شبكة ذي قار
عـاجـل










يخطئ من يتوهم أن المقاومة العراقية قد إنتهت بعد ظهور داعش ، ولكن استراتيجية المقاومة كانت ولا زالت بذل الجهود لمواجهة الاحتلالين الامريكي والفارسي ، وليست معركتها مع داعش، حتى لا تضيع جهودها ، ويتم استنزافها ، ويبعدها عن العدو الحقيقي المتمثل في الاحتلال ، وحكومة المنطقة الخضراء في بغداد .

لقد قامت الادارة الامريكية بجريمة سطو بشعة في حق شعب العراق ، وأضافت لجرائمها اللااخلاقية والاجرامية على مدى تاريخها جريمة غزو واحتلال العراق ، واعلنت بعد شعورها بالفشل ومشارفتها على الهزيمة بالإنسحاب ، وقدمت العراق لقمة سائغة لحلفائها ملالي الفرس المجوس ، الذين كانوا يجعجعون أنهم ضد الشيطان الاكبر ، وهم ينامون في حضن هذا الشيطان، ويرضعون من ثديه .

وعندما جاءت معركة تحرير الموصل من تنظيم داعش ، وأراد التحالف العدواني استغلال طرد داعش من الموصل للاجهاز على أبناء الموصل ، قامت حكومة المنطقة الخضراء في بغداد بتجنيد قوات الحشد الطائفي لتدمير المدينة ، والتنكيل بأهلها ، ونهب خيراتها ، عندها أعلنت المقاومة العراقية بكل فصائلها وتوجهاتها أن لا للحشد الطائفي المجوسي ، لاستكمال ما بدأه في تكريت والأنبار والفلوجة ، وكل المناطق التي دخلها تحت يافطة التحرير من تنظيم داعش الارهابي ، وكأنهم يختلفون عن داعش في ممارسة الارهاب، لا بل هم أكثر دموية وحقداً من هذا التنظيم الطائفي الاجرامي .

الحشد الطائفي هو الوجه الآخر لتنظيم داعش ، كلاهما ارهابي معادي للقيم والمعايير الاخلاقية ، وكلاهما ينفذ سياسة امبريالية صهيونية صفوية ، تستهدف العراق أرضاً وشعباً وقيماً أخلاقية ، كانت ولا تزال تثير الرعب في نفوس كل أعداء الأمة ، من امبرياليين وصهاينة وفرس مجوس ، لمعرفتهم اليقينية دور العراق التاريخي في صراع الأمة مع أعدائها ، وكل طرف منهم له تجربة مريرة في المواجهة مع العراق من بابل نبوخذنصر حتى القادسية الثانية ، مروراً بمعاركه في فلسطين وسيناء والجولان .

المقاومة العراقية الباسلة قد إنتفضت للموصل ، وأعلنت أن لا والف لا لدخول الحشد الطائفي للمدينة ، وسنواجهها بكل ما اوتينا من قوة ، ونحن على يقين أننا سنحطم رؤوس قادتها ومرتزقيها حتى نصل إلى بغداد ، ونعمل على تحريرها من الحكومة العميلة في المنطقة الخضراء / الغبراء بوجودهم فيها ، ونحن على يقين أيضاً أن فلول الفرس سيهرولون هرباً وفزعاً باتجاه سيدتهم وولية نعمتهم طهران .

معركة الموصل هي بداية تحرير العراق كل العراق ، فتحرير الموصل من الطائفية المقيتة ، سواء الممثلة بداعش أو الحشد الطائفي ، أو بالاطراف الدولية والاقليمية الممثلة بالامريكان والصهاينة والفرس وحتى تركيا ، وكل واحد من هذا الرهط تحت عنوانه ، ولكنهم جميعاً تحت عنوان واحد هو تدمير العراق ، وتهجير أهله ، واللعب بمكوناته الديمغرافية ، ونهب ثرواته ، وتمزيق أوصاله ، فلتنتظر حكومة العبادي وكل العناوين الطائفية في بغداد معركة المواجهة ، معركة التحرير الكامل لعموم العراق .

مدينة الموصل الحدباء أم الربيعين ، هي مدينة الجيش العراقي البطل الذي أذاق الفرس المجوس طعم الهزيمة ، وأسقى كاهنهم كأس السم ، فقد أراد هؤلاء الأنذال من الفرس المجوس الإنتقام لهزيمتهم في القادسية الثانية ، وكعادتهم في المواجهة مع العرب لا يجرأون على المواجهة ، فهم جبناء فيها منذ ذيقار وحتى قادسية صدام الشهيد .

قالتها المقاومة الباسلة لن يمروا من هنا ، ولن يتمكنوا من دخول الموصل ، فهم أعداء يعيشون الحقد في نفوسهم ، ويجري الخبث والإنتقام في دمائهم ، وهم قتلة علي كرم الله وجهه ، وقتلة الحسين رضوان الله عليه ، ولكنهم كما وصفهم علي نفسه دينهم دينارهم، وكعبتهم نساؤهم ، وهم لمن غلب ، فكيف يكون هؤلاء محررين ؟ ، وكيف يتسنى لهم أن ينتقموا للحسين ، وهم من تخلى عنه وعن والده وقتلوهما ؟ ، وكيف يتجرأ هؤلاء أن يصفوا أنفسهم بشيعة آل البيت ، وآل البيت عرب ، وهم لا يهمهم من آل البيت إلا ما ينسب لآل كسرى من زوجة الحسين ، إحدى بنات يزدجرد امبراطور الفرس المهزوم أمام جحافل العرب المسلمين .

يا اهل الموصل هبوا هبة رجل واحد ، والتحموا بعناصر المقاومة ، ولتكن الموصل مقبرة لكل هؤلاء ممن جمعهم الشيطان لقتالكم ، وتخريب مدينتكم ، ونهب ثرواتكم، والاجهاز على كل ما هو خير وجميل في نفوسكم ، فاجعلوها بداية تحرير العراق من الدنس الذي أصابه بفعل التآمر الامبريالي الصهيوني الصفوي ، وكعادة كل العراقيين لا يسكتون على ضيم ، ولا يقبلون بحاكم ضعيف حتى لو كان من بني جلدتهم ، فكيف إذا كانوا على شاكلة المالكي أو العبادي ؟ ، فأنتم الأبطال الذين خبرتكم كل معارك العراق الوطنية والقومية في مواجهة كل من استهدف العراق والامة .

حيا الله أبناء العراق وأهل الموصل ، ونصر الله جنده من المقاومين على أرض العراق وفي مدينة الموصل ، فأنتم اليوم أمل الأمة ومفتاح تحريرها ، وبإذن الله أن النصر سيكون حليفكم ، وأنكم الغالبون ، وكل من يواجهكم من امبرياليين وصهاينة ومجوس في الدرك الاسفل مندحرون.

dr_fraijat45@yahoo.com





السبت ٢٨ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة