شبكة ذي قار
عـاجـل










ثمة ثوابت هي مستوى الحقائق ,تشكل الاساس في تحليل واقع ومستوى الاداء النضالي المستمر لحزب البعث العربي الاشتراكي . وهي بمثابة المفاتيح لتقويم ما هو موجود .؟ واستخلاص الصيغ التي يجب أن يكون - نضال البعث - في المستقبل بدا من لحظة الحاضر.؟

أولا : حالة المقاومة والجهاد التي تشهدها ساحات المنازلة بين البعث وجماهيره منذ احتلال العراق عام 2003 . او حتى ماقبل ذلك بدا منذ انطلاق المشروع الفارسي التوسعي المتمثل في عام 1979 عندما تم احلال الخميني بدلا من شاه ايران والشروع في الحرب العدوانية التي قادتها ايران على العراق. هذه الحالة التي أمنت ظروف النضال وشروطه . وارست قواعد راسخة في الواقع العربي . بمقدار ماقدمت صلابة مقاومة البعث من عوامل نمو وتطور للمسيرة النضالية على الصعيد القومي و ليس لحركة المقاومة العراقية فحسب . وفهم من اشتداد وبطولة المقاومة البعثية على أنه ثبات في الموضع والاداء معا. ولامست هذه الحالة حد الوهن والضعف التي كانت سائدة في الواقع العربي والتي تبدت مظاهره في تميز المقاومة العراقية ونضالها وجهادها.أن حالة ما نستطيع ان نطلق عليه بـ (( المقاومة البعثية )) التي هي البيئة اللازمة للتفتح والتطور والانتصار اذا ماتوفرت لها ادوات متجانسة معها سيما في مستوى القيادات العليا والادنى .

ثانيا : المستوى الشمولي المتقدم لـ ( ظاهرة القيادة المجاهدة )) في البعث ممثلة بالرفيق المجاهد عزة ابراهيم ومعه قيادة الحزب القومية . هذه القيادة قدمت مشهدا متكاملا وموحدا ومتفوقا من اعادة بناء الحزب بعد عام 2003 والقدرة المتطوره لقيادة فصائل المقاومة العراقية . ولاول مرة في تاريخ الوطن العربي صار كل مواطن عربي يشعر بوهج المقاومة العربية وسعادة الموقف النابع من الاصرار ونزعة الاطمئان على النصر وتحقيق الاهداف . وكان مطلوب من مناضلي البعث وجماهيره وانصاره أن يغتنوا ويغنوا باعتبارات مارسته هذه القيادة من قيم وقواعد وحالات نضالية عظيمة . لكن الخلل تسرب من جديد الى مستوى ونوعية اداء بعض القيادات بعد ان تداخلت صفحات الواقع وظهور مشاريع وحالات اسهمت في ذلك تعميق الخلل. و التي من مظاهر ه مايلي :

- ظهور الفرق الواضح بين ظاهرة القائد والقيادة , ولابد من الارتقاء المطلوب عند القيادات ومناضلي البعث ومجاهدي المقاومة بالاداء والدور والتفعيل والابداع .بعد ان تسربت حالة التراخي والمراوحة في المكان . سيما ان الغطاء النضالي والسياسي والعملي مؤمن تماما من خلال ظاهرة ( القائد والقيادة )) المتمثلة بقيادة الرفيق عزة ابراهيم ورفاقه في القيادة القومية .

- تراجع حالات (( المبادرة)) لتفسح الدور امام النزعة (( المظهرية )) التي تعتمد التغني والتضخيم والتفخيم .

- استمرار بعض مناضلي البعث خاصة في بعض القيادات من التعامل مع المسؤولية النضالية على انها (( امتياز ذاتي )) فاكتفوا بذلك .

- حدثت حالة جنوح لدى بعض مناضلي البعث نحو الهامشي على حساب الجوهري . ونحو التكتيكي على حساب الاستراتيجي .ونحو الركود على حساب المبادرة النضالية .

ثالثا : تجسدت هذه الحالة في (( الحالة السلبية )) التي آل اليها الواقع العربي والتي تتمثل عناوينها الاكثر خطورة في التوجهات التالية :

1 - سيادة النزعة القطرية والانغلاق عليها واعتبارها على انها واقع وتبنيها على انها معيار لسلوك الافراد والمجموعات البشرية والمنظمات الجماهيرية .

2 - شهد الواقع العربي تعميم حالات الاحتراب والاقتتال والقطيعة والارتهان للاجنبي والتفريط بالحق العربي والثروة والارتماء في المشاريع الاجنبية ذات الصبغة الطائفية والعنصرية والشعوبية .

3 - التسابق لكسب ود الاجنبي والارتماء في احضانه بحثا عن الامان السياسي .

4 - انعكاسات هذه الحالة السلبية على حركة المقاومة العربية بشكل عام والمقاومة العراقية بشكل خاص بحيث صارت ملزمة بتوطيد موقفها من هذا الضياع . وصارت تناضل بذاتها لتجاوز الانتكاسات في الواقع العربي .

رابعا : تمثلت هذه الحالة بـ (( المتغيرات الدولية )) التي داهمت الساحة العالمية وحطمت منطق ما كان , وغيرت وبدلت تبعا لهوى ومصالح القوى فيها, هذه المتغيرات التي تعني :

1 - القوة – السرعة – التسارع – تحرير التجارة الدولية – الانترنت – التكنولوجيا – الاستراتيجيات السياسة بعيدة المدى , القطب الواحد .

2 - تلازم القوة الاقتصادية مع القوة العسكرية .على قاعدة القرار السياسي .

3 - من هذا المناخ الدولي حصلت بعض المشاريع العدوانية للامة العربية ولحزب البعث العربي الاشتراكي على ادوار مهمة منها المشروع الامريكي الصهيوني والمشروع الفارسي الصفوي .

ذلك كله اضاف ابعادا ومهام جديدة حيوية امام حزب البعث العربي الاشتراكي . واذا كانت المقاومة والجهاد وادارة صنع القرار المقاوم والتعامل السياسي لدى قيادة البعث العظيمة قد ظهر مصونا وبارعا وقويا بحكم ماينجز في هذا المنحى النضالي من خلال دور الرفيق الامين العام للحزب ورفاقه في القيادة القومية . فان المهام والمساحات والاضافات التي تشق العالم الجديد لم تجد صداها الكافي أو مداها الملبي في مستويات بعض القيادات الادنى . الامر الذي أدى الى استنبات عامل اخر من عوامل ضعف الاداء النضالي في الحزب.

ان العوامل الاربعة هذه افترضت ضمنا وحكما أن يتحرك معيار التقويم في الاداء القيادي والنضالي تحت مظلة عنوانين هامين :

أ - في الحياة الحزب الداخلية والسياسية وفي نضال المقاومة العراقية صارت (( القيادة والقائد )) هو المقياس. وهو القاعدة للتاسيس من جهة , وهو السقف السامي لمدى الانجاز والنضال والتطور من جهة اخرى . لذلك نشهد اهتمام القوى المعادية من اعلان معادتها لشخوص قيادة البعث .

ب - ان ابعاد المقياس النضالي قد تفجر الى ابعد مدى فصارت - المقاومة البعثية - محط انظار وامال لكل ماهو قومي ومصيري . ولحظة التعويض عن كثير من الانهيارات العربية المجانية .

يحق لنا في هذا السياق ان نفرد نقاطا خاصة في مستوى القيادات الحزبية . فالحوب هو قائد المقاومة والجهاد والنضال , وهو التنظيم السياسي الاكثر فاعلية ونظافة , وعلى وجوده ومسار نضاله ومدى قوته تتوقف خيارات الامة , فما دام البعث بخير فالامة بخير . وفي جوهر التقدير المناط بالمنظمات الحزبية فان الثغرات التي وجدت موقعا لها محدودا او معمما يمكن التاشير عليها بالحالات التالية :

1 - التراجع النسبي بالمعنى الطليعي المتقدم الذي يعني الفاعلية الاهم . والادء الاعلى , والسلوك الاصفى في حياة الحزب الداخلية . الى مرحلة الاداء النمطي والتفاعل احادي الجانب.

2 - تراجع دور المنظمات الحزبية . وتساوى الموقعان القائد والمقود . واثر بعضهم المصلحة والسكينة على حساب الفاعلية والدور القيادي النضالي .

3 - الانكفاء والجمود في بعض فترات النضال وتحول العمل النضالي الى صيغة من صيغ الترف وعدم التاثير والامبالاة . والتخوف المستمر , والتي لا تصلح مع اسس المقاومة والنضال القائمة الاقتحام والشجاعة .

4 - ضعف روح المبادرة والابداع وتجنب نزعة التطوير والتفعيل . فالانتماء في البعث قائم على روح النضال الطوعي الطليعي وهذه الروح الوثابة هي التي تؤمن فعل نضالي خلاق لمسيرة البعث .

نقول ان البعث ومقاومته امل هذه الامة التي تتوفر فيهما شروط الانتصار والعمل القيادي النضالي التي من سماتها الخبرة – والفاعلية – والثقافة - والنظاف بالمعى المادي والاخلاقي - والجراة –والشجاعة . والانتفتاح على تجارب العالم –والثقة بالذات - القدرة على التجديد والتطوير واشتقاق الاساليب الناجحة –واعتماد المبادرات الخلاقة . ان ضخ اخلاقيات النضال الثابته وموصفات العقلية المتفتحة المعاصرة في مستويات العمل الحزبي , ولايمكن انجازه الامن خلال الادوات التي تتحص بهذه الاخلاقيات وتجيد التفاعل مع حقائق العصر . اخذين بنظر الاعتبار اننا في سباق مع الزمن . وفي مرحلة كهذه لن يكون بمقدر احد انكفاء او الانغلاق . واخلاقيات التكنولوجيا تكاد تكتسح العالم .





الاربعاء ٣٠ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة