شبكة ذي قار
عـاجـل










لا أحد يغفل الدور الامبريالي في المنطقة ، وبحكم عدائه التاريخي للأمة ، فهو ما ثل في الذهن ، وحاضر على الدوام في كل مواجهاتنا مع أعداء الأمة الاقليميين ، فهو السند لكل عداءاتهم ، وهو الداعم لكل ممارساتهم العدوانية ، ولولا التدخل الامبريالي والدعم الذي تقدمه الامبريالية لما كان للامبريالية وعملائها الاثر الفاعل في كل ممارساتها العدوانية ، حيث أنها لا تستطيع الوصول إلى أطراف أقدامنا مالم نمد لها الحبل ، ونغريها على التدخل ، ونثق بوعودها وسلوكياتها ، وكما قال ماوتسنغ فالامبريالية نمر من ورق ، والامبريالية اليوم لم تعد مقتصرة على الغرب ، فقد باتت روسيا بممارساتها في الوطن العربي لا تقل امبريالية عن الغرب الامبريالي .

الصهيونية الأولى في عصرنا الحديث هذه التي غرسها الاستعمار الغربي في فلسطين العربية لتحقيق الاهداف الامبريالية والصهيونية ، فقد هدف الغرب الامبريالي من زرع الكيان الصهيوني تحقيق مجموعة من الأهداف : أولها تمثل في منع قيام الوحدة العربية ، وعدم لقاء طرفي الأمة في آسيا وافريقيا ، وليبقى هذا الكيان سيفاً مصلتاً على رقاب أبناء الأمة العربية ، وثانيهما أن يمثل هذا الكيان شرطي المنطقة تستخدمه الامبريالية عند الحاجة إليه ، وثالثها مركزتجمع لمرتزقة الغرب عند الحاجة لغزو الوطن العربي ، والتدخل بشكل مباشر بعد أن تفشل جهود الكيان الصهيوني في تحقيق الأهداف المرسومة ، ورابعها أن تبقى الأنظمة العربية تحت الهيمنة وفي دائرة التبعية .

الصهيونية الثانية ، صهيونية الفرس المجوس ، الذين دفع بهم الامريكان لتدمير المنطقة ، وبشكل خاص الوطن العربي ، بعد أن إنتهى دور الشاه شرطي الخليج، فكان لزاماً على الامبريالية الامريكية أن تنتج شرطياً جديداً ليؤدي دور الشاه المقبور، ولخلق عميل خائن يؤدي دوره بشكل واضح ، ومنذ أن هبطت طائرة الخميني التي جاءت به من الضاحية الجنوبية في باريس إلى طهران ، بدأ المسلسل العدواني للصهيونية الفارسية المجوسية في المنطقة ، فكانت الشعارات الديماغوجية تمثلت في شعاري تصدير الثورة ، وشعار الشيطان الأكبر .

لا أحد يستطيع أن يقتنع بأن ثورة لم توطد أقدامها بعد تريد تصدير الثورة إلا إذا كانت هذه الثورة تحمل أهدافاً عدوانية أكبر من حجمها ، خاصة وأن التركة التي جاءت بعد حكم الشاه تركة ثقيلة تحتاج لزمن للخلاص منها ، فالثورة تحتاج لزمن للعمل في الداخل ، فكيف بها تتجه إلى الخارج وتتعامى عن الداخل ؟ ، وهو ما يؤكد أن الثورة جاءت لاستكمال الدور الذي كان يلعبه الشاه / شرطي الخليج ، وهذا الدور ليس بفعل قوة ايران وحجمها ، إنما بفعل الدعم الامبريالي الامريكي ، والتعاون مع الكيان الصهيوني ، والذي لم ينقطع منذ قيام هذا الكيان وحتى يومنا هذا ، لقد كان هناك آلاف الخبراء العسكريين في الجيش الايراني ، وهو ما يفسر عدم اطلاق ولو رصاصة واحدة على طائرة الخميني المدنية وقبر أحلام ملالي الفرس ، ثم إن تصدير الثورة لم يكن باتجاه افغانستان المضطربة ، ولا باتجاه اذربيجان توأم الاذربيجانية الايرانية ، وإنما باتجه الوطن العربي ، في عملية واضحة ومكشوفة للالتقاء مع الطموح الصهيوني في فلسطين العربية ، فكانت عدوانية الثماني سنوات التي شنها الخميني المقبور على العراق ولم تنته إلا بتجرعه كأس سم الهزيمة على أيدي أبطال العراق ، فهل من يعلن اسلامية ثورته يبرر استيراده السلاح من الكيان الصهيوني للعدوان على المسلمين في العراق ؟ ، أم أن كل الشعارات هذه لتغطية حقيقة صهيونيته هو للسيطرة على الوطن العربي ، ونهب خيراته بالتعاون مع الصهيونية المزروعة في فلسطين.

الشيطان الأكبر ، في الايام الاولى وما قبلها كان هناك اتفاق بين الامريكان والخميني في الضاحية الجنوبية في باريس بتعهد الخميني أن لا تمس المصالح الامريكية ، وبعد وصوله إلى طهران افتعل الملالي موضوع الرهائن الامريكان في الوقت الذي تفاوضوا مع المرشح الجمهوري ريجان أن لا يطلق سراحهم إلا بعد الإنتخابات حتى لا يستفيد الرئيس كارتر، وبعد نجاح ريجان تم اطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، فذهبت كل شروط الملالي أدراج الرياح ، ثم في الحرب على العراق افتضح أمر ايران جيت وعملية استيراد السلاح الامريكي ، إلى أن جاء الدور الفارسي المجوسي في عملية الغزو والاحتلال ، فكان بوسع امريكا أن تدمر كل ما يجري على الارض على امتداد الساحة الايرانية ، رداً على شعار الشيطان الاكبر ، ولكن ما قدمه الفرس من خدمة في التعاون لاحتلال بغداد كان كبيراً وبعكس كل الشعارات الديماغوجية التي يعلنها الملالي والمتمثلة بالشيطان الاكبر ، فكيف يقوم رئيس ملالي طهران بزيارة بغداد تحت حراب الجنود الامريكان ؟ ، وعندما يفشل الامريكان في البقاء في العراق يقومون بتسليم العراق لقمة سائغة لملالي طهران وعملائهم .

اليست مواقف ملالي طهران تتجاوز مواقف الكيان الصهيوني في فلسطين بحجم عدائيتهم ، وهم الذين يعلنون احتلال اربع عواصم عربية ، ثم ما الفرق بين من يحتل فلسطين ومن يحتل العراق ؟ ، فهل هناك احتلال حلال وآخر حرام ؟ ، ناهيك عن احتلال الاحواز والجزر العربية الثلاث ؟ .

الصهيونية واحدة في اهدافها وفي مسارها ، حركة عدوانية توسعية استيطانية ، والفرس المجوس هم عدوانيون توسعيون واستيطانيون ، فهل هؤلاء بعيدون عن المفهوم الصهيوني ؟ ، وهل غريب علينا أن نسمي ملالي الفرس بصهيونية الملالي الجديدة التي تسير على ذات النهج الصهيوني في فلسطين ؟ ، وهو ما بتنا نواجهه بصهيونيتين بعد أن كنا بصهيونية واحدة في فلسطين المحتلة .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





السبت ٢٦ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة