شبكة ذي قار
عـاجـل










مرت ثلاث عشرة سنة والعراقيون يدفعون ملايين الشهداء والضحايا والنازحين والمهجرين ثمنا للبقاء والصمود من أجل حفظ عراقيتهم واستمرار انتمائهم الوطني والتشبث بوجود العراق وطنا وشعبا موحدا لهم ولابنائهم واجيالهم الصاعدة.

والحصيلة رغم كل هذه الخسائر الجسيمة ، تتجسد في استمرار المأساة الوطنية القائمة في مطحنة دموية لا افق لها ان ظلت تجارة السياسة والارتزاق لدى البعض من الخونة مم امتهنوا في مهمة تقابل الخدمة الطوعية لاستمرار الاحتلال الاجنبي وتسلط النفوذ الايراني على العراق حفاظا على مصالحهم الخاصة.

والغريب ان كثيرين من هنا وهناك من يدعي "المقاومة" ويدعي لنفسه شرفا او انتسابا لها ، حتى حولها الى سلعة للاتجار والارتزاق السياسي الذي بات مفضوحا للجميع.

وبعيدا عن كل التعاريف السياسية والمتعارف عليها اسمح لنفسي تعريف المقاومة ببساطة الفهم والايمان بها كأي مواطن . فالمقاوم هو كل عراقي مؤمن بوحدة العراق ويسعى الى طرد الاحتلال الاجنبي ايا كان عنوانه ودولته ونفوذه ، واعادة الوطن العراقي السليب الى اهله وامته.

ولكل عراقي مؤمن بخيار المقاومة طاقته وقدرته وسعيه لتجسيد هذه المقاومة المنشودة ، مسلحة كانت، ام سياسية، وكلاهما يتكامل، وبادوات البندقية والقلم والفكر والاعلام والسلوك الوطني النظيف.

ولا يمكن ان تكون المقاومة الا ان تكون وطنية خالصة لله ولوجه التحرير الناجز للعراق، وما نسمعه من نعوت اخرى للمقاومة او الممانعة الا متاجرة بالاسلام والدين والقومية والطوائف.

كل عراقي أصيل مطالب ان يكون مقاوما، طالما انه لم يرتضي ان يرى وطنه العراق مستلبا ومختطفا وضائعا كأرض وكشعب، ايا كان ذلكم العراقي تواجدا من شمال العراق او جنوبه ، داخل العراق او خارجه ، عربيا كان ام كرديا او تركمانيا ام كلدانيا ام اشوريا، وايا كان دينه وعقيدته وايمانه، فتلكم قضية عقدية بينه وبين خالقه واهله وقومه، اما في الحقل المقاوم فان الصف الوطني يجب ان يكون هو الجبهة الوطنية المقاومة بكل وسائلها المتاحة لدى كل عراقي مقاوم دون حدود ومسميات فاصلة بين ابناء الوطن الواحد.

لقد اعترف وتوصل اغلب ابناء العراق بعد كل هذه السنوات العجاف الصعبة والحرجة ان لا مستقبل لهم الا باستعادة وطنهم من مخالب مرتزقة الاحتلال الامريكي وعملاء واتباع الهيمنة الفارسية الصفوية ولا سبيل الا اعتماد طريق المقاومة الوطنية بكل وسائلها، والعمل على بناء هياكلها وجبهتها الوطنية الاوسع بترميم كل صدع تعرضت له والانطلاق من جديد، ذلكم هو الطريق الوطني الاسلم الذي سيفرض هيبة كل مصالحة وطنية او تسوية سياسية، فلطالما امتلك رعاع الاحتلالين الامريكي والصفوي المال والسلاح والسلطة والدعم الخارجي فلا جدوى من امل الخروج بتسوية او مصالحة مع هؤلاء، لا في الافق القريب ولا حتى البعيد .

وما التلميح المعلن والمبطن من ان " الحرب على الارهاب وداعش ستستمر لاربع سنوات اخرى" فان الامريكيين وحلفائهم الايرانيين يعنون ما يقولونه تماما من استخدام " مسمار جحا الداعشي" كحجة لابقاء الاوضاع في العراق محتلا ومقسما ومضطربا، على ما هي عليه الان.

وما على احرار العراق الا اعادة النظر جذريا بكل وسائل الصمود والمقاومة اعتمادا على قدرات ابناء العراق الوطنيين الشرفاء دون اوهام اخرى يسوقها البعض في كواليس الارتزاق السياسي.

لتتجذر في العام 2017 تقاليد العمل الوطني المقاوم بكل وسائلة وامكانياته وقدراته وليعمل الجميع على بناء جبهة الشعب الوطنية المقاومة حتى يتم فرض الانتصار التاريخي لشعبنا.

ا.د. عبد الكاظم العبودي
الامين العام لحركة اليسار التقدمي في العراق
الامين العام للجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق





الاربعاء ٢٨ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة