شبكة ذي قار
عـاجـل










ما هكذا يا سعد! تورد الإبل .. هذا بيت من الشعر قاله في القديم الغابر شاعر عربي حكيم , كان سعد راعيا للإبل ويشتمل .أي يلبس شمله ليس تحتها قميص . وبسبب ذلك يصعب عليه أن يورد الإبل الغلاظ العطشى للماء . لأن إيرادها يتطلب منه جهداً كبيراً وحركات كثيرة لا تتناسب مع ما يلبسه من ثياب قد تكشف عورته أثناء قيامه بهذا العمل الشاق. ومن ثمّ صار هذا البيت : مثلاً في كل من يعمل عملاً بطريقة غير صائبة ويقول قولا عجيبا مخالفا للحقائق والثوابت فيقال له : - ما هكذا تورد الإبل. واليوم نقولها ما هكذا تورد يا حكيم الإبل وما هكذا تحل ازمات البلاد .. تحل بالحكمة والمنطق وليس بسياسية الضحك على الذقون التي باتت لا تفيد ولن تجدي نفعا ولا تقنع احد ولن تكون حلا لمشكلة بلد نهب ماله وقتله أطفاله ورملت نسائه واهينت كرامة رجاله .

قرأت كما قراء غيري من العراقيين فحوى ما تسرب الى وسائل الاعلام من فقرات لما اسميتم التسوية الوطنية او التسوية التاريخية 1625 كلمة في التسوية السياسية كلام نظري كلام منمق مُزَخْرَفٌ ومُبَالَغٌ فِي تَزْيِينِهِ لكنه بعيد كل البعد عن الواقعية .. قالوا قديما من تكلم بغير فنه كثر خطأه .. قال الله تعالى : ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) فالواجب على من لم يعلم أن يسأل وانتم سياسي العراق بعد 2003 خبرتكم السياسية محدودة . فكفاكم أوصلتم المواطن الى حالة الياس والاحباط .. وان كنتم تريدون الحل الحقيقي فجددوا عقولكم انفضوا غبار الجهل والطائفية عنها ..

أن الأزمة السياسية في العراق بدأت مع العملية السياسية بعد 9 – 4 - 2003 واستمرت في نمو وتصاعد وساعد الاحتلال الامريكي بشدة على تنمية روح الطائفية والمحاصصة والتي بنيت عليها العملية السياسية .

من هنا بدأت الأزمة السياسية حول ( المنصب ، المركز، المال ، المكاسب ) ومع اختلاف الأيدولوجيات والأفكار والأهداف الاستراتيجية أخذت الأزمة السياسية تتفرع الى أزمات متشعبة فلم يجر لها تطويق ولم توضع حلول جذرية ولم يشخص الداء لكي يعطى الدواء وحصل بدل ذلك سباق بين الأطراف السياسية نحو أيهم يكسب أكثر من المناصب في أدارة الدولة ومقاعد في البرلمان فنتج عن ذلك اصطدام الأرادات ..

المادة ثانيا : -  (( ماذا نعني بالتسوية الوطنية : التسوية التي نستهدفها تعني : تسوية سياسية ومجتمعية وطنية تاريخية ترمي لعراق متعايش خالٍ من العنف والتبعية )) .. كلام جميل ولكن هل ستجلس كل الاطراف على طاولة مستديرة وبدون شروط مسبقة أم سياسة لوي الذراع . أو كما يقول المثل تريد ارنب اخذ ارنب . تريد غزال اخذ ارنب وبكل الاحوال لا تحصل الا على ما يريده لك الاخرون ولن تحصل على ما تريد ابدا .. !!

المادة خامسا .. الفقرة ( 3 ) تصفير الأزمات بين الأطراف العراقية. هل تقصد تصفير الازمة بينكم وبين اطراف العملية السياسية ( لا نعتقد بينكم وبين اطراف العملية السياسية ازمات ) أم بينكم وبين 6 مليون في ارض الشتات وأكثر من 3 مليون قطعت ارزاقهم و مئات الالوف في السجون ام بين عوائل قتل ابنائها ورميت جثثهم في المزابل ,أم بينكم وبين من سرق أموال العراق وهرب ,, هل تقصد رفع شعار غاندي مسامحة الماضي واتباع سياسة عفا الله عما سلف ونبداء صفحة جديدة أم ماذا .. ؟؟

المادة سادسا .. الفقرة  ( 2 ) . الالتزام بالدستور كمرجعية .. أي دستور الدستور الذي اقره الاحتلال الذي لا يفي بمتطلبات الشعب العراقي ولا يمثل ارادته الحرة الوطنية .. هل هذا الدستور الذي نحتكم اليه .. ؟؟

المادة سادسا .. الفقرة  ( 3 ) . الاعتراف الرسمي والملزم لجميع الأطراف بالعملية السياسية ومخرجاتها .. .هل تقصد شركائكم في العملية السياسية .؟؟ هؤلاء ملتزمين بكل امتيازات العملية السياسية من عمولات وكومنشنات وامتيازات وحمايات .. ولكن الاطراف التي ترفض العملية السياسية بدون اصلاح واعادة حقوق الغير ماذا عنها .. ؟؟

المادة سادسا .. الفقرة  ( 4 ) . التزام والعمل معاً لجميع الشركاء برفض ومحاربة الإرهاب وحماية البلد وشعبه .. هل سيتم نبذ الارهاب بأشكاله كافه الارهاب الدولي و ارهاب الدولة و ارهاب الجماعات المسلحة المتمثلة بداعش والمليشيات أم هناك انتقائية ..

المادة سادسا .. الفقرة  ( 5 ) أنكم تضعون كل الكيانات ، حتى لو لم تكن متجانسة ، في سلة واحدة ، كما لو أن كل من يعمل ضد الحكومة معارض وضعتموه في خانه الارهاب ..

في كل فقرات مبادرتكم لم نرى تشخيص دقيق للمشاكل ووضع العلاجات لها لم ولن تعدو كونها محاولات ترقيعيه .. وكل ما ذكر يدخل في باب المزايدات السياسية والصفقات المشبوهة التي أهلكت الحرث والنسل ..

ان الاصلاح الحقيقي لا يتم بدون تشخيص دقيق للازمات واسبابها والحوار المفتوح لا ينبغي أن يكون بين أطراف العملية السياسية بل بين جميع العراقيين وعلى كل المستويات لأنه يدور حول مستقبل العراق ..





السبت ٢٦ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة