شبكة ذي قار
عـاجـل










في الذكرى الثانية والستين من استقلال الجزائر ، نتذكر الشهداء المليون ونصف الذين قدمتهم الجزائر على مذبح الحرية ، حرية الوطن واستقلاله ، وهزيمة الامبريالية الفرنسية التي استعبدت الجزائر ماية وثلاثين عاماً ، لم تترك الشجر والحجر بعد الإنسان من تدميرها ، لتحقيق هلوسة امبريالية أن الجزائر قطعة من فرنسا .

الغطرسة الامبريالية الفرنسية اصطدمت بشعب الجزائر ، الشعب الجبار الذي أبى أن يتخلى عن عروبته ، يقدم الشهداء ، ويواجه القتل والتدمير والتشريد ، كعادة الامبرياليين المتوحشين الذين يدوسون على كل القيم الإنسانية ، لتحقيق أهدافهم اللاأخلاقية ولا اللاإنسانية ، لا يفهمون إلا لغة المواجهة التي يتسلح بها أبناء الشعوب المقهورة ، الذين ابتلوا بهم وبجشعهم في عمليات الاستغلال الممنهجة، ليعيش أبناء هذه الشعوب في الفقر والجوع ، وكخدم تدوس عليهم بساطير جنودالاحتلال .

لابد لكل بداية من نهاية ، ولابد لكل احتلال من زوال بفعل نضالات الشعوب ، التي ترفض أن تكون مطية لقوى الشر والطغيان الامبريالي العالمي ، فهذه القوى وجدت لتقف في طريق تقدم الشعوب ، ونهب خيراتها ، وبناء أمجادها ، وتنميتمها على حساب أبناء المستعمرات ، التي قامت باستعمارها واحتلالها بالقوة ، وجندت كل طاقاتها العسكرية لقتل وتدمير كل أنواع المقاومة في روح أبناء شعوب الارض التي ابتليت بهم ، ولكن هيهات لهذه القوى العدوانية أن تتمكن من رقاب الشعوب المناضلة .

في الذكرى الثانية والستين لاستقلال الجزائر نستذكر طفولتنا عندما كنا نتبرع للثورة الجزائرية ، فما من ثورة عربية حظيت بدعم اجماع الامة العربية كثورة الجزائر التحررية ، فقد لعبت الأمة دوراً متميزاً في دعم الثورة والتأييد لشعب عربي يناضل ضد قوى الغطرسة الامبريالية .

في الثانية والستين نتذكر القادة الذين أنجبتهم ثورة الجزائر ، ابن بيللا وهواري بومدين ورفاقهم، هؤلاء الذين لمعت أسماؤهم في سماء النضال العربي وبات كل طفل على امتداد الوطن العربي يعرف هؤلاء القادة الذين أنجبتهم ثورة الجزائر العظيمة .

في الذكرى الثانية والستين لاستقلال الجزائر نتذكر القيادة القومية الناصرية متمثلة بالزعيم الخالد جمال عبد الناصر ، الذي حمل على عاتقه نصرة الثورة الجزائرية، واستقبل قادتها واكرمهم ، فقد كانت العروبة في زمانه عروبة أمة تبحث عن المجد لتعلي من شأنه .

في الذكرى الثانية والستين تنذكر كم كانت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وكل المنتسبين لصفوف الحزب ، يجعلون من ثورة الجزائر واحداً من بنود محضر اجتماعات الحزب على كل مستوياته التنظيمية ، فقد كان الجزائريون يحظون بكل احترام وتقدير لتضحياتهم .

في مثل هذه الايام وبعض من أقطار أمتنا قد تم استهدافه من أعداء الامة إن في فلسطين أو العراق على وجه الخصوص ، من الصهيونية اليهودية أو الصهيونية الفارسية أن لا طريق إلا طريق المقاومة ، وأن المقاومة لا تستثني أحداً ، سواء من المحتلين أو من العملاء والخونة ، فهؤلاء أشد أذى من المحتل المباشر ، لأن العملاء والخونة في كثير من الحالات يشكلون على الناس ، لعدم شجاعتهم على الاعلان عن أنفسهم ، وإن كانت عناوينهم باتت معروفة ومكشوفة .

فوق كل هذا وذاك فلولا الجزائريون وما قدموه من تضحيات وبطولات ما استطاعت الجزائر أن تنال حريتها ، ولا تنعم باستقلالها ، لأن المستعمر لا يتخلى عن فريسته إلا إذا شعر بحجم خسائره، فقد أبلى الجزائريون وابدعوا في مواجهة جنود الاحتلال ومرتزقتهم واعوانهم ، فالمعركة معركة مصير وطن ، وهذه المعركة معركة مواجهة مع الاستعمار وكل مكوناته على الارض ، حتى مع العملاء الذين يشكلون الرديف لجنود الاحتلال .

في الذكرى الثانية والستين نخشى على الجزائر من استهدافها من القوى الفارسية الظلامية في خلق شرخ وطني في داخل الجزائر ، ونستذكر مقابلة الشهيد صدام حسين مع الوفد الجزائري الشعبي الذي زار بغداد ، فقد أشار البعض على سيادة الشهيد بمقابلة الوزير ، فأبى ، وقال قولته المشهورة باللهجة العراقية "اكو عجيز تبرعت بذهبها للمجهود الحربي العراقي ، ومن أجلها لابد من استقبال كل الوفد، وكانت نصيحته على الوفد التأكيد على الوحدة الوطنية ، حيث كانت الجزائر قد تعرضت لحرب أهلية بعد فوز الاسلاميين في الإنتخابات " .

في الذكرى الثانية والستين لاستقلال الجزائر نحيي الجزائر ، ونحيي باني الجزائر بعد الاستقلال الرئيس هواري بو مدين طيب الله ثراه ، ونترحم على شهدائها، ونشد على أيدي أبنائها ، أن لا تنحرف الجزائر عن السرب العربي ، فعروبة الجزائر هي الأسمى ، وهي الضامن الوحيد لجزائر حرة مستقلة .

dr_fraijat45@yahoo.com





الثلاثاء ١ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة