شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس غريباً استهداف العراق وسوريا من قبل ملالي الفرس المجوس تحت يافطة الممانعة والمقاومة ، لاحياء الامبراطورية الفارسية المندثرة ، وبدعم ومساندة صهيونية ، وغطاء امريكي وروسي ، فالملالي يمثلون صهيونية الفرس ، ولا يختلفون عن صهيونية اليهود ، فكلاهما يستهدف الارض العربية والوحدة العربية ، وكلاهما لا يحبان العرب ، ويؤمنان أن تحقيق أهدافهما هي في القضاء على العرب .

استهداف العراق وسوريا لتفريغهما من العرب ، وتهجير سكانهما ، لتتمكن ايران من تعبئة مدنهما بالفرس ، وليترك امر الاكثرية للطائفة الشيعية المرتبطة بالعجلة الفارسية ، حتى يتم الخلاص من العرب في بلاد الهلال الخصيب ، فالعراق وسوريا هما المكون الرئيسي فيه ، إذ أن لبنان بحكم تقسيماته الطائفية ، وهيمنة حزب الله لن يكون عقبة في مخطط الملالي ، والاردن بحكم الفائض البشري الذي يكب فيه كمحطة أولى ، حتى تجد هؤلاء الذين هاجروا إليه أماكن هجرة باتجاه الغرب ، فلن يكون بمقدور الأردن مواجهة المد الفارسي المجوسي .

من مصلحة الكيان الصهيوني الالتقاء بالفارسية الصهيونية ، فكلاهما له ثارات مع العراق بشكل خاص ، فالاولى لن تنسى بابل ، والثانية لن تنسى لا القادسية الأولى ولا القادسية الثانية ، وكلاهما يحنان للعلاقات الحميمية التي كانت بينهما عبر التاريخ منذ كورش حتى الملالي ، فلهذا لا غرابة أن تقوم " اسرائيل" بتزويد الملالي بالسلاح أثناء العدوان على العراق ، ولا غرابة أن تستمر العلاقات التجارية بين الطرفين من خلال حاخامات اليهود في ايران .

امريكا وبوتن كلاهما يخشيان القومية العربية ، فهما يجدان في النهوض العربي تحجيم لسطوتهما العالمية ، ووقفاً لتدخلاتهما في الوطن العربي ، لذا لا غرابة أن يقفا وراء السياسة اليهودية الصهيونية ، والفارسية الصهيونية ضد العرب ، تحديداً في العراق وسوريا ، خاصة وأن كلا القطرين العربيين مكونان رئيسيان في النهوض القومي العربي ، فالخلاص من عروبتهما يفتح الطريق للاجهاز على المكونات القومية العربية في الخليج ومصر وبلاد المغرب العربي .

ما الغرابة في سقوط هؤلاء القومجيين العرب واليسار الطفولي في الخندق الفارسي الصهيوني تحت ذريعة الممانعة والمقاومة في نظامي العبادي وبشار ، فنحن نرى لهذا السقوط دافعين : إما أنه غباء وقصر نظر في فهم طبيعة الصراع ، حتى وهم يدعون أن الصراع مع الفرس يحرف الصراع مع العدو الصهيوني ، ونحن لا نرى أن نظام بشار كان في يوم ما في مواجهة مع الصهاينة حتى وارضه محتلة ، ولا في النظام العراقي الذي جاءت به امريكا على دبابات الغزو والاحتلال ، ولا في نظام الصهيونية الفارسية الذي لم يطلق طلقة واحدة على الكيان الصهيوني ، وإن التغنى بدور حزب الله كان بسبب اشتباك حزب الله لدور مرسوم له ، لمساندة الموقف الفارسي في التفاوض مع الغرب من جهة ، وأن نتائج هذا الاشتباك قد اسفرت عن قوات دولية لحماية شمال حدود دولة الاغتصاب ، ونسي الحزب جعجعاته الاعلامية عن مزارع شبعا من جهة اخرى ، والدافع الثاني للرفاق القومجيين واليسار الطفولي في السقوط في خندق الفرس الصهاينة لن يتجاوز حدود العمالة والخيانة ، التي يقوم نظام ملالي الفرس الصهيوني بدفع ثمنها لهم ، وقد أدى موقفهم الخياني بطعن الامة التي ينتمون إليها زوراً وبهتاناً ، ولو كانت لهم ذرة عروبة لقرأوا جيداً رسالة خامئني لحث مسؤوليه على الاغداق عليهم ، إلى جانب كيف من يدعي اليسارأن يلتقي بنظام ديني طائفي ؟ .

المعركة الأخيرة في هذا الصراع تتمثل في حلب ، وكذلك في الموصل ، فالصراع في حلب الصامدة رغم الهجمات البربرية لروسيا بوتن والبراميل المتفجرة لنظام بشار، والاعيب الامريكان والروس معاً ، للخلاص من معاقل العرب في هذه المدينة العروبية، ولا يظنن أحد أننا نؤيد التوجه العثماني ، فالرفاق جاهزون لتوجيه التهم البهلوانية، فتركيا العثمانية والمتصالحة مع اطراف العدوان من صهاينة فلسطين وطهران وامريكا ، وتركيا يسيل لعابها للخلاص من القومية العربية ولا تقل في طموحاتها عن الاطراف الاخرى .

الموصل هذه المدينة المعقل شبه الاخير في الدفاع عن العروبة ضد كل هؤلاء الاعداء لها بالتأكيد وقفة بطولية ، وعلى معركتها تتحقق أشياء كثيرة ، فإن كان النصر لها بإذن الله ، فستكون مقدمة لتحرير العراق كل العراق ، وسيتم قبر المخططات الفارسية المجوسية ، وسيتم تحجيم أهداف الكيان الصهيوني ، وسيلعق كل من امريكا وروسيا خيبة أملهما ، فسقوط مخططاتهما في العراق وسوريا بمثابة الرافعة لبداية عصر النهوض العربي .

الصراع الدائر ليس صراعاً طائفياً بل صراع عربي فارسي ، بنكهة صهيونية وغغطاء امريكي روسي ، النصر في هذا الصراع للعرب لأن الفرس ليس في مقدورهم المواجهة ، فقد سقطوا في كل مواجهاتهم مع العرب على مر التاريخ ، وهكذا سيرتدي السني العربي والشيعي العربي عباءة العروبة ، لأنه سيشعر بهويته العروبية التي ستتراجع عن الهوية المذهبية القاتلة والمدمرة ، وسيكون للعروبة مذاق خاص ، فيها من الكرامة والنخوة والشهامة وعزة النفس ، وسيتمكن العرب تحقيق أمجاد امتهم التي افتقدوها في خنادق الطائفية والقطرية والاقليمية ، وكلها عناوين تسلب الامة دورها ، وتقف في طريق نهضتها وتقدمها ، ولا تمكنها من تحقيق أهدافها ، فالامم لن تتمكن أن تسلك طريقها إلا التي تحتضن أمجادها ، وتدفع بها نحو العلا .

dr_fraijat45@yahoo.com





الثلاثاء ١ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة