شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما قدم الغزو الصليبي على بلاد المسلمين وقويت محاولة الصليبيين السيطرة على الأماكن المقدسة وبينما كانت جموع الحملة الصليبية الأولى تحاصر مدينة انطاكية عام 491هـ التي استماتت في الدفاع ضد هجمات الصليبيين المتكررة عليها ، لم يقف النصيريون مكتوفي الأيدي بل وجدو الفرصة مناسبة ، ولن تعوض للانتقام من أهل السنة عن طريق التحالف مع الصليبيين وتقديم العون لهم ، فنجدهم ينزلون إلى السوااحل من جبالهم التي كانوا يعتصمون بها لكي يلاقوا الصليبيين ويقدموا لهم ما يحتاجون

وبدلا من أن يقف النصيريون إلى جانب المدافعين عن انطاكية ويكونوا عونا لهم ضد العدو الغاشم حدثتهم أنفسهم بالخيانة ، فبعد حصار طويل استمر قرابة 7 أشهر على انطاكية من قبل الصليبيين حتى أن الجيش الصليبي ضاق ذرعا بطول الحصار فأخذ شبح المجاعة يتهدد الصليبيين أمام أسوار أنطاكية لدرجة أن الفوضى وسوء النظام دبت بين الجند نتيجة لتأثير الجوع والإنهاك ، فأخذ بعض الصليبيين يفرون من المعركة ويتسللون خفية هاربين ، في هذا الموقف الحرج في هذه الفترة اتصل الزعيم النصيري فيروز الذي كان موكلا بحراسة أحد ابراج المدينة من قبل الأمير ياغيستان بالقائد الصليبي بوهيموند على تسليم البرج إليه ودخول المدينة منه ، والاستيلاء عليها ، فتم الاتفاق بينهما على ذلك وعند الفجر تسلق بوهيموند وأصحابه السلالم صاعدين إلى البرج حيث كان ينتظرهم فيروز وبمساعدته استطاعوا أن يحتلوا باقي الأبراج وتمكنوا من احتلال المدينة بكاملها فأعملوا السيف في أهلها ، ونهبوا كل ماوقعت عليه أيديهم ، وهكذا تمكن الصليبيون من الاستيلاء على انطاكية بمساعدة الزعيم النصيري المجرم فيروز ولو لم يجد الصليبيون هذا الرجل الخائن الذي أعانهم على فتح المدينة لكان حصارهم لها قد طال كثيرا ولكانت النتيجة غير ما آلت إليه بعد ذلك .

يقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله : ( وأما استخدام مثل هؤلاء " النصيريين " في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جندهم فإنه من الكبائر، وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم ، فإنهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة أمورهم ، وهم أحرص الناس على تسليم الحصون إلى عدو المسلمين وعلى إفساد الجند على ولي أمرهم وإخراجهم عن طاعته ) .

النصيريون هم أتباع بشار الأسد المجرم السوري والنصيرية هي حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث الهجري , أصحابها يعدون من غلاة الشيعة , الذين زعموا بأن الإله قد حل في علي بن أبي طالب رضي الله عنه , ومقصدهم من ذلك هو هدم الإسلام ونقض عراه .

والنصيرية دائما مع كل معتد لأرض المسلمين , ولقد أطلق عليهم الإستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين , تمويها وتغطية لحقيقتهم الرافضية الباطنية الخبيثة , والنصيرية تسمت بهذا الاسم نسبة إلى محمد بن نصير النميري , الذي عاش في القرن الثالث الهجري , وهم من الشيعة الغلاة , وذلك لأنهم غلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وقالوا بألوهيته , وهم بالإضافة إلى قولهم بألوهية علي رضي الله عنه , يعتقدون بتناسخ الأرواح , والتأويل بالباطن , ومذهبهم مزيج من الوثنية الآسيوية القديمة والمجوسية واليهودية والنصرانية , خاصة في قضية الحلول أي حلول الله سبحانه وتعالى في جسم إنسان – عياذاً بالله تعالى من الكفر .

والنصيرية يحبون عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه , بل ويترضون عنه بزعمهم واعتقادهم بأنه خلص اللاهوت من الناسوت ويخطئون من يلعنه .

فلا عجب أن يتحالفوا اليوم مع الروس والأمريكان والفرنسيس ضد أهل السنة والمجاهدين في سوريا فهؤلاء هم مجرموا اليوم مثلما كان أجدادهم بالأمس ولاحظوا يرحمكم الله أن قوة وجودهم دائما في أرض الشام لعظم مكانتها وقيمة وجودها وتأثيرها على قوة الأمة الإسلامية .
رحم الله شهداء الامة في عبر كل العصور التاريخية ....

المراجع :
فتاوى ابن تيمية 35/155 - 156 .
تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين -- فيليب حنا - 2/ 259 .
كتاب الحروب الصليبية في المشرق - سعيد برجاوي - صـ 135 .
كتاب سليمان الحلبي - طائفة النصيرية صــ 109 .
مرآة الزمان مخطوط 2/ ورقة 19 ب .
كتاب اثر الحركات الباطنية في عرقلة الجهاد ضد الصليبيين - تأليف : يوسف أبراهيم الشيخ عيد صـ 254 .
اقتباس من موقع حراس العقيدة عن تعريف النصيرية .





الخميس ١٢ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الثائر العربي عبد الله الحيدري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة