.

بقي أن أقول إن المثلبة الأخرى التي وضعها خلف على السفير السعودي هي كونه ضابط وهنا نذكر كل من يهمه الأمر أن يكون قول الرجال لائقا ومصوبا بأن سفهاء حكومة المضبعة الخضراء هم في عدد مهم منهم ضباط مطرودين من القوات المسلحة العراقية لكونهم خونة أو شواذ وزناة. وخلف نفسه قد يرشح سفيرا !!!!!

عبد الكريم خلف تم اختياره في هذا البرنامج ليس لأنه ديبلوماسي بارع ولا لأنه باحث مبدع يرتقي لمستوى الصفة الاستشارية التي أنيطت به في أوربا لكي يكافأ على خيانته للعراق وليس لأنه مناهض للسياسة السعودية بل لأنه واحد من أكلب كلاب العداء للسعودية طائفيا.

يتبع بإذن الله





الاربعاء ٥ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة