شبكة ذي قار
عـاجـل










قال الشافعي رحمه الله
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أَحْقِدْ عَلَى أَحَدٍ * * أَرَحْتُ نَفْسِي مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَاتِ

عَلِمْنا وعَلَمَنا ديننا الحنيف قواعد ومبادئ وقيم أخلاقية وغيرها من الصفات الربانية العظيمة والتي أصبحت لمن يتمسك بها ويعمل يهديها هي طوق النجاة ويفوز فوزا عظيما في الدنيا والآخرة ، وان ابتعد عنها وغادرها قد خسر خسرانا كبيرا في الدنيا والآخرة . وتَعَلَمْنا وعلمتنا الحياة ما سار عليه أجدادنا من قيم وطبائع وسلوك هي خزان تراثية عظيمة لأنها تطبيق وترجمة لسلوك ونهج لما تعلموه من القرآن والسنة النبوية ليجسدوا وحدة الفهم والتطبيق ليركب الإنسان سفينة النجاة من خلال كسب رضا الله جل وعلا ورضا الناس كما هي رضا لنفس وراحة البال .

لم يكن احتلال العراق هو رد فعل لموقف او حالة فحسب وإنما هي إستراتيجية لسياسة عدوانية استعمارية للسيطرة والاستغلال والاستعباد ليس للعراق فقط وإنما عربيا وإقليميا ودوليا ، وهذا ما أكدته مجريات الإحداث والوقائع بعد الاحتلال البغيض من قبل أمريكا ومن تحالف معها من قوى الشر والضلالة والخونة والعملاء في ظل صمت وخنوع دولي لمشيئة القوى الغاشمة لتساهم بقصد او بدونه في هذه الجريمة والتي أصبحت وصمة عار في جبين المجتمع الدولي بهيئته وقوانينها التي وضعوها وتخلوا وتنكروا لها في حالة ضعف وجبن وغفوة ، لتعكس هذه الجريمة بآثارها السلبية والمدمرة على كل المجتمع الدولي دون استثناء ولتجعل العالم المستقر نسبيا الى حالة اهتزاز وبركان ليزداد التهديد والتطرف والإرهاب بعد إنهاء دولة العراق بقيادته وحزبه وأن يأتوا بحفنة من السارقين والمجرمين والمطاردين قضائيا ليطلقوا عليهم المعارضة العراقية وهو ما نسميهم الخونة والعملاء ليسلموهم السلطة وتفرض عليهم شروط وأوامر ينفذوا ضد الشعب العراقي وتدميره لأنهم أشخاص شرذمة غير متجانسين ولا متفاهمين ولا أصحاب موقف واحد ولا مصلحة واحدة بل ارتباطات متنوعة ولكنهم اتفقوا وتفاهموا ووحدوا موقفهم في تلك الجريمة .

بعد ثلاثة عشر من الاحتلال وأكثر من عشرة سنوات من فرض العملية السياسية وانبثاق حكومة أركانها يقفون على مفترق طرق وارتباطاتهم منهم الشرقي ومنهم الغربي ومنهم الشمالي ومنهم الجنوبي ولا صلة بقريب او بعيد بالوطن والوطنية وإنما ينفذون ما يطلب منهم حسب جهة الارتباط وكما هي مبنية على المحاصصة وأساسها الطائفية ، أنتجت كل ما يضر بالعراق وشعبه وقدمت كل ما يخدم ويكافأ الأعداء والحاقدين ، وعندما أدرك الشعب بأن الذين يحكمون عبارة عن لصوص وطامعين وذيول لأعداء الشعب ، قرر التخلي عنهم ولا بد من تغيرهم واستبدالهم أي رفع شعار الإصلاح كمطلب متواضع مع هذا لم يستطيعوا إجراء عملية إصلاح بل طافت وظهرت سلبيات كانت بعضها خافية لمصلحتهم ، وعندما دب الخلاف بينهم والموجود أصلا فيهم شعروا ان الأمور بدأت تسير في غير صالحهم بسبب إصرار الشعب على التغير او الإصلاح وإلا سوف يقول كلمته ويتخذ إجراءات تعيد له حقوقه وتصون كرمته والوطن انتفض أركان العملية السياسية وسارعوا بإيجاد حل وإنقاذ أنفسهم أولا والعملية السياسية الطائفية فابتدعوا فكرة المصالحة او ما يسموها التسوية وطرح التحالف الوطني وعلى رأسهم عمار الحكيم خطة او مشروع لذلك رغم أنها فاشلة ولا تخدم الشعب والعراق دب الخلاف والاختلاف فيما بينهم جميعا وراح كل حزب وكتله وسياسي بزيارات مكوكية الى الدول ليكسب تأييدها ورضاها وموافقتها على دعم الخطة متنكرين بل متجاهلين رأي وموافقة صاحب القضية وهو الشعب العراقي الرافض لكل عملية ترقيع وتسويف وتفريط بحقوق الشعب ومطالبه العادلة في الإصلاح والتغير الجذري والحقيقي ، فكانت النتيجة سواد الوجه والفشل وخيبة أمل والرجوع الى نقطة الصفر لتبدأ صفحة من المهاترات والخطابات مقرونة بالاتهامات فيما بينهم .

نحن هنا نؤشر ونثبت حقائق ليطلع العدو قبل الصديق والخائن قبل الوطني المخلص :
1- ان الشعب العراقي بكل أطيافه ومن شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربة يعاني ويضطهد ويظلم ويحرم ويقتل ويهجر أي انه من يحق له ان يقول ويطرح ويقترح ويسمع صوته أولا قبل كل شيء يحدث او قرار يتخذ .

2- لدى الشعب قناعة أكيدة بأن الفاسد لا يعرف الإصلاح وان الظالم لا يعرف الرحمة وان الباطل لا يعرف الحق وعلى هذا من يطرح تسوية او إصلاح ليس هؤلاء ، بل الشرفاء أصحاب مبادئ وقيم ومنبثقة من عموم الشعب العراقي وبرعاية عربية دولية .

3- ان الذي طرح من خطة ماهي الا جسر لعبور الفاسدين والاحتفاظ بمراكزهم القيادية في عموم الدولة العراقية ، وإنقاذ أنفسهم من المسائلة والمحاسبة من قبل الشعب .

4- ان الشعب العراقي بعد هذه التجربة المريرة وما لاقى ما لاقاه من حيف وظلم وقهر وهضم للحقوق في ظل الوجوه المخضرمة والتي سئم من رؤيتها وليس له أي ثقة او أمان بها ، يتمنى ويطالب المجتمع الدولي بهيئته الأممية ان تتبنى خطة عادلة لإنقاذ الشعب العراقي من الوضع المأساوي الذي يعيشه بعيد عن العناصر الفاسدة التي تتحكم ألان ، واختيار أصحاب الحق من شخصيات وأحزاب وقوى وطنية وبالأخص التي وقف ضد التصرفات والإجراءات القوانين التي أضرت بالعراق وشعبه وطالبت بالتغير والإصلاح وهي قوى تمثل اغلب قطاعات الشعب العراقي ولها القدرة والكفاءة والحضور القوى بين جماهير الشعب .

5- إعادة صياغة عملية سياسية وطنية تمثل الشعب خالية من المحاصصة الطائفية وعابرة للإقصاء والتهميش والاجتثاث واعتبار المواطنة هي الأساس ليس الطائفة او القومية او الدين وإنما العراق للعراقيين كلهم والقانون هو السائد والساري على الجميع مهما كانت صفته او لونه او طائفته او قوميته .

6- على أمريكا وخاصة إدارتها الجديدة بأن تغير من سياستها في العراق وتنظر بمنظار بعيد ومختلف عن البداية وتقر وتعترف ان الثلاثة عشر من واقعة الاحتلال قد أفرزت وغيرت بعض القوى والتوجهات كما أنهت على التداخل بين الخنادق والخلط بين الألوان بحيث أصبح كل شيء يسمى باسمه دون غطاء او غشاء وعلى هذا لم يبقى من يقول ان الوضع في العراق يشوبه الضبابية وعدم الفرز أن مثل هذا الرأي ما هو الا خلط الأوراق وتشويه الصورة التي اكتملت بتضحية وصبر العراقيين ، كما هي تخلي وتهرب من تحمل المسؤولية وتقديم الدعم والمساعدة لإخراج العراق وشعبه من الوضع الشاذ الذي خلقه الاحتلال ومن أتى معه .





الاحد ٣ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة