شبكة ذي قار
عـاجـل










تشكل مسالة الشخصية في التاريخ ابرز القضايا السياسية والاجتماعية في الفكر المعاصر, وتعتبر سجال دائما بين علماء الاجتماع والسياسة .

وعلى مر الازمان الانسانية انجبت عظماء وشخصيات لهم بصمات على صفحات التاريخ تذكر على الدوام . وقد عبر العالم الالماني ( ماكس فيبر ) من خلال حديثه عن مفهوم " الكاريزما " وتحليله العلمي لهذا المفهوم .. الذي يعني توفير سمات متعددة في انسان واحد يعطيه القدرة التي تمكنه من تحسس أهداف الجماعة وأمانيها .ويصبح القائد المنصف والمنقذ بتلك السمات أداة التغيير الاجتماعي والحركة الاجتماعية . وهو العنصر المحرك في التغيير باعتبار القائد الملهم هو الذي :

1-يستطيع جذب الجماهير الى صفه.
2-يستطيع التاثير في الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي يعيشة المجتمع .
3- تحلية بنظرية علمية وايمانه بمبادئ واهداف الجماهير وقدرتهم الخلاقة .
4-مقدرته على التعلم من الجماهير لا تعليمهم فحسب وتطبيق ذلك على الواقع بابعاد ثورية تقدمية نضالية .

والشخصيات البارزة الذي يميزهم في عصورهم المختلفة كانوا جميعا يعيشون مصالح زمنهم وشعوبهم ويسهمون مساهمة حية في النضال ويقفون الى جنب هذا الحزب أو ذاك ويناضلون هذا بالكلمة وذاك بالقلم واخر بالسيف جنبا الى جنب في معركة التطور الواحد . وتاسيسا على ذلك فالامر طبيعي ان يكون للشخصيات البارزه دور مهم في التاريخ وتتضح طبيعة هذا الامر عندما يكون الفرد منبثقا من الجماهير ملتحما بها ويتميز بخصائص تعكس مصالح واهداف الجماهير من خلال الالتزام بكل مقوماته .. ولا يختلف اثنان على أن الدور التاريخي للرئيس الشهيد المناضل صدام

حسين يرتبط في نطاق المسيرة النضالية لحزب البعث العربي الاشتراكي من جهة وبتاريخه النضالي الشخصي من جهة اخرى . وفي مختلف مراحل المسيرة لنضال البعث وعلاقته مع الجماهير ومصالحها والامه ونهوضها كان لابد من وجود – قائد - لتلك الجماهير . واننا نعي جيدا ان تجارب الشعوب المتعددة اعطت دور القائد دورا بارزا مهما في قيادة مرحلة من المراحل وان كان ظهور القائد قد يكون مصادفة من المصادفات الا أن ممارسته لدوره تدخل في تاريخ الشعوب. واستنادا لما تقدم فان الشعب العراقي بشكل خاص و الشعب العربي بشكل عام وكذلك حزب البعث العربي الاشتراكي راى ان المرحلة التي تمر بها الجماهير العربية بحاجة ماسة الى وجود قائد يلتف حوله الشعب . وهنا يقول الرفيق القائد المؤسس ميشيل عفلق (( من الواضح ان الحزب وبعد النكستين اللتين مني في ردتي تشرين وشباط كان يشكو من فراغ قيادي كبير. وقد لاحظت صفات الرفيق صدام القيادية في المؤتمر القطري في ايلول من عام 1963. إذ كنت أراه لأول مرة، وسمعته يوجه النقد الصارم للقيادة القطرية في ذلك الحين.وبعد سقوط ثورة رمضان إستدعته القيادة القومية لدمشق لتكليفه بإعادة تنظيم الحزب بالعراق لقد برهن الرفيق صدام

أنه مستوعب لدروس النكسات الحزبية واختط أسلوبا في العمل يعيد للحزب تماسكه وقوته وطموحه. وبما أن الحزب هو
حزب البعث، أي حزب الثورة العربية، حزب الوحدة، فكان من الطبيعي أيضا أن تكون الهموم القومية قد إنعكست على تفكير الرفيق صدام وتجربته الحزبية. ويكفي أن أشير إلى أن ثورة 17-30 تموز حدثت بعد هزيمة حزيران وجرح الهزيمة لم يزل حارا.وفي هذا دروس بليغة لمن كان مثله مؤهلا في الوعي والإرادة ليهيئ نفسه للدور القيادي القومي حيث ترك غياب عبدالناصر فراغا كبيرا . فالواقع الحزبي والواقع القومي كانا يستدعيان ظهور قائد يسد ذلك الفراغ ))

ان القائد صدام حسين شخصية دخلت التاريخ . ومارس الدور التاريخي الذي انعكس بشكل او باخر على تاريخ شعبنا العراقي والعربي معا وضمن مرحلة امتنا العربية المعاصرة . فتاثير الشخصية النضالية للرئيس الشهيد في مسيرة التاريخ مسالة تتبلور من خلال التعبير الواضح عن الحاجات الاجتماعية للجماهير ومن خلال انصهارها باهداف ومصالح الجماهير . وكما اشرنا سابقا العظماء من خلال نضالهم سواء اكان بالكلمة بالقلم بالسيف ,فكيف اذا وجدت هذه الميزات از المؤشرات النضالية جميعا في -- مناضل واحد -- وللحقيقية التاريخية نقول ان مجموع هذه المميزات قد توافرت بالرئيس الشهيد المناضل صدام حسين . من خلال فكره ومسيرته النضالية التي ختمها بالشهادة العظيمة . والتي يمكن ان نؤكدها من خلال المؤشرات التالية

اولا:- السمة الايديولوجية الفكرية ( العقائدية )

وقد تبلورت هذه السمة من خلال جملة من المعطيات نذكر منها
أ- نضاله من اجل بناء الحزب واعطاؤها الاهمية الخاصة .. وهذا ما عبر عنه الرفيق القائد المؤسس حين قال ((في كلامي عن الرفيق صدام لا أطلق أحكاما عامة، بل أصف وأحلل حالة خاصة تتعلق بالشخص وبالحزب. والإنجاز الأكبر في مقاييسنا البعثية هو بناء الانسان في جو النضال والنهوض وتفجير طاقات الشعب)).

ب- تاكيد تطوير فكر الحزب واغنائ مبادئه ومنطلقاته النظرية . من خلال العديد من الاضافات الفكرية التي وردت في العديد من الخطب والحوارات والكلمات التي كان يشرح فيها فكر الحزب ومبادئه
ج- التاكيد المستمر ان المبادئ هي الجوهر الاساسي في بناء المجتمع الجديد وانالمسيرة النضالية للبعث تمتلك المؤهلات لقيادة حركة الجماهير .
د- اهتمامه بالمبادرة الحزبية التي تقوي النضال وتعمق خبرة البعثيين ان كان في الحياة الداخلية للحزب او الحياة العامة للدولة .
ثانيا :- السمة الوطنية ( العراقية ))

وقد تبلورت وفق المعطيات التالية
ا-انشأ علاقة حب بين قائد وشعبه وتنم وتتوطت وغدو المهمة سهلة والنفوس مهيأة مرنة متحفزة والعقول متفتحه للتضحية والفداء ومن نتائجها الانصار العظيم على ايران في عدوانها الذي دام 8 سنوات .

ب- علاقة الحب بين القائد صدام حسين وشعبه نتج عنها بالضرورة بناء للإنسان، ولإنسان جديد.

ج- كانت لشخصية المناضل والقائد صدام حسين دور في الانجازات الضخمة والحاسمة لثورة 17 تموز منها تاميم النفط والجبهة الوطنية و المشاركة في حروب التحرير العربية . التقدم الصناعي والاقتصادي ورعاية لمصالح الجماهير الفقيرة الكادحة . تطور التعليم ومجانيته , والتصورات العملية لبرامج التنمية الشاملة بشكل عصري وتقدمي . وحل القضية الكردية وغيرها من المنجزات التي اكدت على الدور التاريخي للمناضل صدام حسين .

د- تعزيز الوحدة الوطنية للشعب

ثالثا :-السمة القومية (( عربيا))
وقد تبلور في المعطيات التالية :
1-المصلحة القومية في كل القرارات والانجازات التي اصدرتها تجربة البعث في العراق
2- المساهمة الفعالة في بلورة دور المقاومة العربية والتصدي للمشاريع المعادية للامه والعمل المستمر على تعزيز العمل القومي المشترك كمرتكز استراتيجي لمواجهة التامر على الامه العربية .

3- الموقف القومي الثابت تجاه القضية الفلسطينية وقضايا الامة الاخور واعتبار القضية الفلسطينية القضية المركزية للامة .
4- الاتمام بالتضامن العربي والتكامل العربي لمواجة الاخطار والتكتلات العالمية والاقليمية واعطائه اهمية من اجل مواجهة الكيان الصهيوني واعداء الامه الاخرين .

رابعا :- السمة الانسانية
تجلى ذلك من خلال اللمسات الانسانية التي ظهرت في القررا ت والانجازات ذات البعد الانساني
وكذلك في الخطب التي تميزت بالوضوح والعمق والتاكيد على مفردات السلام العالمي والتضامن اجل ابعاد الانسانية عن شبح الحروب والارهاب والعمل الجاد من اجل التعايش اسلمي بين شعوب المعمورة

ختاما نقول اذا كان التاريخ يريد ان يسجل نهضة وتقدم حديث وان كان منصفا - فسيذكر - ان هذه النهضة تحققت عل اساسيين
الاول :- ثورة 17-30 تموز ثورة حزب البعث العربي الاشتراكي .
الثاني :- القيادة التاريخية للمناضل صدام حسين والتي جسدها بالشهادة من اجل اعلاء الوطن والامه .
 





الاثنين ١٩ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة