شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل إستلام الخميني للسلطة في طهران كانت منطقتنا العربية تنعم إلى حد ما بالأمن والأمان ، فقد كانت تهديدات الشاه لفظية رغم احتلاله للجزر العربية الثلاث : طنب الصغر وطنب الكبرى وأبو موسى ، وكانت الدول العربية بعد حرب اكتوبر وبشكل خاص مصر ، قد أعادت نوعاً ما من كرامتها الوطنية ، رغم قفزة السادات لزيارة الكنيست الصهيوني وعقد اتفاقية كامب ديفيد ، والتي عزلت مصر عن دول الجامعة العربية ، فكانت بغداد قد تصدرت الموقف ، وعقدت قمة بغداد ، ورفضت كل ما قام به نظام السادات ، ووضعت حداً لأي إنهيار عربي .

في العشر سنوات ما بين توقيع اتفاقية كامب ديفيد ومجيء الخميني للسلطة ، بدأت الدول العربية باستعادة لملمة نفسها ، فظهرت التجمعات العربية المغاربية والعربية إلى جانب تجمع دول الخليج العربي ، فكان هناك أمل كبير في أن يعيد النظام العربي الرسمي تجديد نفسه بعد أن سقط إثر حرب الايام الستة أمام الكيان الصهيوني ، واستطاعت كل من العراق والجزائر بإنجاز نهضة اقتصادية دشنت مرحلة الخروج من دائرة العالم الثالث ، وقد تم تدبير حرب أهلية للجزائر، وأكلت الأخضر واليابس ماديا وبشرياً ، وتم الخلاص من الشاه لاستبداله بشاه فارسي جديد بعد أن إنتهى دور شاه ايران كشرطي للمنطقة ، للوقوف في وجه العراق في العدوان الفارسي .

جاء الخميني للسلطة ورغم أن العراق قد استضافه ستة عشر عاماً ، فقد كان كل همه احتلال العراق ، ومنه إلى دول الخليج العربي والدول العربية الأخرى ، فاستعرت الحرب بين الطرفين ، وقد كان اصرار الخميني على استمرار الحرب برفضه عدة مرات قرارات لمجلس الامن لوقف اطلاق النار واستجابة العراق ، ولكن ملالي الفرس وبقيادة الخميني قد أجبروا على وقف اطلاق النار بعد أن منيت قواتهم بالهزيمة أمام القوات العراقية البطلة في أم المعارك .

منذ إنتهاء الحرب الفارسية ضد العراق بدأت المؤامرات الامبريالية والصهيونية ضد العراق لكونه خرج منتصراً ، ويملك جيشاً قوياً ، إلى جانب نهضة علمية وتنمية اقتصادية ، وكان ملالي الفرس وبزعامة الخميني ليسوا بعيدين عن تآمر الدوائر الامبريالية والصهيونية ضد العراق ، كيف لا وأن ثمانين بالمئة من سلاح الملالي في عدوان الخميني على العراق مستورد من الكيان الصهيوني ، وهناك وقائع ثابتة ومؤكدة على تعاون تسليحي بين الملالي وامريكا أثناء الحرب ، وما تلى إنتهاء الحرب وهزيمة ايران ، فقد استخدمت الكويت كمخلب قط ضد العراق ، من خلال السماح للامريكان ببناء قاعدة امريكية في الكويت لحصار العراق أمنياً ، إلى جانب التلاعب بأسعار النفط ، وتأثر العراق بالسياسة النفطية ، في تدني أسعار برميل النفط ، مما يعني أن العراق أمنياً واقتصادياً بات في دائرة التآمر الامبريالي الصهيوني الفارسي ، بالاضافة إلى ذلك ما قامت به الكويت من الزحف على الاراضي العراقية ، وسرقة آبار النفط الحدودية ، مما كان رد العراق دخول الكويت .

بات دخول القوات العراقية الكويت قميص عثمان إذ رفضت كل الوساطات ، وخاصة تلك التي طرحها العراق أنه على استعداد للإنسحاب من الكويت في ضوء إنسحاب "اسرائيل" من الاراضي العربية المحتلة ، وإنسحاب حافظ أسد من بيروت الذي كشف كيسنجر فيما بعد أن دخول الاسد إلى لبنان كان بموافقة امريكا ، ثم كانت فضيحة نظام دمشق عند اشتراكه في حفر الباطن مع نظام مبارك ربيب امريكا في العدوان الثلاثيني على العراق .

نظام الملالي هو من أسس للارهاب في المنطقة ، وخاصة عندما استغل إنشغال الجيش العراقي في الكويت ، وبعد هجوم حفر الباطن لزج مجموعات من مرتزقته لتعيث فساداً ، قتلاً وتدميراً في جميع محافظات العراق الجنوبية ، ثم موقفه العدواني أثناء حصار العراق الذي دام ثلاثة عشر عاماً ، حتى جاء الغزو والاحتلال الامريكي الصهيوني وبتنسيق مع ملالي طهران ، الذين رغم شعار الشيطان الأكبر إلا أنهم كانوا ينامون في حضن هذا الشيطان ، وبعد هروب الامريكان من العراق بفعل المقاومة العراقية الباسلة قامت امريكا بتسليم العراق إلى الملالي ، ومن هنا زادت حدة الارهاب بدعم وتأييد الملالي في العراق ، فظهر الزرقاوي والقاعدة وداعش وبكل ممارساتهم الارهابية لم تصل عملياتهم لا لايران ولا للكيان الصهيوني ، أضف إلى ذلك ما تقوم به المجموعات الطائفية الارهابية التابعة للملالي في المنطقة الخضراء ، وما يسمى بالحشد الشعبي ، إلى جانب مرتزقة ايران في كل من العراق وسوريا .

الارهاب صناعة ملالي الفرس المجوس ، وبقيادة الخميني ومن تبعه منهم ، وهذا الارهاب لخدمة ايران والكيان الصهيوني ، فالمجوسية والصهيونية وجهان لحالة واحدة ، الصهيونية اليهودية ، والصهيونية الفارسية المجوسية تلتقيان في الاهداف والوسائل ، فكلاهما عنصريتان عدوانيتان توسعيتان ، وكلاهما يستهدفان الوطن العربي للسيطرة عليه ونهب خيراته ، وكلاهما الارهاب طريقهما لتحقيق أهدافهما .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الاحد ٢٧ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة