شبكة ذي قار
عـاجـل










(١)

بعد ان صبرنا صبرا جميلا ..
وبذلنا كل الجهد لاصلاح ذات بين المؤتمر القومي من داخله بحوارات أخوية مخلصة و كتابات شاملة وعميقة ومتعددة ومتكررة تفصح عن مكامن الخلل وتضيئ الانفاق المظلمة التي دخلها المؤتمر عبر بعض اعضاءه والتي كانت انفاقا مصنوعة في مسارات ودهاليز النظام الايراني المجرم الذي يحتل العراق وسوريا ويقتل شعبنا في العديد من مدن العرب تحت غطاء طائفي بغيض وتمويل سمي زعافي للبعض ويمارس بثبات منذ احتلال العراق عام 2003 منهج تصدير ثورته الصفوية وعبر أشخاص وجهات سميناها بالاسم علنا وصراحة بعد ان يأسنا من الحوارات والنقد والتوجيه الداخلي والذي تواصل لسنوات .

بعد كل ذلك
صار لزاما ان تفصل الخنادق ويذهب الاحرار المجاهدين الثابتين الماسكين الجمر الى وجهة الامة ومنصات القومية الحقيقية وساحات الجهاد الواسعة بعيدا عن أعوان ايران ونظام الاسد القاتل المجرم ومن لف لفهم حيث خيارهم الثابت ومواقعهم الأبدية .

وعلى هذا الاساس ومنطلقاته المبدئية الاخلاقية الشريفة أعلن المجاهدون د.نزار السامرائي ود. خضير المرشدي ود. عبد الصمد الغريري والدكتور عبد الكاظم العبودي انسحابهم من هذا التشكيل الذي فقد تماما تعريفه القومي وتحول الى قبو لاطلاق منافذ جديدة ومتجددة للنفوذ والاختراق الصفوي الفارسي لامتنا ونحن على يقين بأن كثيرين من القوميين الأحرار سيتبعونهم في قرار الأنسحاب هذا .

اننا كأصوات نادت غير ذي مرة وكتبنا عن أنحرافات المؤتمر وفراغية وجوفية شعارات بعض أعضاءه وأطرافه كالممانعة والمقاومة نحي رفاقنا المنسحبين وندعو الى تفتيت هذا الكيان الهش لتجنيب الامة شروره وتخليصها من مخابئ الافاعي والعقارب المتخفية فيه.

عاشت امتنا العربية المجيدة
عاش نضال القوميون الوحودويون الاحرار في كل مكان ..
وتحية لكل قلم أشرقت حروفه وكلماته في أضاءة الساحة وكشف الزيف . والله أكبر

(٢)

لو كان كل الذين يدعون القومية قوميون فعلا وعلى القدر المطلوب من فهم معنى وواجبات وتطلعات وأهداف المنهج القومي الذي تأسس المؤتمر القومي العربي من أجلها لما أختلفوا أبدا ولكانوا قادرين على التغلب على الاختلافات الطبيعية التي عادة ما تنتج عن العمل والنشاط القومي المشترك .

كيف يمكن لقوميين حقيقيين أن يختلفوا في حقيقة الحقائق من أن العراق غزته جيوش عشرات الدول واحتلته وأقامت فيه عملية سياسية أحتلالية ؟ الاختلاف الحاصل هنا يدل على ان في المؤتمر قوى وشخصيات واتجاهات تؤيد أصلا غزو العراق وتتعاطى أيجابيا مع ما أنتجه الاحتلال ولا ترى في من جلبهم الاحتلال من العملاء والخونة لا فسادهم ولا اجرامهم بل لابد لنا أن نتوقع ان من بينهم من هو ميليشياوي أصلا ولا يرى في المليشيات ضيرا ولا ضرر !!!.

كيف يمكن لقوميين ثوار حقيقيين أن يقبلوا بارباع أو أنصاف حلول للقضية الفلسطينية فيكونوا بذلك مجرد صدى للانظمة التي قررت الاستسلام وصارت تسمي هذا الاستسلام سلاما لتخدع الامة ؟. وجود الممثلين للانظمة التي خضعت لكامب ديفيد ولواحقها في عضوية المؤتمر القومي يجعل منه غير نقي وشوائبه تأكل في جرفه.

وعلى نفس النسق يطرح التساؤل نفسه عن الأحواز المحتلة وعمليات الاذابة التي يتعرض لها شعبها والضم الاستيطاني لارضها العربية .

ثم ..نحن كعرب ما زلنا نكتب حروف مصطلح المقاومة والممانعة ونقلبها على كل الجوانب فنجد فيها مشاكل عصية على ادراكنا ودلالات لا ترتقي قط الى مستوى الثورية التي يجب أن يتحلى بها أحرار انضموا لمؤتمر يفترض به أن يمثل أمة تتوق للاستقلال والحرية والوحدة . الممانعة تعني الرفض الى مدى معين ومن ثم تصل حتما الى نقطة الخنوع . أولم يصلوا الى نقاط الخنوع في فلسطين والجولان وشبعا مثلا ؟

ثم كيف لعرب اقحاح قوميون أحرار ان يقبلوا أو يغضوا الطرف ويتجاهلوا أجتثاث البعث حتى لو كانوا يختلفون اختلاف فرسان مع حزب البعث العربي الأشتراكي ؟

اذن هناك خلل بنيوي وفكري ومبدئي في المؤتمر القومي قد تفاقم واستشرى وغلب الروح القومية وتحول الى تجمع لشخصيات وقوى سياسية أول همها مصادر التمويل المالي ومصادر الاسناد الاعلامي وغيرها .

لقد اتفق معظم العرب في جامعتهم العربية وعبر الانظمة الرسمية على ان حزب الله تنظيم أرهابي و أمين عام الحزب أقر مؤخرا بعظمة لسانه وبكل فخر وأريحية بأن ما يأكلونه وما يشربونه وكل ما يمتلكونه من مال وسلاح هو من ايران .. وهذا لوحده يخرج حزب الله من عضوية المؤتمر القومي ويجعل منه شائبة من شوائبه . اما معن بشور وأقرانه من الذين جفت حلوقهم بعد أن شح الرطب البعثي العراقي الصدامي فهم وجدوا في الحشيش الايراني المرتبط بعرى المذهبية البغيضة مع نظام الاسد وحبال الممانعة الراخية ضالتهم .

اذن ... صار المؤتمر القومي تشكيلا غير قومي وصارت الحاجة الملحة الان للقوميين الحقيقيين بالانسحاب منه ومغادرة المخاطر الجسيمة التي تكمن في البقاء فيه وادامة افراز السموم المرئية وغير المرئية التي ينفثها في الجسد القومي الذي يعاني أصلا من الاصابات البليغة بعد غزو العراق واحتلاله.

وتحية لمن يرى بالغربال كما قال العرب ...





الجمعة ٢١ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة