شبكة ذي قار
عـاجـل










ما يسمى بالتسوية التاريخية التي قدمها الخائن عمار الحكيم كمشروع لعراق ما بعد تحرير الموصل من داعش الارهابية ممثلا عن ما يسمى بالتحالف الوطني الذي هو تجمع الاحزاب الصفوية الفارسية التي مكنتها أميركا من سلطة تدمير العراق هي تطبيق ونسخ حرفي لمشروع الاحتلال الامريكي الصهيوني الايراني للعراق الذي قدمه بايدن ومازالت القدور تطبخه على درجات حرارة مختلفة .

المشروع في جوهره هو خطة تسوية تشتمل وتتوجه أصلا الى أطراف العملية السياسية الاحتلالية التي تناحرت تحت وطأة طائفيتها وشعور بعضها بالتهميش والاحتقار والخديعة . وكان من بين نتائج تناحرها سقوط أشخاص وجهات وأطراف تحت سنابك المد الصفوي الفارسي بحيث صاروا شماعات لعمل مخابراتي مركب تديره أيران وتضع نتائجه بين يدي الراعي الأمريكي ويحمل عنوانا فضفاضا زئبقيا هو ( المصالحة الوطنية) . فمشروع التسوية التاريخية الذي تبناه الائتلاف الصفوي الايراني وبادر بتقديمه عمار الحكيم هو في حقيقته أطلالة جديدة لما يسمى بالمصالحة الوطنية تستخدم وتوظف مشروع بايدن لتقسيم العراق منهجا تفصيليا ويحوم حول المسحوقين طارق الهاشمي والعيساوي والخنجر على سبيل المثال لا الحصر . وهناك أضافات محدودة لا نرى أفقا لقبولها وهدف ادراجها معروف بخبثه ولؤمه ودناءة أهدافه التي من أولها بث نوع من الفرقة بين قوى حسبت على الصف الوطني وعلى صف المقاومة العراقية الباسلة .

المشروع عبارة عن فكرة ماخوذة من مبدأ خلق الخلافات وايصالها الى حد التصادم المسلح لارغام الحل السياسي الذي رفض قبل التصادم .. أي .. خلق الأزمات والاحتراب الدموي لتحقيق الاهداف التي سبقت تلك الازمات والتي بدون التصعيد المعمد بالدم لا تتحقق وبهذا المعنى فالتسوية المقترحة هي ثمن الدم العراقي الذي سال انهارا بسيوف فارسية صهيونية فانتج هزيمة جديدة لمن هزم ساعة القبول بالمشاركة في العملية السياسية الاحتلالية تحت دواعي شخصية وحزبية نفعية . فمعروف ان التفجيرات وانتاج داعش كانت هي العقدة التي تم الركون اليها لانضاج ظروف التسوية المزعومة.

وهي في جانب منها محاولة لفك الارتباطات المباشرة وغير المباشرة القائمة بين بعض القوى الوطنية والقومية والاسلامية أو تلك المرشحة للانضاج والقيام وتحقيق الكينونة لانجاز مشروع الاحتلال بالكامل عبر تفكيك هذه القوى بعد الانفراد بها واحدة بعد الاخرى .

هي خطوة أخرى في طريق انتاج دولة مقسمة لا صلة لها بالعراق العربي السيد الواحد المستقل الذي كان قائما قبل الغزو .

هي في محطاتها الاستراتيجية استكمال لمشروع اجتثاث البعث ومعه اجتثاث المجتمع العراقي المتاخي والمترابط باواصر قبلية وعائلية ودينية وقومية . حيث ان المشروع وطبقا لما تسرب منه هو في جوهره اجتثاثي اقصائي لوحدة العراق وشعبه واخضاع تام له تحت طائلة منتجات الغزو والاحتلال عبر الاصرار والمضي قدما بالاجتثاث وتطبيقاته وعليه فانه ليس تسوية وطنية بل تسوية لبقايا الوطن فالبعث هو الرقم الأصعب في معادلات ما بعد الغزو والاحتلال والأصرار على أجتثاثه وتجاهل مشروعه الوطني التحرري الرافض للعملية السياسية ودستورها من قبل الولايات المتحدة الامريكية الراعية والحامية لسلطة الاحتلال في الخضراء لن يحقق أي تسوية في العراق .

التسوية الصفوية المقترحة تفترض ان البعث والقوى الوطنية تقبل ومترقبة لقبولها في هيكل العراق المقسم الخاضع للصورة التي ارادها الاحتلال ونفذها منذ عام 2003 وهذا افتراض أعمى وأبكم وتتصرف بطريقة عنجهية غوغائية متصابية لرفض قبول البعث مقرونا بأسم داعش الأرهابية في فذلكة لفظية بائسة وهم يعرفون يقينا ان البعث يرفض الأنضمام والاعتراف بالعملية السياسية الأحتلالية وداعش خارج الصورة سلفا لانها ستخرج من العراق بعد أن أنجزت مهامها القذرة الأجرامية ولا وجود لخيط صلة بين البعث وداعش غير صلة التناقض العقائدي والعداء الممهور بدم البعث ومناضليه المقاومين الأحرار. ان رفض التصالح مع البعث مقرونا باسم داعش هو سقطة أخلاقية غير مستغربة من عمار الحكيم ورهطه لان عنجهية الفرس الطالعة من رأس عمار اللاحكيم تدفعه للوهم بأن البعث سيف العراق والامة ينتظر قبولا من الخونة والعملاء ومنفذا للدخول في عملية سياسية نبذها شعبنا وسقطت في وديان سحيقة من الفشل والافلاس والفساد .

التسوية التاريخية ليست سوى نص احتلالي باطار لفظي اخر ومحاولة لمنح العملية السياسية قوة لا تمتلكها وفرصة لالتقاط الانفاس وهي تترنح بين أنقاض الفشل المريع والفساد والانحطاط الاجرامي …. هي في تصور الاحزاب الايرانية وثبة نحو العراق الفارسي ولكنها وثبة ستجد على الأرض وفي فضاءاتها المرسومة بخبث ودهاء عدواني على المجتمع العراقي الف لغم ينفجر بوجهها لانها ارادة احتلال تتعارض مع ارادة شعب العراق.

مشروع التسوية ... ينضج بوضوح ويعلن ضمنا عن اهداف تاسيس داعش الارهابية من قبل مقدمي المشروع ذاتهم بعد أن خيل اليهم انها قد تحولت فعليا الى أحد اجزاء الطيف العراقي وهي ليست كذلك .

للمشروع ومن كتبه وتحاكى به نقولها صرخة مدوية .. ويحكم فالعراق عصي على التقسيم سواءا جاءت خطة التقسيم بأسم بايدن أو باسم عبد من عبيده هو عمار الحكيم وائتلافه اللاوطني. ويحكم فلقد هدرتم دماء العراقيين وخربتم بناهم التحتية وبيوتهم بحراب طائفيتكم البغيضة وتحت الوية عمليتكم السياسية الصهيوفارسية .. ويحكم لقد انتجتم الجحيم ظنا واهما مخطئا منكم ان هذا الجحيم قد يوفر دفئا في صقيع مناهجكم الفاسدة الفاشلة لكن هيهات … عمليتكم السياسية بكل أطرافها عدوة للعراق وللدين وللعروبة ولن تعيش الا بالقدر الذي تقرره أميركا وهذا القدر محكوم بضربات مقاومتنا الباسلة والتي ستتصاعد بعد تحرير الموصل من داعش وليس كما تتوهمون.





الخميس ٢٤ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة