شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد جاء الجواب التاريخي على الردة من العراق، عراق الأصالة والبطولة والمبدئية والخلق العربي. عراق المناضلين البعثيين الذين تميزوا بالأخلاقية والجدية والروح النضالية والإرادة الاقتحامية لانتزاع الفرصة للحزب وللشعب من أجل بناء تجربة بعثية أصيلة ومبدعة -تجربة تشمل الشعب كله لان من طبيعة حزب البعث أن يعتبر ذروة نجاحه وتحقيق مبادئه وانتشار روحه هو أن يتجاوز نفسه ويتحول من مجرد حالة حزبية منظمة، إلى حالة شعبية عامة، لان البعث يعتبر نفسه وسيلة للأمة، وان هناك شيئا أعلى منه. وقد كان هذا عاملا مهما في تطوره وتجدده، لأنه كان دوما في حالة محاسبة ذاتية لكي لا يقع أسير النظرة النخبوية والفئوية والانغلاق على نفسه، ولكي يحطم كل الحواجز والمصالح التي تقف في وجه علاقته الحميمة بالشعب.

إن تجربة الحزب في العراق قد تميزت منذ بدايتها بعنصر جديد كان مفاجأة سارة وبشارة واعدة للبعثيين ولشعب العراق، هو عنصر الصفات القيادية الفذة، والتفوق الواضح، الذي اتسم به الرفيق صدام حسين والتي كان للحزب ولنضاله ولتجربته الغنية الملهمة دوره الأساسي في توفير الشروط الموضوعية الضرورية لتنميتها وتطويرها وتفجير طاقاتها المبدعة.كما استطاع الرفيق صدام أن يخلق الشروط المطورة للحزب، لرفعه إلى مستوى نوعي جديد من الوعي والتربية والانجاز العملي، وتمثل دوره التاريخي في استنفار كل طاقات الشعب وإطلاقها، وفي إيقاظ استعداداته العميقة للتقدم والتفوق، وفي تجسيد القدوة للشعب بقيادته الشجاعة وفي التجاوب الشعبي الشامل الذي جاء حصيلة التفاعل الخلاق والمشاركة في البطولة. إنها حالة جديدة من ابرز ملامحها أن يكون على رأس الدولة مناضل محتفظ بصفاء الروح النضالية، مثلما هو متميز بالوضوح الفكري وبالعمق.

إن الحالة البعثية المتفوقة، الحالة الشعبية النهضوية التي برهنت، من خلال ملاحم القتال والانتصار على العدوان، عن نجاحها في بناء الإنسان الجديد والمجتمع البطولي الحضاري، هذه الحالة التي كنا ندعو جماهير أمنتا وطلائعها المناضلة ومثقفيها إلى التعرف عليها والتفاعل معها، وصلت الآن إلى ضمير الجماهير والطلائع العربية، التي اكتملت قناعتها بان هذه الحالة ليست فقط حالة متقدمة من حيث الاقتدار على دفع الأخطار الراهنة، وصد العدوان على الأمة والأرض العربية.

فالعراق لا ينوب عن الأمة العربية في مواجهة العدوان فحسب، بل انه وهو يخوض أقسى واخطر المعارك البطولية، يجسد وحدة النضال العربي، في دعمه لانتفاضة الشعب الفلسطيني، وللشعوب العربية في تصديهما للمخاطر التي تتعرض لها وحدة هذه الامة الوطنية وسيادتها وخيارها الديمقراطي.

إنها ظاهرة مستقبلية سيكون لها دورها في بناء المستقبل العربي.
 





الاثنين ١٤ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الثائر العربي عبد الله الحيدري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة