شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ بروز القاعدة على سطح الأحداث وما تفرغ عنها ، للقيام بأدوار مرسومة لها حسب الحاجة التي تقتضيها طبيعة الحال لمن يقوم على توظيفها ، وبشكل خاص في الوطن العربي ، والقاعدة تبيع نفسها لكل طالب عهر سياسي لممارسة القتل والتدمير في البلاد العربية ، بعد أن امتلك الامريكان بأجهزتهم الاخبارية كيفية توجيها ورسم عملياتها ، فبدت أهدافها واضحة وضوح الشمس ، فحلال عليها ممارسة كل أنواع القتل على الأرض العربية ، وحرام عليها أن تقترب من الحمى الصهيوني والفارسي.

وداعش هذا المولود المسخ ، التنظيم الذي ركب موجة القتل والتدمير والتشريد تحديداً على الأرض العربية ، قد برز دوره بعد أفول الدور القاعدي في الجانب السني من الاسلام ، الذي كانت القاعدة تقوم على تمثيله ، فقد ركزت داعش عملياتها على الارض العراقية ، كأنها رداً على الممارسة الطائفية في الصفحة الثانية للاسلام ، فأمعنت فساداً في ممارسة القتل والتدمير والتشريد في المدن العراقية الرئيسية .

والحشد الشعبي الذي جاء تلبية للدعوات الطائفية التي تمثلها الأحزاب الطائفية التي تحكم العراق ، بعد غزو واحتلاله ، وحملهم على الدبابات الامريكية لاستلام مقاليد السلطة فيه ، ليقوم الحشد الشعبي الطائفي لدخول المدن العراقية التي كانت داعش مسيطرة عليها تحت ذريعة محاربة ارهاب داعش ، فكانت عناصر الحشد الشعبي أكثر سوءاً وقذارة طائفية من تلك داعش الطائفية ، فبات الاسلام بشقيه يفرز الارهاب الداعشي في صفحة ، والحشد الشعبي في الصفحة الثانية ، والاسلام من كليهما بريء براءة الذئب من دم يوسف .

داعش والحشد الشعبي كلاهما افتراء على الاسلام ، وكلاهما يمارسان القتل والتدمير في حق الإنسان ، وعلى وجه الخصوص العربي على الارض العربية ، إن في سوريا أو العراق أو أي مكان من الارض العربية ، وكلاهما قد قاما بتشويه المعاني النبيلة للدين الذي جاءت قواعده مرتكزة على الأخلاق ، كما وصف الله رسوله الكريم ، وكما وصف الرسول عليه الصلاة والسلام نفسه ، لا بل كما وصفه أهل مكة قبل البعثة .

مصداقية الطائفية الدينية للحالتين داعش والحشد الشعبي ، قد انكسرت أمام عدم استهدافهما أي من الكيان الصهيوني أو نظام الملالي في طهران ، رغم أنهما يلتقيان مع النظام الصهيوني ونظام الملالي في ذات السمة والأهداف ، فالكل قاتل ومدمر للحياة الإنسانية ، والكل طائفي يجد في دينه وطائفته أنه فوق الجميع ، فمن يريد محاربة ارهاب داعش لا يمكن أن يمارس الارهاب عينه الذي تمارسه داعش ، فكلاهما في الخندق الارهابي ، ورغم أنهما لا يختلفان في سمة الارهاب إلا أنهما يلتقيان في استهداف العرب والعدوان عليهم ، بالاضافة أنهما أدوات الامبريالية والصهيونية والفارسية المجوسية ، وهذا الثالوث غير المقدس هو من يمثل العدوان على العرب ، ويمزق بلادهم ويشرد مواطنيهم.

داعش وجدت لخدمة الاهداف الامبريالية الصهيونية الفارسية ، وكذلك الحشد الشعبي وجد لتحقيق الأهداف الامبريالية والصهيونية والفارسية لتقوما داعش والحشد الشعبي بالاجهاز على العراق جمجمة العرب ، ورمح الله في الأرض ، وهو من أذاق الفرس كأس سم الهزيمة ، وأسقط نظرية الأمن القومي الصهيوني ، وهزمت مقاومته المرتزقة الامريكان ، لهذا فالكل من هؤلاء له مصلحة في تدمير العراق ، ومن هنا جاءت أهداف داعش والحشد الشعبي تمثل حالة واحدة في الارهاب والطائفية .

داعش قد أدت دورها وستلوذ بالفرار ، وتختفي من مسرح الاحداث ، فلم يعد يحتاج إليها أسيادها لا في واشنطن ولا في طهران ، والحشد الشعبي المرتكز على الاحزاب الطائفية في المنطقة الخضراء الذين يتلقون تعليماتهم من ولاية الفقيه من طهران ، فيما يبدو أن هؤلاء لم يقرأوا جيداً تاريخ الصراع فيما بين ايران والعراق منذ نبوخذ نصر وحتى اليوم ، فقد تم هزيمة الفرس في معركة ذيقار قبل الاسلام ، وقام الاسلام بتدمير امبراطورية الفرس ، واستبدال عبادة النار بعبادة التوحيد ، فعز على الفرس أن يكونوا أطهاراً يعبدون الله ، فحقدوا على العرب والاسلام ، ونفثوا سمومهم باستمرار على العراق ، ولكنهم نسوا أن العراق قد هزمهم خمس مرات بين القادسيتين ، ونسوا أن في العراق رجالاً أشداء لن يركعوا لعميل أو خائن أو معتد فمصير هؤلاء هو الهزيمة ، وسيكون مصيرهم مصير أسيادهم في طهران الذين تعودوا على الهزائم امام العراقيين ، عندما تسول لهم أنفسهم المريضة مواجهة العراق والعراقيين .

dr_fraijat45@yahoo.com





الاحد ٣ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة