شبكة ذي قار
عـاجـل










نعم لقد عرفنا صدام حسين رجلاً يتقدم الرجال في أشد المواقف وأصعبها، وراية تخفق فوق كل الرايات، وسيفا يتقدم السيوف، عرفناه أخاً نصوحا لإخوانه العرب، محبا لشعبه وأبناء أمته العربية، عاشقا لتاريخها وتراثها، مخلصا لرموزها الذين صنعوا مجد العرب في الماضي. عرفناه صادقاً مع نفسه ومع الآخرين، يقول كلمة الحق ولو كانت على حد السيف، عادلاً في حكمه، صارماً في تنفيذ مبادئه في الواجبات أو الحقوق.

معظم الذين حزنوا عليه، عرفوه عن قرب، كلامه السهل الواضح المقاصد، وأسلوبه المقنع في الحديث، وعرفناه كريماً، تميز بضيافته السخية، ووجهه الصارم وقت تنفيذ الواجبات، والبشوش عند التقائه أبناء شعبه، يمتلك رجاحة العقل، ودقة المنطق، وسلامة الأسلوب، بحيث تجعله تلك المميزات قادراً على سوق الحجج أمام المقابل بصورة منطقية مقنعة، فلا تعوزه المفردات والكلمات، سواء من الأقوال المأثورة، أو من آيات القرآن الكريم، أو السنة الشريفة، وكانت المفردات والأمثلة تدعم أفكاره التي يريد إيصالها إلى الآخر.

تكلم أبو الشهداء في شتى المناسبات، وفي مختلف الموضوعات، فقال آراء محددة في السياسة والاقتصاد والتربية الوطنية والقومية، أعطى مواقف واضحة محددة من قضايا الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية، فقال في المرأة والطفولة والشباب، وخاطب كل الفئات الاجتماعية، فكان معلماً ومرشداً لكل الأجيال، على أمل أن يبني مجتمعاً موحداً بعيداً عن العصبيات القومية والدينية والطائفية.

لقد أحب صدام حسين أبناء شعبه من الأديان والقوميات والطوائف، ومنحهم كامل الحقوق الثقافية والاجتماعية والدينية، فكان حريصاً على مشاركة المسيحيين في أعيادهم، وعلى مشاركة الأكراد أفراحهم، حتى أنه تعلم اللغة الكردية ليتكلم معهم، ويجاملهم، وزار ألوف البيوت من دون تمييز بين دين أو طائفة. وفي الوقت نفسه كان صارماً حاداً على الذين باعوا أنفسهم للأجنبي سواء في الإقليم أو في العالم، وخانوا العهد، والوطن وترابه الطاهر. وفي هذا الإطار كان لا يخجل أن يعتبر نفسه خادماً للشعب، وهذا الاعتراف ليس من باب التواضع فحسب، بل من باب الثقة بالنفس، وإيمانه بأن الإنسان "قيمة عليا في المجتمع".

المراقب لحركة صدام حسين أثناء مدة حكمه من خلال وسائل الإعلام، يمكن حصر مئات الأمثلة التي تكشف عن الوجه الإنساني لهذا الرجل المظلوم، وأكدت العديد من الوقائع بأن الرجل كان يملك قلباً كبيراً وعاطفة جياشة، بحيث كانت دموعه تنهمر لمشهد إنساني من امرأة أو شيخ طاعن في السن، أو طفل يتيم.

ورغم مشاغل الرجل وهو في سدة الحكم وفي قيادة الحزب، وفي إدارة العمليات العسكرية وقت المواجهة مع الأعداء، فأنه كان يجد الوقت ليمنح الآخرين من أبناء شعبه الحب والحنان واللمسة الإنسانية، التي تداوي آلام الناس. فكان يستقبل عشرات منهم كل يوم وكانت تلك المقابلات تستمر حتى تحين صلاة الفجر، وكان يرد على مكالمات المواطنين عبر خط معروف. ويزور المواطنين في بيوتهم ويسأل عن أحوالهم المعاشية، ويفتح بيديه ثلاجاتهم ليعرف مستوى معيشتهم، ويأكل من طعامهم.

وبمقدار ما أحب شعبه وقدم له كل مقومات الأمان والعيش الحر الكريم، فأنه حرص على أن يكون كل مواطن هو ابن العراق حقا، وابن العراق المطلوب من وجهة نظره، هو الإنسان الذي يعبر عن حبه لبلده بالعمل الجاد والتضحية، دفاعا عنه، فهذا الإنسان يستحق لقب المواطنة، أما الذين باعوا أنفسهم للأجنبي وتآمروا معه ضد بلدهم، فهم خارج حالة المواطنة الحقة.

رحمك الله سيدي الشهيد
وتحية اجلال واكبار لسيد شهداء العصر
 





السبت ١٢ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الثائر العربي عبد الله الحيدري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة