شبكة ذي قار
عـاجـل










أقرت هيئة الأمم المتحدة أن يكون يوم التاسع والعشرين من نوفمبر هو يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني ، تكفيراً عما جرى لفلسطين والفلسطينيين بغرس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ، وتشريد الفلسطينيين من بيوتهم ونهب ومصادرة أراضيهم من قبل الكيان الصهيوني ، الذي مثل أكبر جريمة إنسانية على مدى التاريخ ، أن يقتلع شعب من وطنه ليحل مكانه غرباء تحت وهم هلوسات دينية لا صحة لها على الاطلاق .

في هذا اليوم نرى العديد من دول العالم من يحيي هذه المناسبة بندوة أو ورشة عمل أو مسيرة أومهرجان وما إلى ذلك من نشاط في هذه المناسبة ، وحدها المنطقة العربية من لا علم لديها ولا خبر في هذه المناسبة ، بسبب ما أصاب العرب من تمزق وتدمير وغزو امبريالي صهيوني فارسي مجوسي ، أنهى دور بغداد ودمشق والقاهرة حواضر الأمة ومجد نهضتها ، ما أدى إلى ضياع شعار الأمة "القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية " بحكم إنشغال كل شعب بقضيته الخاصة ، فبات لكل شعب قضيته التي لا تسمح له بالتفكير خارج حدوده القطرية ، فقد بات للعراقيين قضيتهم وللسوريين قضيتهم ولليمنيين قضيتهم ولليبيين قضيتهم وهكذا ، والمتمعن في كل ذلك نجد كل المستفيدين من هذا الوضع المأساوي هم أعداء الأمة ، وأن من يتحمل الجزء الأكبر فيما يجري في العواصم العربية الأربعة على الاقل هو ما يقوم به نظام الملالي في طهران، خدمة لاسيادهم في واشنطن وحلفائهم في تل ابيب تحت غطاء ديني طائفي مقيت ، مزق الأمة ودمر بنيتها التحتية وشرد شعبها لتقاسم النفوذ مع الكيان الصهيوني .

ما من شعب عانى من ويلات الاحتلال بأقسى مما يعاني الفلسطينيون ، وما من شعب قدم تضحيات بأكثر مما قدم أبناء فلسطين في الداخل والخارج ، وما من شعب خانته قيادته بأكثر مما خانته قيادة منظمة التحرير وعمودها الفقري منظمة فتح والتي تعقد مؤتمرها السابع اليوم ، لتكريس التشرذم والإنقسام وبمزيد من التبعية للعدو الصهيوني ، فجميع الأجنحة المتصارعة في هذا المؤتمر تتسابق من يقدم الولاء والطاعة للمحتل ، فهل يعقل هذا ؟ ، إذا كنا نشتم وعد بلفور في مناسبة صدوره من كل عام أنه اعطى فلسطين وطناً قومياً لمن لا يملكون ، فما فعلته منظمة التحرير في اوسلو أسوأ بكثير مما فعله بلفور ، فذاك استعماري وهو عدو ، أما هؤلاء فقد أوهموا الناس جميعاً بأن ثورتهم إنطلقت لتحرير كامل فلسطين ، ومع تقديرنا واحترامنا لكل الشهداء الذين سقطوا على هذا الطريق ، وكل المناضلين الاسرى في سجون الاحتلال ، إلا أن ما فعلته القيادة في أوسلو قد داس ليس على دماء الشهداء ومعاناة الاسرى فحسب ، بل وعلى نضالات الشعب الفلسطيني ، وعادت القضية بأكثر من خمسين سنه إلى الوراء .

نعي تماماً أن قضية فلسطين قضية الأمة والمتآمرون عليها تخلوا عنها في مؤتمر الرباط تحت شعار أن منظمة التحرير الممثل الشرعي لشعب فلسطين ، ولحسوا ما خطه الشهيد صدام حسين بقلمه ، " الممثل الشرعي في الوحدة والتحرير " ولكن هؤلاء الذين كانوا يلهثون وراء السلطة قد أجازوا لأنفسهم أن يبيعوا فلسطين كل فلسطين للعدو الصهيوني ، وأن يقيموا إدارة في مناطق حددها الكيان الصهيوني وتحت حرابه ، فعادوا للداخل خدمة للاحتلال ويمارسون القهر والذل والعبودية لشعبهم في ضوء ما يصدر إليهم من تعليمات صهيونية .

الصراع في فلسطين صراع وجود لا صراع حدود ، وهذا يعني أن لا بديل عن المقاومة على اعتبار أن شعب فلسطين رأس حربة يقلق على الصهاينة امنهم واستقرارهم ، حتى يقيض الله لهذه الامة من يوحد شملها ويقوم على تحريرها لفهمنا العميق أن الصراع ليس فلسطينياً صهيونياً ، بل صراع عربي صهيوني ، فما وجد الكيان الفلسطيني على أرض فلسطين إلا ليعيق تقدم الأمة ونهضتها ، ويمنع قيام دولتها على أرضها من المحيط الاطلسي حتى الخليج العربي .

نعم لا بديل عن المقاومة بكل أشكالها وأنواعها ، ولا بديل عن دعم صمود شعب فلسطين في الداخل ، فهؤلاء هم رأس الحربة التي تحتاجها الامة عندما تجيء ساعة التحرير ، قد يقول قائل وكأنك لا تبصر ما أصاب الأمة ، فأجيب وكما قال رسولنا الكريم ” الخير فيّ وفي أمت إلى يوم القيامة " أو ليقرأ التاريخ فقد كان العرب في زمن الحروب الصليبية أسوأ من اليوم بكثير ، وقد قيض الله لهذه الأمة من يوحد شملها ويكنس الوطن العربي وفلسطين تحديداً من مرتزقة الصليبيين ، فقط نحتاج إلى الثبات على الموقف ، ولا نفرط بحقوقنا ، ولا نقدم التنازلات لعدونا في التطبيع أو في الحلول الاستسلامية ، وبأي شكل من أشكال التعاون معه ، وليكن ديدننا أن صراعنا طويل ، لأن عدونا يمتلك من الامكانيات والدعم الكثير ، فصراعنا ليس مع هذه الشرذمة في فلسطين ، بل مع الامبريالية والصهيونية ، وكل المتصهينين من عرب ومسلمين .

dr_fraijat45@yahoo.com





الاربعاء ٣٠ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة