شبكة ذي قار
عـاجـل










الحقيقة أننا أمام قضيةٍ مهمة ( الطائفية ) هذا المرض الخبيث الذي يفتك بجسد الوطن , واقع الحال يفرض علينا مناقشة هذا الموضوع ، وطرح هذه المسألة، والتعامل معها بجديةٍ ومسؤوليةٍ، وصدقٍ إخلاصٍ وحسٍ وطنيٍ غيورٍ، ولو أنها قضيةٌ حساسةٌ ومحرجةٌ، فقد باتت قضية متكررة، وأصبحت متداولة بين عامة الناس والاخطر أنها تناقش من بعض الكتاب والمثقفين , الاختلاف في الرأي والاعتقاد في حدّ ذاته أمر طبيعي ومصدر تنوّع فكري، لكن إذا تحوّل الى خلاف وتعصّب أصبح مصدر شقاق وصراع ضارّين . المهم أن نتبادل الأحاديث بلطف ومودة .

إن الشعب العراقي، كأي شعب في العالم، يتكون من أعراق وديانات ومذاهب متعددة. وقد تعايشت هذه المكونات البشرية والفكرية في البلاد عبر قرون متآخية ومتحدة , على العراقيين أن يدركوا حقيقة تنوع مكونات شعبهم بأن الله خلقهم هكذا، وأن العراقي لم يختار بمحض إرادته أن يكون سنياً أو شيعياً أو مسيحياً أو عربياً أو كردياً...الخ، بل نحن هكذا لأننا ولدنا ونشأنا في عائلات تنتمي إلى مختلف الأعراق والأديان والمذاهب وكلنا ننتمي الى الوطن الكبير الذي اسمه العراق واجدادنا علموا البشرية الكتابة والقراءة وسنّوا أول قانون في التاريخ هذا الذي يجب ان لا ينساه اي عراقي اننا علمنا العالم الحضارة والمدنية .

والمرض الطائفي الذي انتشر بعد الاحتلال الامريكي الصفوي ليس عقائدي أو خلاف مذاهب ولكن لأغراض سياسية بحتة ، وذلك لتعقيدات الأوضاع الداخلية وتدخل الاحتلال وعوامل خارجية مثل ايران الشر . لم يكن الصراع السني - الشيعي فقهياً ، بل كان من صنع سياسيين عملاء ارادوا استغلال أبناء الطائفة لدعم حكمهم على حساب مكونات الشعب الأخرى ولعدم وجود أحزاب سياسية قوية يستند عليها رجال السلطة ، فاعتمدوا على أبناء المذهب وإثارة النزعة الطائفية لخدمة أغراضهم السياسية ...

يعتبر الوضع العراقي الراهن حقيقة وضعا نموذجيا مثاليا للفوضى المقصودة التي عملت الولايات المتحدة الأمريكية على زرع بذورها بين أبناء شعبنا بالتعاون مع حلفائها الإقليميين الطبيعيين الذي يمثل الصفويين ركنا هاما فيه بالإضافة طبعا الى عملاء ايران ونغولها في المنطقة ..

نحن البعثيون وكل عراقي اصيل ارفع من ان نتكلم او نكتب او ننشر تحت اي فيروس او ورم سرطاني يفتك بالعراق .. وحزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي حزب قومي يؤمن بالتعددية والحرية التي لاتتعارض مع الدين الاسلامي وتَكُفل الانسجام بين المواطنين وانصهارهم في بوتقة واحدة، وتكبح جماح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية والإقليمية , بعد ثورة تموز 1968 واستلام البعث قيادة الدولة أخذت الطائفية بالانحسار مع انتشار التعليم والثقافة ونمو الدولة العراقية الحديثة وتطورها إلى حد أن اختلطت ملاين من العائلات عن طريق المصاهرة بين السنة والشيعة والتمييز الطائفي أختفى تماماً ..

آن الأوان لننفض هذا الغبار الغادر المتراكم ونمهد الطريق لنظرة واعية صحيحة لما يجري حولنا . وفرصتنا الوحيدة للنجاة هي في محاربة الطائفية والابتعاد عن الشحن الطائفي وتحميل طائفة كاملة مسؤولية ما يحدث . وعدم نشر الأمور الطائفية والابتعاد عن كل ما يصيب الفرقة الدينية والمذهبية . وعدم الانجرار وراء الأفكار الدخيلة الداعية للتطرف والطائفية الآتية من الحدود الشرقية من الافعى الصفراء في قم وطهران .

نحن العراقيين علمنا البشرية الحضارة الاولى ونعلمهم اليوم كيف يكونوا ثواراً متحضرين ..
‏{ ‏وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‏ }‏‏





الثلاثاء ٢٠ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة