شبكة ذي قار
عـاجـل










ما يجري في حلب والموصل التاريخيتين هو حرب تدمير وليس حرب تحرير كما يدعي نظاما بغداد ودمشق الطائفيين بامتياز .

الحرب في حلب يشنها نظاما الاسد وبوتن ضد المعارضة السورية التي اتفضت ضد الظلم الذي مارسه نظام الاسد الاب والابن طيلة خمسة عقود تقريبا . والحرب في نينوى حرب اقليمية ودولية بدعوى طرد داهش منها , ونظام المحاصصة الطائفية في المنطقة الخضراء زمن حكم المالكي هو الذي فتح الابواب لداعش ان تدخل الموصل بدون مقاومة , بل باوامر من المالكي نفسه بسحب القوات العسكرية من الموصل التي كانت تقدر بفرقتين عسكريتين مزودتين باحدث الاسلحة الامريكية

العنصر الاساسي والمهم في الحربين هو نظام ملالي ايران من خلال قوات الحرس وقوات القدس – التي ليس لها من الاسم الا الرسم – فهذا النظام الطامح الى استعادة مجد الامبراطورية الفارسية الغابرة التي سقطت على يد المجاهدين العرب المسلمين في عهد الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب . فحقد الملالي على سيدنا عمر دفعهم الى تسخير الامكانات المالية والفنية والعسكرية والاعلامية لكسب هذه المعركه .

وعليه فان معركتي الموصل وحلب هي حرب ضد الاسلام بامتياز بمشاركة روسية علنية وبموافقة امريكية صامته . لان هذه القوى الدولية موافقة على هذا الانسياح الايراني في المنطقة واشعالها حربا طائفية وقودها العرب المسلمين , ولا اقول العرب السنة , لان هؤلاء هم الاسلام حقا والاخرون هم الطوائف , فهي حرب ضد الاسلام تشنها ايران بالنيابة عن الصهيونية والقوى الدولية المعادية للاسلام وفي مقدمتها الولايات المتحدة .

الارقام المعلنة عن عدد القتلى والجرحى والمهجرين داخل البلدين او خارجه , وصور الدمار الهائل في حلب والموصل وصلاح الدين وديالى والانبار وخاصة الفلوجه , تؤكد ما قلناه , اي انها حرب ضد الاسلام والمسلمين وخاصة العرب منهم .

لكل طرف اقليمي او دولي اهداف ومصالح , الغرب والصهاينة يريدون استكمال تقسيم العرب بعد ذاك التقسيم الذي حصل في سايكس – بيكو , حتى لا يبقى العرب يشسكلون اي خطر على الكيان الصهيوني . اما القوى الاقليمية فلها اهدافها فايران الملالي يندفعون بحقد تاريخي على العرب وعلى الاسلام لانهم مشركون بحكم القران الكريم لاتخاذهم المخلوقات اولياء من دون الله تعالى , وبحقدهم على العرب الذين كسروا امبراطوريتهم الكبيرة في زمن غابر , اضافة الى اطماعهم في التمدد والسيطرة واستعادة مجد امبراطوريتهم القديمة .

قد تنجح مخططات القوى المعادية للعرب وللاسلام في المنظور الاني , ولكن المنطقة لن تشهد اي استقرار لزمن طويل الى ان ينتهي الامر باعادة المنطقة الى العصر الحجري المتخلف . ولكن النهاية لن تكون لصالح القوى الاقليمية انطلاقا من الشواهد التاريخية , حيث انبثق عمالقة من وسط الركام وتحت الرماد واحدثوا انقلابا في الحياة الراكدة واستعادوا ما فقده العرب في فترات الغفوة المؤقتة .

hassan_tawalbh@yahoo.com





الجمعة ٢٥ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة