شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

 - تضع الدول العظمى والكبرى أمامها مصدات دفاعية يمكن تسميتها بـ ( Buffer State ) - دولة عازلة، وليس ( Buffer Zoon ) - منطقة عازلة.

 - وتمد دول إقليمية خطوط تحالف لأغراض الأستقواء أو الحماية أو العدوان إيران مثالاً..!!

طبيعة خطوط التوجهات الأيرانية نحو الصين :

وقبل الحديث حول هذا التوجه من المفيد التطرق إلى الوضع الأيراني وكيف تستوي أوضاعه الداخلية وتتلائم أو تتساوق أو تتعادل مع أوضاع سياساته الخارجية، وفيما إذا كان ممكنًا مد خطوط للتحالفات الخارجية في ضوء أوضاعها الداخلية المأزومة لحد الأختناق :

على الرغم من أن إيران تحظى بدعم ( روسي وأوربي وأمريكي وإسرائيلي ) ، إلا أنها تشعر بأعباء ثقيلة، باتت تقلقها أكثر من أي وقت .. وهي الدولة الأقليمية، التي تشهر سياساتها التوسعية ذات الطابع العدواني في المنطقة، دون أن يحاسبها أحد .. لا مجلس الأمن، ولا يحاكمها المعنيون بالقانون الدولي ولا بمباديء ميثاق الأمم المتحدة ولا بنصوص وصكوك المنظمات الدولية، التي تتولى حماية الشعوب أثناء الحروب وحماية الأسرى والسجناء وسجناء الحرب، ومراعات الحالات الأنسانية أثناء وخلال وبعد إيقاف العمليات العسكرية .. فيما تلتزم معظم دول العالم الصمت المريب على إنتهاكاتها وجرائمها ضد الأنسانية ، حتى الدول العربية وجامعتهم التي لم تحرك ساكنًا، إنما تضع رأسها في الرمال، ولم تسعف نفسها بالدعوة إلى ( قطع العلاقات السياسية والتجارية بصورة جماعية مع النظام الطائفي العدواني في طهران .

فما هي تلك الأعباء التي تثقل كاهل إيران وتقلقها ؟ :

1 - كُلَفْ توسعها العسكري على أكثر من ساحة عربية، فضلاً عن كلف إدارة عملياتها الأستخبارية الخارجية، التي لا تتناسب مع قدراتها على الأستمرار في نهج التدخل .. لهذا ، فأن إيران تستعجل في أن يكون لها موضع قدم من خلال المجازر التي ترتكبها في العراق ( الموصل ) وفي سوريا ( حلب ) وفي اليمن ، هروبًا من أوضاعها الداخلية المزمنة.

2 - إنكشاف حقيقة اللعبة الكبرى للأتفاق النووي، الذي كانت إيران تأمل منه إنعاش قدراتها، ليس لترميم أوضاعها الداخلية، إنما لمتابعة تمددها العسكري في ظل ولآية ( أوباما ) .!!

3 - تردي القطاعات العامة في الدولة الأيرانية، الأقتصادية والأجتماعية والخدمية، وإتساع قاعدة الرفض وظهور بؤر إحتجاجات قطاعية واسعة شملت الشباب والنساء على وجه التحديد، وامتدت على المستوى القوميات المضطهدة العربية والكردية والتركية والآذرية والبلوشية والتركمانية، التي تحتج على القمع العنصري والمذهبي الذي يقره ويتعامل به الدستور الأيراني بكل وضوح وصراحة .. فضلاً عن التهتك القيمي والأخلاقي.

3 - ارتفاع معدلات القمع والأعتقالات وأعداد السجناء دون محاكمات ، وتصاعد معدلات الاعدامات، التي طالت كل قطاعات الشعوب الأيرانية، وشيوع ظاهرات بيع الأطفال في الشوارع وبيع الأعضاء البشرية من خلال تفشي ظاهرة المافيات الخاصة بالموبقات والمخدرات والتشجيع عليها ودخول تشكيلات سلطات النظام الأيراني، ومنها الحرس، في شبكاتها وإمتداداتها صوب دول الجوار، ومنها العراق وسوريا وجنوب لبنان حتى وصول خيوطها إلى أمريكا اللآتينية بإفتضاح نشاطات حزب الله .!!

4 - إرتفاع مستويات البطالة وإنخفاض معدلات الدخل المحلي ، يقابله إتساع ثروات الملالي الذين يشتغلون في ( البازار ) ، مع الحرس الذي يعد المتسلط القمعي المستشري بالظلم على العباد والبلاد دون وازع من دين أو أخلاق.

5 - إبقاء العقوبات الأقتصادية سارية بسبب خرق إيران لتعهداتها ، بإضافة عقوبات اقتصادية جديدة تستمر لعشر سنوات أخرى قادمة .

6 - رفض طلبها شراء طائرات الـ ( بوينغ ) من لدن الجهات الأمريكية المسؤولة ، رغم توافقهما السياسي المعروف، وهي محاولة إيرانية لأطلاق سراح أموالها المجمدة تحت ذريعة تجديد اسطولها الجوي الذي بات خارج الخدمة.

7 - شعور إيران بأنها تشارك في جرائم حرب في العراق وسوريا واليمن، وهو الأمر الذي يضعها نفسيًا تحت مطرقة المستقبل القريب وسندان الواقع السياسي والأقتصادي والأجتماعي الراهن في الداخل الأيراني وفي خارجه.

8 - ثقل الشعور الأجرامي الأيراني بإتساع إتجار مخابراتها بالمخدرات وغسيل الأموال وتسويق بضائعها المدمرة لحياة الناس بفعل عدم صلاحيتها وإنتاجها خارج المقاييس المتعارف عليها عالميًا ، خاصة في العراق وموضوع ( الكلور والرز والمعلبات والمواد الغذائية غير الصالحة للأستخدام البشري ، فضلاً عن أكداس هائلة من الأدوية خارج الصلاحية ) مثال على ذلك وتحت إشراف رؤساء أحزاب إيران في سلطة المنطقة الخضراء.

9 - القلق الأيراني الناجم عن إنكشاف الغطاء ( الآيديولوجي ) الذي عملت إيران على تغطية ( إستراتيجيتها ) منذ عام 1979 ، ولم تعد قادرة على تمرير سياقات وأهداف وأدوات فعلها الأيديولوجي صوب أهدافها القومية الأستراتيجية ، التي لم تعد هي الأخرى غامضة أمام العالم.!!

10 - ثقل الشعور الأيراني بعدم قدرتها على تسويق ( ولآية الفقيه ) في المنطقة بعد عمل مضنٍ منذ سبعة وثلاثين عامًا .. هذا الشعور الثقيل ولدَ لديها القلق من فشل روح مشروعها الطائفي.

11 - إيران محرجة جدًا من أوضاعها الداخلية ، الأمر الذي جعلها تحاول حرمان شعوبها من الأطلاع على حقائق ما يجري والتغطية على ما يحدث في العالم ، محاولة منها أن تستمر ( آيديولوجيتها ) الطائفية تروج عبر القمر الصناعي الأسرائيلي ( عاموس ) ، الذي يبث القنوات الأيرانية الموجهة للمنطقة كـ ( العالم – المنار – الميادين ) ، بأتفاق رسمي إيراني - إسرائيلي .. كما أن طهران قد عملت خلال الأشهر القليلة الأخيرة على مصادرة ( 713546 ) من الصحون اللآقطة و ( 923299 ) من الصحون الخاصة و ( 713766 ) من الأجهزة المستقبلة .. وذلك بتهمة العمل غير القانوني المضاد لأمن النظام الأيراني .. سيما وإن أكثر من 60% من الشعوب الأيرانية يستخدمون الصحون اللآقطة – حسب سلطات الملالي - التي صادرت خلال شهرين ( 100 ) ألف من الصحون اللآقطة ، فيما تفرض غرامة قدرها ( 2.800 ) دولار على أي إيراني يمتلك هذه الأدوات.!!

12 - الفشل الأيراني الذريع في تسويق خرافات ملاليها ومرتزقتها على الشعب العراقي الذي بات يدرك بعمق هذه المسخرة القذرة وأغراضها وأهدافها والمستفيدين منها .

13 - الشعور بالقلق يجاري شعور الصلف الأيراني في مسألة تجاربها الصاروخية خلافًا لقرار مجلس الأمن من جهة وأحكام الأتفاق النووي من جهة ثانية .. حيث تمثل هذه التجارب خرقًا فاضحا لا تجاريه سوى خروقات كوريا الشمالية الصاروخية.!!

14 - إحتفاظ إيران بـالمياه الثقيلة ( Heavy Water ) لأغراض تخدم الخط العسكري الخفي الملازم للمشروع النووي الأيراني.

15 - إنتاج وقود نووي خارج الأتفاق لأستخدامات البحرية الأيرانية .

16 - صناعة محركات نووية للسفن البحرية الأيرانية لأغراض التطلع نحو تأسيس قواعد بحرية إيرانية عند السواحل السورية واليمنية .. وهي طموحات في دواخلها تكشف عن القلق من ثقل الأهداف التي لن تتحقق ، كمن تمشي إيران في حقول من الألغام :

أولاً - في العراق حيث ثورة الشعب العراقي، الذي لن يستكين حتى يقتلع النفوذ الفارسي من جذوره وهو ليس ببعيد أبدًا .

ثانيًا - وفي سوريا حيث ثورة الشعب السوري والقيود الروسية الثقيلة التي تحدد طموحات إيران، التي تسعى لتكون في مصاف ما تطمح إليه روسيا - فقد عملت مليشيات حزب الله في الجنوب اللبناني تعاونها مليشيات إيرانية مصحوبة بقوات نظامية سورية ببناء منتجعات ومنشأت عسكرية رسمية بالقرب من مدينة ( يعفور ) ومرتفعات ( الجولان ) .. إلا أن روسيا منعت هذه المليشيات منعًا باتًا من البناء : وهذا يعني ، أن روسيا تمتثل لأتفاقها وتفاهمها مع ( إسرائيل ) حول وجودها العسكري في سوريا من جهة، ووضع مليشيات حسن نصر الله وبقايا جيش دمشق تحت القرار الروسي الصارم، الذي بلغ مستوى التصادم والأشتباك بين قوات روسية وإيرانية من الحرس بسبب وحدة الحرس التي تشكلت من ( الأيرانيين والسوريين ) لحماية رأس النظام السوري.. كما منعت روسيا إيران من تشييد القواعد العسكرية .. وبالمقابل أنجزت روسيا قاعدة جوية عسكرية في ( أخترين ) شمال شرقي حلب معززة بمدارج جديدة لمقاتلاتها وقاذفاتها ومرابض لبطرياتها الصاروخية المتقدمة والمضادة للطائرات - هذا أوردته صحيفة لوفيغارو الفرنسية الأسبوع الماضي - .

ثالثًا - وفي اليمن حيث الثورة اليمنية التي وضعت الخيارات الأيرانية الفارسية الأستراتيجية في دائرة الأدانة وتحت خط التدمير الكامل لهذه الخيارات.

رابعًا - فيما تمدد إيران خيوط إتصالاتها مع حزب العمال الكردي - التركي ( P.K.K ) ، بتقديم الدعم والأسناد .!!

توجهات إيران نحو الصين :

تتقرب إيران من الصين .. فقد دعت ( شانغ وان تشيوان ) وزير خارجية الصين لزيارة طهران يوم 13/11/2016 , والهدف الرغبة الأيرانية في :

1 - زيادة التعاون في مجال الأستخبارات بما يتعلق بمقتربات آسيا وأوربا والشرق الأوسط الأقتصادية والجيو - سياسية .

2 - عرضت إيران شراء مقاتلات صينية ( تشنغدو - ( J - 10 - B ، وطائرات بدون طيار وصواريخ كروز مضادة للسفن والغواصات ، مع ترتيبات طواقم فنية تدريبية .

3 - حصول طهران على ترخيص يجيز لها تصنيع الدبابة الصينية نوع ( 2000 ) و ( 3000 ) .

4 - وقعت الشركة الأيرانية ( مالران ) للألكترونيات الفضائية مع شركة الدفاع والفضاء الصينية ، العام الماضي ، عقدًا لأستخدام مواقع القمر الأصطناعي ( بيدو ) في الملاحة ، وفي مجال القدرات العسكرية والبرامج، التي تم الأتفاق عليها تتعلق ببرامج تصنيع الصواريخ الأيرانية خلافًا لقرار مجلس الأمن الدولي.

5 - تتجه إيران إلى أنظمة تسليح جديدة تتحول من خلالها أو تطور قدراتها الهجومية العدوانية وتعتمد على القمر الصناعي للأستشعار ( N.R.S.S )

 ( National Remote Sensing Satellite ) والقمر الصناعي للأتصالات ( N.C.S ) ، وهي تتطلع لبناء قمر صناعي للأستشعار خاص بها وتتكفل به شركة صينية .

6 - إن العلاقات بين إيران والصين، وخاصة في مجالات الأمن والأستخبارات قد توفر أو تستحصل إيران من خلالها ( الخبرة والتكنولوجيا ) اللآزمة لبناء القمر الصناعي، وخاصة إذا ارتقت مثل هذه العلاقات الى مستوى علاقات ( دفاعية ) مشتركة .. في الوقت الذي تدرك الصين العلاقات التنسيقية القائمة بين إيران وأمريكا بحكم إتفاق الأطار الأستراتيجي المبرم بين أمريكا وبين حكومة الأحتلال في المنطقة الخضراء .!!

يتبع ...





الاربعاء ٢١ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة