شبكة ذي قار
عـاجـل










في صبيحة عيد الأضحى المبارك تمر عشر سنوات على ذكرى اغتيال الرئيس صدام حسين، هذه الذكرى التي ستظل علامة مضيئة في تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب الذي سطَّر أهم المحطات النضالية في تاريخ حركة التحرر العربية، عندما بنى في عهد الرئيس صدام حسين، أهم تجربة حضارية لنظام عربي رسمي، حيث أعطى الأنموذج الفذ في تاريخ العروبة. تلك التجربة التي تبرهن كل عام أكثر من العام الذي سبقه على أهميتها وخطورتها على مصالح الدول الاستعمارية المتحالفة مع الصهيونية العالمية، والتي قد أثارت لاحقاً مخاوف النظام الإيراني في عهد الشاه، والذي أثار رعب نظام الملالي بعد العام 1980.

كان اغتيال صدام حسين، بعد احتلال العراق، يعبِّر عن مدى الرعب في نفوس القوى الطامعة بوطننا العربي الكبير. وذلك لأنهم لا يتحملون نظاماً عربياً يسير على طريق تغيير البنى الثقافية والفكرية السائدة خوفاً من انتشارها في المجتمع العربي التائق نحو التحرر من التخلف والتبعية لقوى الاستكبار العالمي والإقليمي. وقد كانت أهمية النظام الذي أسسه حزب البعث العربي الاشتراكي، بقيادة صدام حسين، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس جمهورية العراق، في أنه سار على خطى إحداث متغيرين استراتيجيين في المجتمع العربي، وهما :

- المتغير الأول : تخليص المجتمع العربي من بؤر التخلف والجهل والأمية، والتبعية الاقتصادية والسياسية للاستعمار والصهيونية.

- والمتغير الثاني : تخليص المجتمع العربي من فكر التواكلية والاستسلام للفكر الديني الظلامي.

وعندما أثمر النظام الوطني في العراق عن إنتاج ثورة السابع عشر – الثلاثين من تموز، التي عملت على تحرير العراق من الأمية الإنتاجية، وحوِّلت المجتمع العراقي إلى مجتمع منتج، يأكل مما يصنع.

وعندما حرِّرت ثروات العراق من أيدي قوى الرأسمالية ووظفتها لمصلحة الشعب العراقي.

وعندما حرَّرته من الاستسلام إلى الفكر الظلامي الطائفي، وأعلنت شعار المواطنة كحق لكل العراقيين من دون تمييز بين طوائفه وأعراقه.

أثارت التجربة حقد الاستعمار وقوى الطائفية والرجعية الدينية، وهذا ما أكدته تجربة العراق تحت الاحتلال، إذ اجتمع على هدف اجتثاث فكر البعث كل من قوى الاستعمار المتمثلة بأميركا من جهة، وقوى الصهيونية المتمثلة بكيان العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة من جهة أخرى، اللذين التحق بركبهما نظام الملالي في طهران كممثل للرجعية الطائفية والمذهبية، هذا بالإضافة إلى جماعات حركة الإخوان المسلمين، ليشكلوا حلفاً عمل على تدمير العراق حجراً وشجراً وبشراً، وليعيدوه إلى زمن الدويلات الطائفية الشبيهة بتلك الدويلات التي شرذمت العراق منذ ثمانية قرون مضت، وإعادته إلى عصر ما قبل الصناعة، وقد فعلوا.

وعلى الرغم من كل ذلك، لم يستسلم البعث في العراق أمام جحافل الاستعمار والصهيونية وحركات الإسلام السياسي الرجعية، بل وقف في خندق المقاومة ليلحق الهزيمة بقوى الاحتلال الأميركي. وهو اليوم يخوض، بقيادة الرفيق المجاهد عزة ابراهيم، معركة المواجهة مع نظام الملالي المتسلط على رقاب العراقيين، ولإلحاق الهزيمة بكل القوى الطائفية الأخرى، لإعادة وجه العراق الحضاري الذي تقوده كل القوى العراقية على شتى تشكيلاتها الوطنية والقومية والإسلامية التي تؤمن بحق المواطنة لكل العراقيين للعيش على قدم المساواة من دون تمييز بين أديان العراق وطوائفه وأعراقه.

وفي هذه المناسبة يقف كل البعثيين في لبنان، بإكبار أمام جلال ذكرى شهادة الرئيس صدام حسين، وجلال ذكرى استشهاد رفاقه من كل المراتب الحزبية. كما تكبر روح الشهادة عند كل العراقيين الذين قدموا أرواحهم من أجل العراق.

كما يتوجهون إلى الرفيق عزة ابراهيم، الأمين العام للحزب، وعبره إلى كل البعثيين، والمجاهدين من القوى الوطنية والقومية والإسلامية، بأسمى آيات الإكبار.

فإنهم يعتبرون أن درب الشهادة هي أسمى درجات التضحية والنضال.





الثلاثاء ١١ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المحرر الأسبوعي في موقع طليعة لبنان العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة