شبكة ذي قار
عـاجـل










ماذا يريدون من الإسلام ؟
إن الغرب يتبعون الآن استراتيجية منهجية، يهدفون من خلالها ضرب الإسلام في مقتل والقضاء عليه بلا رجعة. وقد قام الغرب بتفويض الولايات المتحدة – بصفتها زعيمة العالم الغربي حاليا - لأداء هذه المهمة. لذا يحسن بنا الآن قراءة الخطوط العامة للاستراتيجية التي تتبنى الولايات المتحدة تحقيقها، لنتعرف من خلالها على الذي يريدونه بالضبط من الإسلام!!

تقوم الولايات المتحدة، بدعم من التحالف الصهيوني الصليبي، بوضع الخطط الرامية لإحداث التطور الذي تنشده في بلدان المسلمين، وخاصة تلك التي تقع في منطقة الشرق الأوسط. وقد دشنت لتحقيق ذلك الدراسات العديدة، والتي يأتي على رأسها: تقرير مؤسسة راند، ومشروع الشرق الأوسط الكبير.

وقد انتهج هذا التحالف الصهيوني الصليبي – وفق هذه الاستراتيجيات - أخطر الوسائل والأساليب التي من شأنها تمزيق أوصال الأمة الإسلامية، وتحويلها إلى دويلات صغيرة لا تستطيع الصمود أمام الكيان الصهيوني، الذي يسعى لتكوين دولته الكبرى التي تمتد لتشمل جميع الأراضي الواقعة فيما بين نهري النيل والفرات.

وأهم الرؤى التي تتبناها هذه الاستراتيجيات، هي إما دخول قوات التحالف الصهيوني الصليبي في حروب طاحنة لا هوادة فيها مع الدول الإسلامية، وإما إعداد السياسات الإصلاحية التي ينبغي على تلك الدول تطبيق أجندتها بالكامل. وإذا ما حاولت تلك الدول في التملص من أحد بنود هذه الأجندة الإصلاحية، يتم التلويح لها باستخدام الخيارات العسكرية ضدها.

ونستعرض أولا أشكال الحروب العسكرية التي تبنتها استراتيجيات هذا التحالف الصهيوني الصليبي. فقد اتبعت هذه الحرب الضروس ثلاثة أساليب[1] مختلفة في منهجيتها وشكلها، وإن اتحدت في مضمونها، وذلك على النحو التالي:

الأسلوب الأول: وهو أسلوب التصادم المباشر:
وذلك على كافة الأصعدة، اقتصادية وسياسية، أم فكرية وثقافية، بل وعسكرية كذلك إذا لزم الأمر، ليتحول الأمر إلى احتلال عسكري صريح للدول الإسلامية. وأوضح مثال على ذلك، ما حدث في دولة العراق، حيث تمثل التحالف الصهيوني الصليبي في اتفاق الولايات المتحدة وبريطانيا بالأساس، وبعض الحلفاء

الصليبيين، على غزو العراق واحتلال أراضيه. وتم اختلاق أسباب وهمية لهذا الغزو، ثبت كذبها – وليس خطئها – فيما بعد.

ولكن وجدت قوات ذلك التحالف نفسها وقد غرقت في مستنقع دامي لا تستطيع الخروج منه، ومُنيت بخسائر فادحة زلزلت أركانها. لتوقن بعد فوات الأوان أن الصدام المباشر مع الإسلام يخلق في نفوس أبنائه قوة جبارة هائلة على تحدي الموت والاستهانة بالحياة، لتتحول الأسلحة البدائية في أيديهم – مع تفجر هذه الروح – إلى أسلحة فتاكة لا تستطيع أية قوة في العالم الصمود أمامها.

وهكذا فشل أسلوب التصادم فشلا ذريعا في تحقيق التحالف الصهيوني الصليبي لأهدافه في تفتيت دولة العراق العروبة والاسلام وفق المخطط الذي أرادوه لها. وها هي الولايات المتحدة وبعد مرور ثلاثة عشر عاما من غزو العراق، لا تستطيع توفير الأمن لقواتها على أرض العراق، بل تؤكد الوقائع على الأرض أن عمليات المقاومة من الداخل في ازدياد يوما بعد يوم.

وثبت بوضوح خطأ المقولة الأمريكية عن الحروب السريعة التي لا يسقط فيها أي أمريكي. فمنذ أعلنت الولايات المتحدة عن انتهاء عملياتها العسكرية في العراق، ولا يكاد يمر يوم إلا ويسقط قتلى وجرحى من أفراد الجيش الأمريكي في كمائن وهجمات متنوعة. وتقوم المقاومة العراقية باستخدام وسائل أقوى وأسلحة غير متوقعة يوما بعد يوم.[2]





الثلاثاء ١ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الثائر العربي عبد الله الحيدري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة