شبكة ذي قار
عـاجـل










لكي تستمر ستراتيجية الحرب على ( الأرهاب الدولي ) .

ولكي يستمر تنفيذ بنود الأتفاق النووي مع الدولة الفارسية .

ولكي يستمر التمدد الفارسي في المنطقة لتدمير العرب والمسلمين .

ولكي تستمر أمريكا في خدمة نجمة داوود الصهيونية بأي ثمن .!!

من غرائب الأمور أن ينحاز رئيس يدعي الموضوعية إلى جانب أحد المتنافسين على الرئاسة الأمريكية لحد الأستماتة، ولحد إعتبار الأمر إهانة له كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية إذا لم يصوت لصالح ( هيلاري كلنتون ) .!!

والغريب أيضًا أن يشارك الرئيس أوباما بالدعاية أو الحملة الأنتخابية لكلنتون ويساندها ويحتضنها على مسارح المهرجانات الهزلية، ويدافع عنها بحماسة قميئة لا تليق برئيس دولة كبرى وعظمى، مسح مكانته كما مسح غيرها من الأساءات التي وجهت له وفي مقدمتها العبارات التي أطلقها بحقه رئيس الفلبين حين وصف أوباما بأنه ( إبن بائعة هوى ) .. فضلاً عن ملايين المقالات والكتابات والتصريحات التي تضع أوباما كرئيس في خانة متدنية ودونية ومزرية لسبب من تغطيته للجرائم والمجرمين والكذب على المجتمع الأمريكي .. وهو الأمر الذي يجعل أوباما يحصد ، بعد بوش الأبن جائزة شيخ الكذابين ليس في أمريكا فحسب إنما في العالم، ولسنا هنا بصدد سرد التفاصيل، التي قد تصدع رؤوس الناس وتقزز أنفسهم من هول الكذب والنفاق والدجل الذي مارسه اللغوي في كلامه وخطبه وتصريحاته ومحادثاته ومباحثاته، دون أن يدرك، ربما، عمق الفكر الذي يحرك السياسة الفارسية وكذا الأخوان المسلمين وكذا حزب الدعوة بإعتباره واجهة للأخوان الذين (( يرفضون فكرة السيادة الوطنية على الأرض، ويرفضون الحدود الأقليمية، طالما كان هناك معينُ أكثر إتساعًا فكريًا وتنظيميًا يتمثل في فكرة الأمة .. لا دولة ولا حدود ولا قومية ولا سيادة إنما أمة إسلامة )) .

إن سلوك ( أوباما ) يفصح عن تبريكات ( الأيباك ) بإمتياز لمرحلة ما بعد مرحلة بوش الأبن، ولمرحلة ما بعد أوباما ستجربها ( هيلاري كلنتون ) في البيت الأبيض إذا فازت في مسرحية الأنتخابات الرئاسية ومهرجاناتها ومهرجيها .!!

لن نتحدث عن جماهير المجتمع الأمريكي المأخوذ بالدعايات الأعلامية والأعلانات ومانشيتات الخداع والتضليل الثقافي – السوسيولوجي .. ولكن نتساءل أين هو القضاء الأمريكي القدير الذي من مهماته رصد الكذب على الدستور والقوانين، وأين هو الكونغرس، وأين هو المجتمع الأمريكي.؟ ، ولكن علينا أن نتحدث عن علاقة إدارة أوباما مع نظام طهران، الذي يمثل الأقلية الحاكمة تحت نظام ( ثيوقراطي ) دموي، يستند على مكونات ومفاهيم وسلوكيات يمكن تناول بعضها على النحو الآتي :

- مدن إيرانية تقطنها أكثرية عربية على طول الضفة الشرقية للخليج العربي ( عربستان ) بشعبها العربي وقادتها وشيوخها وإمكاناتها وقدراتها النفطية والغذائية والمائية ، تعاني من بطش وقمع وظلم سلطة الأقلية الثيوقراطية الحاكمة في طهران منذ عام 1925 .. تسكت أمريكا على هذا الظلم .

- مدن إيرانية تقطنها أكثرية تركية ( تبريز وأرميه ) على وجه الخصوص، تعاني من سلوك عنصري فارسي مقيت، كما تشكل الوجه العنصري للنظام الفارسي سياسيا واعلاميا واجتماعيا وسلوكيا أمنيًا قامعًا، قمة الصدارة في التعامل العنصري بعد قمع النظام لعرب الأحواز .. تسكت أمريكا حيال هذا القمع والتمييز العنصري.

- مدن كبيرة ومتعددة يقطنها الكرد ، يعانون من بطش سلطات نظام الولي الفقيه ولحد الأبادة والقتل الجماعي ، فضلاً عن سلب الحقوق القومية والثقافية والأنسانية وفرض أنماط حياة بعيدة عن الموروث الشعبي والأجتماعي والتاريخي للعرب والتركمان والكرد والأذريين في إيران .

وفي مقدمة السلوك العنصري الفارسي .. هو سعي النظام الصفوي نحو:

1- تفريس العرب وتفريس الأتراك وتفريس الأكراد وتفريس القوميات الأخرى المتعايشة مع الفرس في إيران وفي خارجها .

2- منع تداخل القوميات بنيويًا في هرم السلطة الصفوية سياسيًا وإقتصاديًا وعسكريًا، وثقافيًا، رغم أن هذه القوميات تشكل 57% من مجموع السكان في ايران .. فيما تشكل القومية الفارسية نحو 41% من مجموع السكان .. فالقومية الفارسية في كل الأحوال هي الأقلية وقيادتها ( الثيوقراطية ) تحاكم عن طريق القوة .

3- ست قوميات كبرى في إيران عدا الفارسية ( العرب والأتراك والكرد والبلوش والآذريين ) يشكلون أكثر من 57% نسمه من مجموع السكان في عموم إيران .. تسكت أمريكا إزاء إضطهادهم وحرمانهم من حقوقهم المشروعة وحقهم في حياة حرة وكريمة.

4- إعدامات بالجملة خارج نطاق القانون وأعراف المحاكمات في إيران منذ 1979 ، وفي مقدمتها حين أمر خميني بـأعدام ( 30.000 ) ألف مواطن إيراني محكوم سلفًا في السجون الإيرانية .. وعلى مدى العقود المنصرمة تتقلص بشكل مريع مساحة الحريات العامة وتتسع دائرة القمع العنصري والطائفي في عموم إيران .

تناقضات في أطروحات النظام الصفوي الخارجي :

يتحدث النظام الفارسي عن / الوحدة الأسلامية / وهو يهدمها بالتشيع الفارسي .. ويتحدث النظام عن / الدفاع عن المستضعفين والمظلومية / وهو يضطهد القوميات ويدفع بالناس ويجندهم كوقود في حروب المليشيات خارج ايران .. ويتحدث عن ما يسمى / مواجهة الأطماع الخارجية / وهو يعمل ويعلن عن اطماعه في السيطرة على الدول العربية العراق وسوريا ولبنان واليمن . ويرفع شعارات الحرب على الارهاب / وهو يبيد الآلاف من السنه والشيعه . ويتحدث عن العدالة / وهو يمحق حقوق الشعوب الايرانية ويكرس الطائفية بالقوة . تعلن الدول العربية سياسة حسن الجوار / يقابلها النظام الفارسي بسياسة التدخل عسكريًا وآيديولوجيًا وسياسيًا وبصفاقة منقطعة النظير. تدعو الدول العربية الى أمن المنطقة وإستقرارها / يقابل النظام الفارسي هذه الدعوة بالأستفزازات والتدخل المليشياوي الطائفي المسلح ، فضلاً عن تسليح عناصر الطائفة الشيعية الفارسية والمجندين وتدريبهم على نطاق واسع في جنوب لبنان وفي العراق وفي الجزر الأريتيرية المؤجرة لهذا الغرض .. وكل هذا يقابله سكوت أمريكا على التناقضات والتصرفات الأيرانية التي أشعلت النيران في المنطقة منذ مجيء خميني الى السلطة عام 1979 .!!

أما سلوك النظام الصفوي في العراق فيتمثل بالآتي :

1- العمل السريع والمتواصل على النهب المنظم لموارد البلاد .

2- إشاعة حالة الفساد والمفسدين من أعلى القيادات السياسية والقضائية والأمنية والعسكرية والأقتصادية والأجتماعية – العشائرية .. ووضع حالة الفساد في حلقة مفرغة ( لا احد يستطيع أن يحاكم أحدًا لأنهم كلهم فاسدين ) ومصداتهم الأمامية القضاء والقضاة والمليشيات ورهط المرتزقة تحت قبة البرلمان الفاسد، والجميع يتشبث بدستور يجسد المحاصصة الطائفية بإمتياز.

3- إنشاء أكثر من رأس قائد في السياسة والأمن والجيش والمليشيات ، لكي يختلط الحابل بالنابل .. وما ينتج عن ذلك أكثر من قرار يتصادم بعضها ببعض دون الوصول إلى نتيجة.

4- تأسيس نواة من المليشيات تستحوذ على أسلحة الدولة كما تستحوذ على ما تستورده الدولة على أساس نصيبها من هذا السلاح كونها تشكيل تعترف به الحكومة رسمياً ، كمليشيات الحشد الشعبي الطائفية ، التي لها قياداتها وميزانياتها واسلحتها ومخازن رسمية لهذه الأسلحة بين الأحياء السكنية وخارجها، ولها لباسها الخاص وأجهزتها الأستخبارية الخاصة وسجونها الخاصة .. وبالتالي هي دولة داخل دولة ، بل وتعلن بوضوح ووقاحة أنها تمتلك جيشًا أقوى من الجيش وتقوم بالأستعراضات العسكرية .. والحكومة تلتزم الصمت، ليس خشية أنما القبول بواقع ما يجري تنفيذًا لأوامر علي خامنئي المرشد الأيراني، الذي يريد تحويل هذه النواة إلى ما يشبه الحرس الأيراني ويفكك الجيش أو يهمشه نهائيا .

5- خزينة العراق الضخمة أفلست، لأنها توزع حسب نسب المحاصصة على أطراف ما يسمى العملية السياسية .. وحصة الأسد الحزب الحاكم ( حزب الدعوة ) و ( المليشيات الطائفية ) من جهة، وتمويل المليشيات وتحركاتها التي يشكلها ولي الفقيه للعمل في سوريا وجنوب لبنان واليمن وكافة البؤر الطائفية المكفولة بالتمويل الأيران تدفع نفقاتها خزينة العراق .. بما فيها نفقات مليشيات ( زينبيون ) و ( فاطمييون ) من الأفغان والباكستانيين الشيعة المجندون لأغراض التمدد الفارسي، فضلاً عن نفقات عناصر حزب الله اللبناني الموجودون على أرض العراق .

6- إبقاء العراق دولة فاشلة بكل المعايير والمقاييس، وغير قادر على أن ينهض بأي مشروع أبدا .. لا مشروع في الأقتصاد ولا في الصناعة ولا في الزراعة ولا في التكنولوجيا ولا في الصحة ولا في الثروات الحيوانية ولا في البيئة ولا في التعليم ولا في التطوير السياسي- الدبلوماسي .. هذا الفشل يبعد العراق عن كل تطور ويرغمه على الأرتباط بالدولة الصفوية .. حيث يظل العراق ضعيفًا وتابعًا من الناحية الأستراتيجية .. وهو هدف مركزي للدولة الفارسية .

المغزى من هذا الأستعراض ؟ :

الأكثر غرابة، هو إن أمريكا تعلم علم اليقين، أن إيران سبق وفجرت السفارة الأمريكية في بيروت، وفجرت ثكنات البحرية الأمريكية في مطار بيروت الدولي، وفجرت أبراج ( الخبر ) عام 1996 ، فضلاً عن هجمات إرهابية إيرانية شملت أكثر من عشر هجمات ، ومنها الهجوم على السفارة البريطانية والأمريكية والسعودية وإغتيال دبلوماسيين واختطاف طائرات ومحاولة إغتيال أمير الكويت .. ومع كل هذا الكم الهائل من الأرهاب نجد أمريكا تقف إلى جانب إيران وتتغاضى عن كل تاريخها الأرهابي وما تمارسه في الظروف الراهنة من أساليب إرهاب الدولة .!!

إن أمريكا – أوباما على علم بكل هذا الذي يحصل ويجري في إيران والعراق بشكل خاص، والمنطقة بصورة عامة ، ومع ذلك نرى الآتي :

1- أن أمريكا ، وهي تدعي العدالة وتسعى إلى نشر الديمقراطية ، نراها تتعامل بقوة مع نظام إيران الـ ( ثيوقراطي ) ، الذي هو أقلية تقمع أكثرية الشعوب الأيرانية .. وتكتسب هذه الأقلية سلطتها المطلقة من أحكام مطلقة مصدرها ظل الله على الأرض ( ولي الفقيه ) ، الذي يكرس دستورًا يؤكد تصدير ثورته الطائفية والأثنية إلى الخارج لتدمير أمن واستقرار الدول الأخرى المجاورة ومحيطها القريب والبعيد .. فيما تكرس في العراق المحتل أسس المحاصصة الطائفية وتشيع مزاعم الأكثرية والأقلية والكتل الأنتخابية الأكثر وزنًا والكتل الأقل وزنًا .. بمعنى أنها تسكت على حكم الأقلية العرقية في إيران وتعزف على أوتار الأكثرية والأقلية العرقية والطائفية في المنطقة وتتعامل مع قيادات هذا الحكم.!!

2- إن أمريكا ، وهي تدعي كونها الدولة الكبرى التي ترعى الأمن والسلم والعدالة والسلام في العالم ، نجدها تسكت على إرسال إيران مليشيات وأسلحة إلى مختلف بلدان المنطقة ( أسلحة وصواريخ وقاذفات وذخيرة إيرانية الصنع ) ترسلها إلى الحوثيين وحزب الله في الجنوب اللبناني والمليشيات التابعة لأيران من العراق ) ، لأشاعة الدمار والخراب والقتل والتدمير دون أسباب جوهرية أو مسوغات، تعرض أمن هذه البلدان واستقرارها إلى الخطر فضلاً عن تعارض هذا النهج الفارسي مع مبادي ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي .. ويتناقض مع قرار مجلس الأمن رقم ( 2216 ) .!!

3- مئات الألاف من المواطنين الأيرانيين يعدمون .. ومئات مثلهم من المواطنين العراقيين يعدمون دون محاكمات وخارج أصول القضاء والقانون، وفي مقدمة أعداد المعدومين ( 3000 ) ثلاثة ألآف مواطن أعدم دفعة واحدة سبقتها وجبة ( 63 ) مواطنا وأخرى ( 36 ) ، والأعلان الصريح لوزارة ( العدل ) العراقية التي يتزعمها إرهابي بإمتياز عن عدد الموجودين للأعدام ( 600 ) مواطن في سجونها بإنتظار التصديق على إعدامهم .. ونرى أمريكا تسكت ولا تطالب بالتحقيق أو منع هذه المجازر.

ذريعتان أساسيتان اعتمدتا في التسويق ألأستراتيجي لحروب المنطقة.!!

أي فعل سياسي أو عسكري يحتاج لأغراض تسويقه إلى ذرائع .. والذرائع إذا ما قيست مع الأحداث الجسام في المنطقة يجب أن تكون ذرائع قوية ومحكمة ، حتى تتمكن القوى المحركة للصراع من متابعتها وتقييمها وإدخال التحسينات اللآزمة عليها كلما تطلب الأمر ذلك .

فما هي ذرائع الفعل السياسي والأستراتيجي الأمريكي- الأيراني المشترك، لتسويق فعلهما السياسي التنسيقي على مستوى السوق العسكري خلال هذا العقد والعقود السابقة، وخاصة منذ أن تبلورت العلاقات بين الجانبين الأمريكي والأيراني في ضوء متغير إزاحة الشاه وتسليم مقادير الأمور للمؤسسة المذهبية الأيرانية عام 1979 ، فضلاً عن تداعيات الحرب الأيرانية – العراقية، التي انتهت بإنكسار إيران ؟

فمنذ أن خسرت إيران زخم عدوانها واعترفت مرغمة بهزيمتها بتاريخ 8 / 08 / 1988 حتى ظهور ملامح سياسة التعجيل بالملف النووي ودخول الأطراف ( 5+1 ) في مفاوضات مسرحية، الغرض منها الأيهام بأن أمريكا حريصة على كبح جماح إيران وطموحاتها النووية، والخوف على السلام وعدم الأنتشار وتجنيب العالم كوارث استخدام القوة غير التقليدية وأهمية مراعات طموحات الدول للحصول على التقنيات الذرية للحالات السلمية .. هنا ، اختلط الأمر بين كبح الجماح من جهة ومراعات الطموح من جهة ثانية .. حتى أن الكثير من السياسات قد تم إيقافها بذريعة عدم إستفزاز إيران، ومنها على وجه التحديد علاقة طهران بالقاعدة وعلاقاتها مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر- ايلول 2001 ، الأمر الذي رتب كذب الأدارة الأمريكية على ممثلي المجتمع الأمريكي في الكونغرس والسلطات التشريعية في هذا الأمر، وهو فعل يخالف الدستور الأمريكي ذاته.

وظلت المفاوضات مستمرة تماطل فيها إيران كعادتها في التصلب لأكتساب الزمن في التخصيب، الأمر الذي جعل الحالة النووية الأيراني تدخل القبول بالأمر الواقع بين منع الأنتشار ومراعات الطموح الأيراني ، فيما كانت المؤشرات تؤكد أن هناك خطاً عسكريًا وراء المنشئات النووية الأيرانية .

كل هذا ، وتحت هذا الموضوع عمدت الأدارة الأمريكية إلى السكوت على تجاوزات إيران وخروقاتها السياسية والعسكرية في المنطقة، وحجبت وثائق خطرة تدين إيران .. وظلت أمريكا ترفع يافطة إعلامية باهتة لا تأثير لها في سياستها الخارجية، وهي ( إيران دولة مارقة ) و ( إيران ترعى الأرهاب ) .. ولما كانت إيران دولة مارقة وتدعم الأرهاب فلماذا لا تحاسب امام محكمة الجنايات الدولية ، ولماذا لا يصدر مجلس الأمن الدولي أي إدانه وأمريكا تمتلك الوثائق والقرائن التي لا تدين النظام الأيراني فحسب إنما تدين رجالاته وفي مقدمتهم الأرهابيون ( ظريف ، وعلي لآريجاني ، وقاسم سليماني ، وشمخاني وغيرهم ) ، ممن يتبوؤن مراكز قيادية في الحرس الأيراني واستخباراته المعنية بالعمليات الأرهابية في الخارج ؟! .

كل ما تقدم يشكل الدافع الأساس لحماسة ( باراك أوباما ) في تأييده القوي لمرشحة الرئاسة الأمريكية ( هيلاري كلينتون ) ، والهدف هو إبقاء ملف ستراتيجية الحرب على الأرهاب الدولي وعدم الأكتراث بترددات الأفعال الناجمة عن سياسة الحرب المزعومة على الأرهاب، وهي مستمرة منذ تنفيذ سيناريو الحادي عشر من سبتمبر / أيلول 2001 ، الذي أنتج الحرب على أفغانستان والعراق وإحتلالهما بالقوة العسكرية الغاشمة وتدميرهما وتمزيق شعبيهما ، ثم ، إستمرار مسلسل التدمير الشامل لدول المنطقة وشعبها باداة التطهير الطائفي والعرقي الأيراني لأنجاز مشروع الشرق الأوسط الجديد ومضمونه تفريس القوميات وتفسيخ الدين الأسلامي الحنيف .. حتى إذا ما تم إنجاز هذا الهدف والسيطرة الكاملة على مستودعات النفط الأستراتيجية في المنطقة يبدأ التوجه الجدي صوب العمق الآسيوي حيث تقزيم الصين وكبح جماح موسكو ، وإرساء شراكات ستراتيجية في الشرق الأوسط وفي أوربا غير الموحدة .

أما ( دونالد ترامب ) المرشح الرئاسي الذي يحوز في لعبة لي الأذرع بنصيب يكاد أن يكون قريبًا من البيت الأبيض، فهو ينظر إلى العالم من نافذة المصالح العقارية والشركات والكارتلات .. وهنا يتم تسويق للجنة الثلاثية الصناعية والعسكرية والمالية .. أما كلنتون فهي محكومة بملفات ( أوباما ) الخارجية التي تسير بأمريكا نحو الهاوية .. فيما تتطلع عناصر ( المحافظين الجدد ) لأستعادة مجدهم في صنع قرارات المؤسسات التي تحيط بالبيت الأبيض .. وفي كل الأحوال ، المرشحان الرئاسيان من المستحيل أن يفلتا من قبضة الثلاثي الصناعي الأمبريالي والشركات العملاقة عابرة القارات التي تحكم أمريكا منذ سنين.!!





الخميس ٢٠ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة