شبكة ذي قار
عـاجـل










تمهيد :
كيف نفهم الدور الذي أداه ويؤديه حزب البعث العربي الاشتراكي ببعديه النضالي والعقائدي في ظل المتغيرات الكبرى التي تضرب منطقتنا العربية .؟ في البداية يجب ان نعترف أن المهمة الملقاة على عاتق مناضلي البعث ومؤيديه ثقيلة وصعبة في ظل مرحلة - الاضطراب – التي تعاني منها المنطقة واشتداد حلقات التامر الدولي والاقليمي على امتنا العربية . والسؤال الاهم هنا .؟ ماهي المهام التي تقع على عاتق مناضلي البعث لتذليل العقبات وتتجاوز الامة لـ ( مرحلة الاضطراب ) هذه والشروع بمرحلة تحقيق التطلعات لاسعاد الجماهير العربية .؟ - نقول - قدر حزب البعث العربي الاشتراكي ان يكون حزب قومي نضالي تاريخي نبع من معاناة الامة واوجد المعالجات لامراض وعلل الواقع العربي منذ اربعينيات القرن الماضي.؟ وبذلك اصبح قلبها النابض والوجدان الذي يعيش في ذات كل بعثي آمن بفكر وعقيدة البعث . في هذه المرحلة التاريخية تسعى امتنا العربية الى ايجاد الحل لكل المشكلات التي تعاني منها والامراض التي عشعشت في جسدها . والحقيقية الثابته هنا تقول ان مناضلي البعث الذين آمنوا بالوحدة العربية و حرية الامة والانقلاب على الواقع الفاسد الذي تعيشه امتنا العربية . انهم جسدوا هذا الايمان بالنضال والجهاد والتضحية وليس مجرد الفاظ وكلمات ومقالات وخطب رنانة . وانهم ادركوا ان تحقيق الانتصار للاهداف التي يؤمنون بها لن تتحقق بالكلام والنقد .بل افضل وسيلة لتحقيق الاهداف هو النضال الفعال الذي تجسد من خلال حجم التضحيات وتحمل اعباء النضال . وفي ظل ما يتعرض له واقعنا العربي من تحديات ومتغيرات . الثابت ان مناضلي البعث وطلائعه الثورية ومن – خلال تجارب الزمن – لايتخلون في وقت الازمات العصيبة عن مبادئهم وافكارهم .لذلك فان من غير الجائز ولا المعقول في الظروف الحالية التي تمر بها منطقتنا العربية من ازمات ومخاطر يركن البعث ويتخلى عن عن تمسكه بمبادئه التي قدم من اجلها التضحيات الجسام ومستمر في تقديم الاغلى منها على طريق حرية الامة وخلاصها . ومن هذا يتجلى لنا – جميعا - ومعنا الامة العربية . ان حزبنا الذي يؤمن بالانقلاب على الواقع العربي الفاسد ويؤمن بالشعور العميق الذي يدفع مناضليه الى التضحية والمعاناة لانقاذ الامة من المخاطر التي تحيق بها . وبذلك اصبح - النضال – رسالة منذ نشوئه وطريق شاق نحو الاهداف التي آمن بها . ففي ظل هذا الموج الهائج من الاضطراب المتلاطم في واقع امتنا ماهي مهمة حزبنا .؟ نقول ان مهمة حزب البعث العربي الاشتراكي في هذه المرحلة الخطيرة من حياة امتنا هو احداث - انقلاب تاريخي فكري ونضالي في حياة امتنا العربية - اذن كيف السبيل لذلك .؟ وماهو مقياس نجاحنا وتقدمنا صوب الاهداف التي يريد البعث تحقيقيها . وعندما نفهم مهمة الحزب نستطيع الهدى الى الاجابات التي تحتاجها الاسئلة في عقول المناضلين الحالمين بتغير الواقع المرير الذي تعاني منه الامة .

البعث حركة نضالية متجددة :
يشير مؤشر الاحداث في وقعنا العربي ان القوى المعادية للامة العربية عرفت ومنذ سبعنيات القرن المضي ان الامة العربية تعيش حالة تخمر وتهئية لان تاخذ مكانتها في التقدم وحركة التاريخ صعودا نحو تحقيق ذاتها .تجسد ذلك في تجربة الحزب في العراق عام 1968 وانجازاتها على الصعيد المحلي والاقليمي والانساني . نقول - ايضا - منذ ان اعطى حزب البعث العربي الاشتراكي للقومية العربية مضمونا نضاليا جماهيريا تتطلع ايها الجماهير الكادحة كضرورة حياتية تدفع عن الانسان العربي كل عقد التخلف والتجزئة والقهر . اصبحت الوحدة العربية شرطا ملازما ووحيدا لأي تطور نوعي في الحياة العربية بل شرطا للوجود العربي المبدع الخلاق .. وهذا التكامل في فكر البعث هو الذي اعطى لثورة تموز 1968 في العراق أفاقها الوحدوية والاشتراكية . وهو الذي استطاع ان يقود نضال الجماهير العربية وينظم حركتها من اندفاع عفوي كمي الى قوة نوعية ملتزمة وفاعلة لتحقيق هذه الافاق . واذا اعتمدت التحولات الكبرى والانجازات التاريخية التي شهدها العراق خلال سني تجربة البعث مبدأ في تقويم صورة 17 - 30 تموز ضمن امكانات وظروف العمل الثوري . الموضوعية والمتاحة , حق لمناضلي البعث ان يفخروا بحملة العطاءات الكبيرة التي حققتها الصورة على مختلف الاصعدة . فتاريخية أية حركة تعود إلى مقدرتها على الاستجابة للواقع الحي وضروراته الموضوعية وهي في وطننا الوحدة والحرية والاشتراكية ، وإلى القدرة على التفاعل الدائم مع متطلبات هذا الواقع بكل ديناميكية ، وصياغتها قوانين اجتماعية لأنه يستحيل الوصول إلى هذه المرحلة الناضجة من العمل الثوري والتصدي لمهمات التحويل القومية والاشتراكية الكبرى بعقلية متخلفة قاصرة . وفي سياق عملـية التوالد النضالي في الحزب ومواكبة المتغيرات والظروف النضالية في المجتمع العربي التي استدعت تغييراً إستراتيجياً في وسائل النضال بما ينسجم وضروراته الموضوعية المستجدة. خاصة وان حدة الهجمة الامبريالية الصهيونية العنصرية الطائفية على امتنا العربية تتصاعد مستهدفة كما هو معروف احكام سيطرتها وتعزيز مواقعها في اجزاء الوطن العربي.. لقد كان حزبنا احد أبرز القوى الاساسية في الوطن العربي وربما اولها التي وعد اهداف الامبريالية والصهيونية الطائفية وحذر من مخاطرها وعمل وناضل وما يزال في هذا الاتجاه وهو يقود الجماهير . لذلك نقول أن مايتعرض له الحزب ومناضلوه من ضغوط سياسية وعسكرية واقتصادية ما هو الاجزء من الضريبة التي يدفعها الحزب ومناضلوه وجماهيره من اجل الهدف النهائي وهو تحرير الوطن وحرية جماهيره ووحدتها . ان النضال الذي يخوضه البعث ومناضلوه على مختلف الصعد وفي جبهات متعددة يكشف باستمرار عن وحود طاقات هائلة لدى الجماهير ويبرز مجالات عطاء واسعة لديها . اذن حزب البعث العربي الاشتراكي في خضم نضال دؤوب ومستمر من اجل تحقيق الاهداف التي بلورها الحزب وصاغها والتزمت الجماهير بالنضال من اجل تحقيقها . ومن اجل تقويم نضال حزب البعث العربي الاشتراكي في العقود الماضية ومنطلق لتحديد المهمات وتعين التوجها لمرحلة قادمة ليست أقل صعوبة او ابسط تعقيدا من المرحلة التي نعيشها الان .. ومن الطبيعي ونحن نعيش مرحلة – الاضطراب – في واقعنا العربي وقبل كل شيء ان نوضح السمات العامة لوضعنا ولواقعنا الراهن بغية تحديد المهام الاساسية والتوجهات الرئيسية لنضال البعث . من اهم سمات عمل البعث وفكره:

1 - اعتماد حزب البعث العربي الاشتراكي العلمية والثورية اساسا عقائديا تتطور بالاستناد الى الية المسيرة النضالية للبعث . اعتبرت من السمات الاساسية لحزبنا تجعل منه حركة تعبر عن واقع الحياة التي تحيط به,وتنطلق منه باتجاة وضع الحلول المناسبة لتغير بنيته نحو واقع افضل.

2 - عبر حزب البعث العربي الاشتراكي عبر مسيرته النضالية الشاقة والمستمرة والتضحيات الجسيمة التي قدمها عن الحقيقة القومية التقدمية للامة العربية . هذه الحقيقة التي شكلت في الماضي الاداة لصمود الامة بوجة الغزوات الاستعمارية . وتشكل اليوم اساسا لاستمرار النضال الصلب والفاعل والمتجدد ضد مشاريع التجزئة والطائفية والاطماع الاقليمية .

3 - كان حزب البعث العربي الاشتراكي ومازال فعالا .خلاقا . ترك بصماته الواضحة على كل تغير نحو الافضل في حياة الامة وتاريخها المعاصر .

4 - الحقيقة التاريخية الثابته هي ان نضال حزب البعث العربي الاشتراكي تعد العامل الاهم في - تكوين وصياغة - الوضع النضالي الراهن للامة العربية وفي تشكيل اسس نضال المرحلة المتقدمة لجماهير هذه الامة .

5 - التزام حزب البعث العربي الاشتراكي بالحدس الصادق وبالحس الجماهيري الواعي اسهم في تحقيق الترابط بين الدفاع الواعي عن الوجود القومي والانتماء . فكان المحرك الاساس للتضحيات والنضال من اجل خلاص الامة .

6 - واجه حزب البعث العربي الاشتراكي عبر مسيرته النضالية - ذاته - وواجه بالتحديد العقليات المتامرة والمرتدة التي ابتلى بها وفي كل مرة يعيد البعث نضاله وفق المسار الصحيح بعد التخلص من تلك الادران والعاهات التي علقت به . وهذا ليس - وهنا او مثلبا - في البنية الحزبية بل هو تعبير عن حيوية الحزب وفاعليته وقدرته على تجاوز الصعاب .

7 - عندما يواجه حزب البعث العربي الاشتراكي الامبريالية والصهيونية والطائفية والعنصرية والشعوبية بهذه القوة وبهذا العزم فانه لا يمتطي – المستحيل - بل يعني انه اكتشف امكانات هذه الامة وقدراتها وبوابها ضمن الاطر الصحيحية الهادفة وجندها باتجاه خلق واقع عربي موحد متقدم ومستقل .

8 - من السمات المهة التي جسدها حزب البعث العربي الاشتراكي هو امتلاكه القدرة على التخلص من كل العوائق التي تمنعه من القيام بدوره الكامل في مسيرة هذه الامة . حتى ولو كانت تلك العوائق موجودة في داخل التنظيم الحزبي نفسه.

9 - قدرة حزب البعث العربي الاشتراكي على ( الاكتشاف والتوظيف ) جعل منه الطليعة الواعية لجماهير هذه الامة وقائدا لنضالها . وهذا ليس امتياز بقدر ماهو ارتباط واقي بين اهداف البعث ومسيرته النضالية وتصديه المستمر لمصاعب وعراقيل وتحديات هذه الامة .

في هذا الاطار الشمولي لنضال حزب البعث العربي الاشتراكي الراهن والمستقبلي في التصدي للتحديات الجديدة التي تطرحها مرحلة – الاضطراب – لابد من تحديد المهمات الجديدة للمسيرة النضالية .

- المهمة الاولى : التي تشغل بال الجماهير وطلائعها الثورية في مجال التوازن الاستراتيجي مع القوى الامبريالية والصهيونية والطائفية .

- المهمة الثانية : هي تاكيد وحدة الجماهير العربية وبقاء فكرة الوحدة العربية حية في النفوس لكون اعداء الامة يحاون قتل الشعور الوحدوي لجماهير الامة .

- المهمة الثالثة : هي الاستمرار في النضال وفي خلق الظروف الملائمة لدعم فعاليات المقاومة بكل اشكالها على كل الصعد من اجل تجاوز الصعاب والعوائق .

- المهمة الرابعة : تطوير وسائل النضال وفق المتغيرات على الارض والواقع ووفق التطورات التكنولوجية ورفع فعالية الحماس لدى الجماهير والقضاء على الياس والامباة في النفوس.

ان مجرد طرح هذه المهمات يعني قابليتها للتحقيق وكذلك قدرة حزبنا على تحقيقيها على ارض الواقع .

البعث حركة عقائدية ثابتة :
الحقيقية التاريخية تؤكد ان نشوء حزب البعث العربي الاشتراكي كان رد طبيعي على ماتعانيه الامة العربية من واقع مريض . فحرك هذا الواقع طليعة الامة المتمثل في حزب البعث العربي الاشتراكي ليؤكد ان العرب امة واحدة ولها الحق الطبيعي ان تحيا في دولة واحدة حرة في توجية مقدارتها وامتلاك سيادتها على ارضها . لذلك أعلن البعث عن قومية أهدافه إذ رفع شعاره الثابت والدائم. "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، واعتبر الوحدة العربية الهدف والمبدأ الأساسي، مما يعطي الحزب بعده القومي في شعاراته ومبادئه ونضاله، ويعالج الحزب السياسة القطرية وفقا للمصلحة القومية العليا، وقد عمل، ولا يزال في مسيرة نضاله على ترسيخ مبادئه وأهدافه وشعاراته وعقيدته التي تعتبر تجسيداً لحاجات الجماهير العربية المتطلعة فعلياً لبناء وحدتها من حيث القوة والقدرة على الخروج من حالة التجزئة والتشرذم والضعف التي تعيشها معظم أقطار الوطن العربي، مثلما ركز الحزب على النظرية القومية الاشتراكية، فجاء هذا التركيز معبراً عن تجذره في الوعي القومي العربي المتجدد والمتطور، مما يدلل على أصالته، وعليه فإن البعث في نظريته القومية يؤكد وجهاً جديداً عصرياً واستجابة واعية للواقع العربي، كما أكد على وحدة مصير الأمة في مواجهة التحديات الكبرى التي تتعرض لها، مما يتطلب توحيد جميع إمكانات الأمة، وحشد طاقاتها البشرية والاقتصادية والعسكرية لمواجهة هذه التحديات. ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو – الاداة الثورية – التي سعت وتسعى الى تثوير وتغير الواقع بما ينسجم وطموح الجماهير وتطلعاتها الى تحقيق الغايات المنشودة في الوحدة والحرية والاشتراكية .

البعث حركة تاريخية صادقة :
منذ ان وجد الناس وبدأت الحضارة وامتنا العربية تؤدي مهمتها الانسانية هذه عبر حركة تاريخية متكاملة مضمونا شكلا وسيرورة تطورية في محتواها شملت الحركة التاريخية للامة كل انواع العطاء الانساني ثقافة ووعيا وعلما وادبا . وفي شكلها اتخذت الحركة اساليب متعددة لكنها متكاملة في التوجه نحو الهدف , لذلك نشأ حزب البعث العربي الاشتراكي في وسط الحركة الجماهيرية واستقى فكره وممارسته وكل اشكال نضاله من ينبوعها الذي لا ينضب. وفي خضم النضال الطويل وفي مواحهة الاخطار الجسيمة والتحديات الكبيرة ، ومن صلب معاناة جماهير امتنا العربية انبثق حزب البعث العربي الاشتراكي , فوجد المواطن العربي فيه التعبير الصادق عن امانية . وشكل التلاحم المستمر بين الحزب وجماهير امتنا العربية واحدة من اهم سمات حزب البعث العربي الاشتراكي. ان الاستعراض المتاني لمسيرة الحزب النضالية يقودنا الى تسجيل العديد من التحولات الهامة التي غيرت حذريا بعض جوانب الحياة والزاقع العربيين وطبيعي ان لا تكون مسيرة حزب البعث العربي الاشتركي كلها انجازات ومكاسب في حياة الامة والجماهير . فالنضال كثير ما يصطدم بمصاعب نوعية تكون نتاجا لحالات .

1 - قصور الوعي القومي بسبب عدم تجاوز الحدود القطرية الضيقة الى الفضاء القومي.

2 - استشراس القوى الاستعمارية الصهيونية والمشاريع الطائفية العنصرية .

لذلك فان مسيرة نضال حزبنا مثل ما سجلت انتصارات قومية نفتخر بها ايضا تعرضت الى بعض الاندحارات المؤقتة – وهذه سنة الحياة والتطور - غير ان المهم في الامر وخاصة في المرحلة الراهنة من نضال حزبنا هو ان نستنبط انجع الوسائل الفكرية والسياسية لمواجة التحديات المفروضة علينا . وان نعمل بشكل مستمر على تعزيز قناعات جماهيرنا العربية الواسعة بمشروعية ومصداقية الاهداف التي نناضل من اجل تحقيقيها . وليس من شك ماتعرضت له تجربة البعث في العراق من تامر وتحدي عام 2003 شكل وهن كبير في المسيرة غير ان شروع الحزب واستلام زمام قيادة المقاومة العراقية والعربية شكلت نقلة نوعية للانسان العربي بشكل عام والعربي العراقي بشكل خاص من واقع الاستكانة والهزيمة الى واقع ينبض بالحياة والحركة والنضال والتطلع الى المستقبل . حيث اصبحت المقاومة العراقية الباسلة وبفضل قيادة البعث رقما هاما وصعب في معادلات الجارية على الواقع العربي.

البعث في مواجة التحديات :
لقد برهنت الاحداث الاقليمية والدولية على ان الوطن العربي بشكل عام والعراق بشكل خاص لم تعد كما هو ما قبل احتلال العراق وتدميره . بحيث اصبح (( الوطن العربي والعراق )) - قضية - ولعل هذه السمة هي التي ميزتها في هذه المرحلة . الثابت هنا هو ان الكثير من القضايا والتحديات التي برزت نتيجة التغيرات والتحولات الدولية والاقليمية التي هزت العالم . وفرضت على العديد من الايديولوجيات والسياسات بما يواكب المستجدات الدولية ويتاقلم معها . وان كان من الضروري لحزب البعث العربي الاشتراكي ان يستوعب الجديد ليتجنب اضراره المحتملة على المسيرة النضالية . – فان ذلك لا يعني ولا يجب ان يعني بأي حال من الاحوال التراجع عن قيم الحزب واهدافة - . ان عظمة البعث تكمن في قدرته على التعاطي المتكافئ مع المتغيرات الدولية دون المساس بمبادئه وقيمه وعقيدته . ان امتنا العربية تخوض اليوم صراعها القومي الشاق في ظروف دولية واقليمية صعبة ومعقدة وتشابك في المشاريع التامرية والاطماع التوسعية فهي تواجة تحديات مصيرية خطيرة بسبب ما نجم عن المتغيرات الدولية من نتائج صب اكثرها في خدمة الكيان الصهيوني والاطماع الايرانية الفارسية . وفي خضم هذا الواقع تبرز حنكة البعث ودوره البارز في استلهام الرؤى والحلول التي تحافظ على زخم النضال والتواصل الثوري بين قيم واهداف حزبنا العظيم ومشروعه القومي المستقبلي. لاشك ان تحديات الساعة تفرض نضالا مريرا على رفاقنا البعثيين لتجاوز المحنة التي نعتقد انها مؤقتة واننا نملك من المقومات ومن الايمان والتفاؤل ما يجعلنا نثق باننا لابد منصرون عليها. واذا كان هناك من مستلزمات للانتصار على مثل هذه الحالات الطارئة فان حزبنا الذي يتولى حماية نضال الامة وقضيتها ويملك ثقة الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي لابد قادر بما يمتلكه من مقومات وقدرة على متابعة المسيرة النضالية ورسم معالم المستقبل العربي المشرق.
 





الاحد ٢٧ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة