شبكة ذي قار
عـاجـل










هكذا قرأنا التاريخ ، وهكذا تعلمنا المبادئ ، تمتحن الرجال عند الشدائد وتمتحن قيم الرجولة والشجاعة ، والمبادئ الحقيقية ، وهكذا امتحن الله جميع الخلق فامتحن الرسل بالمرسل إليهم ودعوتهم إلى الحق والصبر على أذاهم وتحمل المشاق في تبليغهم رسالات ربهم.. والقرآن لما ذكر الرجولة، وضَعها في سياقها الطبيعي ، وهو الصدق مع الله - تعالى - وترْك الدنيا واللهو والتجارة؛ تلبية لدعوة الله - تعالى - لعبادته، وذكره كما في قوله - تعالى -: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾  وقوله  تعالى -: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ الرجل موقف كما قيل ، فقد يكون الموقف كلمة حق تقال، أو عملاً جليلاً يقوم به الإنسان يخلد اسمه ويصبح مثلاً يحتذى به وسنة حسنة إلى يوم القيامة. فهذا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ارتبط اسمه بفتح بيت المقدس وإذا ذكر هذا الحدث العظيم ذكر عمر، وهذا خالد بن الوليد وأبو عبيدة يذكِّرانا بفتح الشام والقضاء على الروم، وهذا محمد الفاتح ارتبط اسمه بالقسطنطينية ويذكِّرنا بفتح روما. وهذا موسى بن نصير وطارق بن زياد ارتبط اسمهما بفتح الأندلس، وهذا صلاح الدين ارتبط اسمه بتحرير القدس ودحر الصليبيين، وهذا هارون الرشيد يذكِّرنا بكلب الروم، وهذا المعتصم يذكِّرنا بوامعتصماه..

القائد المؤسس الراحل ميشيل عفلق ( رحمه الله )  ( لقد كان محمدا كل العرب فليكن اليوم كل العرب محمدا ) هكذا نشأ قادة ومناضلين  البعث وعلى هذا استمر نضال  مجاهدي البعث العظيم  ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .. إن حزب البعث ومناضلية  صنع تاريخه بيده، فسطر أروع الصور وسجل أفضل المواقف ، وشهد على ذلك العدو قبل الصديق، لأن مجاهدي البعث وقفوا مواقف تبعاً لمبادئهم لا يخافون في الله لومة لائم ، يقولون الحق مهما كانت النتائج ، فلا يقفون على الحياد .. كلمة الرفيق القائد المؤسس حينما قال كان محمد كل العرب فليكن كل العرب اليوم محمدا نعم ما الذي كان عليه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كان خلقه القرآن كان قرآنا يمشي بين الناس كما قالت عائشة رضي الله عنها بدأ دعوته في غار حراء ثم نزل من الغار مبشرا ثم اوذي وعذب وطرد من مكة فذهب للطائف على رجليه فركلوه وضربوه وشتموه  ولكن ماذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال ( يا عمّ، والله لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته ) ...

 في قادة البعث ومناضلية نرى ال ياسر بصبرهم وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر، وبأبيه وأمه إذا حميت الظهيرة، يعذبونهم برمضاء مكة فيمر بهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيقول: ( صبراً آل ياسر، فإنَّ موعدَكم الجنة ) وها هم رفاق البعث ومناضلية في سجون السلطة الصفوية ولم يزيدهم الى اصرار على مواصلة النضال . عندما نرى ما يجري لمجاهدي وقادة البعث قطعت ارزاقهم وطردوا من وظائفهم  ونهبت ممتلكاتهم وشردوا من بيوتهم ولم يتنازلوا عن مبادئهم ،  نتذكر الرسول الكريم صلى الله علية وسلم واصحابه الكرام من المؤمنين في شعب أبي طالب حاصرهم قومهم ومنعوا عنهم الزاد حتى يرتدوا عن دينهم، فما وهنوا وما استكانوا ولم ينازلوا عن دينهم  ..

ايها الرفاق أعلموا  إن في آخر النفق نور يشع نراه يكبر يوما بعد يوم ذلك النور هو انتم ايها الرفاق يا مناضلين حزب البعث أيها القابضون على الجمر لم يبقى من هذه الامة غيركم يدافع عن هذا الدين وعن العرب والعروبة والاسلام .. إن الغد المشرق لشعب العراق يدعوكم أيها الرفاق أن تستمروا بنضالكم وجهادكم في هذا الطريق لأن في هذا الطريق فقط سنثبت أن الظلم لا يمكن أن يدوم لأن بدوامه سيدمر كل شيء ..

اللهم لك الحمد على ان جعلتنا نحمل مبادئ البعث ولك الحمد على ان حببت الينا الجهاد ضد الظلم ..

 





الاثنين ٩ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة