شبكة ذي قار
عـاجـل










ما قبل انتهاء الفصل الأخير لمسرحية داعش يطوي العراق صفحات الفصل الأكثر دموية في تاريخه الصعب منذ الاحتلال. ولا يخفى ان العالم كله متعب بوضع العراق وما آل إليه الوضع من جرائم العملية السياسية التي فرضها الاحتلال الأمريكي والتدخل الإيراني وأزلامهما فانتهت الأمور إلى الكارثة الحالية.

ولا يخفى أيضا ان الأمم المتحدة تجد نفسها متورطة بتساهلها مع ما حدث ويحدث في العراق لذا طرحت على جميع الأطراف العراقية داخل وخارج العملية السياسية ملامح من مشروعها الدولي بأمل انجاز مصالحة وطنية لا تتحمل المناورة والتدليس والكذب من قبل العصابات والمافيات التي استلمت الحكم والسلطة ببغداد منذ 2003.

وعندما بدأ الطرق على رؤوسهم بدئوا يطرحون ويسربون مشاريع التضليل حول موضوع المصالحة الوطنية وبمسميات غرائبية وبمسميات عبثية فتارة سموها " مصالحة مجتمعية" ، وتارة " تسوية سياسية" وتارة " جمع السنة والشيعة والكرد" في توقيع "ميثاق شرف" على "محاصصة تاريخية" في الحكم...وكل هذا وذاك لا يخلوا من أحلام عصافير يائسة يراد لها التحقق ما بعد مرحلة داعش ، بدأ بها نوري المالكي وتحالفه الوطني في الشروع بحملة انتخابية مبكرة ، متغافلا وبشكل وقح، عن طلبات ورغبة المجتمع الدولي لحل قضية العراق، بما ينصف شعب العراق وإنهاء مسلسل هذا الخراب الشامل وتدارك تقسيم العراق.

ان الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية قد حددت أين يكون مربط الفرس وكيف يكون الحل من خلال وضع خريطة طريق واضحة الخطوات والمساعي تقود إلى المصالحة الوطنية بإنهاء العملية السياسية الجارية وإلغاء دستورها المعوج وفرض إرادة دولية تقودها الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لتوفير الضمانات لتنفيذ ما يتفق عليه من حلول لا تقبل اللعب بالوقت والتضليل بالمواقف.

لقد عبرنا منذ أسبوعين بسلسلة مقالاتنا بستة حلقات عن تصوراتنا حول كل ما يطرح من مشاريع، وأوضحنا بشكل جلي مشروعنا وبرنامجنا السياسي الضامن للحلول التي تكفل لشعبنا الكرامة ، ورغم ما يجري في الكواليس المشبوهة فإننا نتابع الأوضاع السياسية والاجتماعية في العراق ومحيطه الإقليمي والدولي، وسنقطع الطريق ببسالة مقاومتنا الوطنية ووعي أحرار العراق وثواره أمام كل خطر على مستقبل العراق ووحدة أرضه وشعبه.

لسنا في عزلة أو بعد عن كل ما يطبخ أو يجري حول وطننا رغم الحصار الإعلامي المطبق على الجبهة ومناضليها لإيصال مواقفهم إلى الرأي العام الوطني والعربي والدولي.

ان خزعبلات البعض من داخل العملية السياسية ومن خارجها لا تنطلي على احد بعد اليوم، ولا بد من التصدي لفضح كل المناورات التي تجري هنا وهناك كي لا يقع مستقبل شعبنا أو يرتهن في أيادي تجار السياسة وباعة المواقف والسماسرة وعملاء الاحتلالين الأمريكي والفارسي وما بينهما من حيتان الحرب الأهلية ومليشيات الأحقاد الطائفية وحثالات الغزو والاحتلال.

ان المصالحة الوطنية المنشودة ليست منة من أحد على أحد، إنها حق العراقيين الأحرار في تقرير مصيرهم وتمسكهم بقرارهم الوطني المستقل وحرصهم على صيانة الوحدة الوطنية والحفاظ على النسيج الوطني والاجتماعي وبناء جمهورية العراق المستقلة الضامنة للحرية والديمقراطية لكل مواطنيها من دون تدخل أجنبي أو وصاية خارجية مهما كان عنوانها ومصدرها.

وان غدا لناظره قريب





الثلاثاء ٢٢ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة