شبكة ذي قار
عـاجـل










قائد وليس كمثله قائد ، ومناضل عجزت النساء أن تلدن له شبيه ، ورجل ماتت الرجال من بعده ، وشهيد طرق باب الشهادة غير واجل ، فكانت وقفته نموذجاً لم يسبقه بها احد ، هو ابن الامة وسيد شهداء هذا العصر ، فقد اراد العملاء أن يوهموا الناس باكاذيبهم ، فخزاهم الله يوم دفع بحثالتهم تصوير مشهد الشهادة ، اختصر فيها كل معاني الامة واهدافها ، وباتت ذكرى شهادته محطة تجاوزت الحدود الوطنية والقومية حد الإنسانية ، التي رأت فيها كذب الغرب وكل عملائه بالتشدق في شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي داست عليها في فلسطين والعراق ، وهاهي تقتل فيها على ارض سوريا واليمن ، رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته ، وهدانا على ذات الطريق التي سار عليها .

الامة التي تنجب رجالاً بوزن الشهيد صدام حسين ، امة خلود لن تهزم ، نعم قد تركع، وقد تهزم ، قد يصيبها الوهن والضعف ، وتتكالب عليها امم الارض للخلاص منها ، والقضاء على التفكير في أن تعيد سيرتها الاولى ، فهي أمة الرسالة وأمة البطولة والشجاعة ، وهؤلاء الذين يتنافخون اليوم كملالي الفرس المجوس ليقرأوا تاريخ صراعهم معها ، فقد هزمتهم في أكثر من موقع ، وفي أكثر من مواجهة .

في الذكرى العاشرة لاستشهاده ، المشهد العربي قاتم ، والساحات العربية تترع بالدماء، وجثث الشهداء تملأ ساحات المواجهة بين شعوب تتطلع إلى الحرية، وعملاء وخون من حكام مأجورين فقدوا كل معاني الرجولة ، وباعوا سيادة الاوطان في اسواق النخاسة الامبريالية والصهيونية والمجوسية ، فهانت عليهم اوطان وشعوب لعدم إنتمائهم إليها ، رغم أنهم تجبروا فيها لعشرات السنين .

نماذج هؤلاء ليسوا من نماذج ابناء العرب والعروبة وإن تسموا بأسمائها ، لم يتركوا فجيعة لم يقترفوها في حق الجماهير ، حتى العناصر الرثة في المجتمع اجهزوا عليها من نساء واطفال وشيوخ ، وشردوا الشعوب لتكون شاهداً على قبح جرائمهم على امتداد الكرة الارضية ، باتت لكنتهم تشبه كل لغة من لغات العالم باستثناء اللغة العربية التي يدعوون الإنتماء إليها زوراً وبهتاناً .

هذا عصر ما بعد صدام الذي واجه بكل قوة واقتدار كل المؤامرات الداخلية والخارجية، وجندوا له كل العملاء والخونة من الداخل والخارج افراداً ودولاً في الاقليم ، ولما عجزوا هم وصنائعهم من عملاء عراقيين وعرب وفرس مجوس وصهاينة ما كان منهم إلا أن جهزوا كل جيوشهم واساطيلهم التي كانت معدة لخوض حرب عالمية مع الاتحاد السوفييتي الذي سقطت اوراقه ، فترنح مع ترنح يلتسن السكران ، وامعنت اعتى واقذر دولة عالمية في شعب العراق ، وكل ما صنعته ايادي ابناء العراق ، فقتلت ودمرت وشردت ، ونهبت وسرقت ومزقت النسيج الاجتماعي واسقطت النظام السياسي ، فنصبت حثالة بشرية على وطن لم يعهد عنه أنه يقبل بقيادة غير الرجال ، الذين كانوا في مستوى شعب عرفت قيم المراس والكبرياء والشجاعة طريقها إليه منذ زمن الخلق والخليقة .

في استشهاد بطل بوزن صدام لن تستطيع الكلمات أن توفي المشهد حقه ، فقد كان مشهداً غير مسبوق ، وكانت وقفة الشهيد لا مثيل لها في تاريخ البطولة الإنسانية ، فإن غيب المشهد الصورة المادية للشهاة ووقفة الشهيد ، فقد بقيت صورة المشهد حية في الذاكرة العربية والإنسانية مع كل وقفة على عرفة ، متسقة مع اكبر حشد جماهيري ديني في الحياة الإنسانية ، ولم تتكرر ولن تتكرر ، فالاحداث غير المسبوقة هي لمرة واحدة ، وقد جعل هذا الشهيد كل حركة نموذجاً خاصاً به ، فبطولته ووقفته وشجاعته ومواجهته خاصة به وليست لغيره .

في الذكرى العاشرة لاسشهاده رحمه الله ، واسكنه فسيح جناته ، والهم الامة الصبر والسلوان ، فلم يكن صدام الا فقيد أمة ، فقد دأبت الجماهير على قول ماتت الرجال من بعدك يا صدام ، فكان يمثل الرجولة التي التمسناها من بعده ، وكانت البطولة بعد استشهاده قد اختفت لم يأت بعد من يكرر الحالة والمشهد الذي تكرر يوم استشهاه ، ومع مصاب الامة الجلل إلا أننا كما عهدنا أمتنا ، فهي أمة ولود لن تقف عند إنجاب بطل كصدام ، فلابد وأن تكون الامة على موعد من ابطال آخرين ، يعيدوا للامة سيرتها الاولى .

dr_fraijat45@yahoo.com





الثلاثاء ١١ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة