بسم الله الرحمن الرحيم
( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )

أحيانا كثيرة لم يفهم العملاء قدرت حزب البعث على الخروج من الأنقاض … نظيفا! في يوم أصدر الحاكم المدني الاميركي للعراق المجرم بول بريمر قراره حل حزب «البعث» وقف عدد من الرفاق مندهشين من مثل هذا القرار هل يعقل أن يصدر هذا القرار من دوله مثل امريكيا التي أدرى من غيرها بشؤون السياسة ، وعلق احد الرفاق عليه بالقول , هل هو مؤسسة من مؤسسات الدولة التي جرى احتلالها ؟.

في سنة 1959 شنت السلطات الدكتاتورية حملة قمعية شديدة ونفذوا سلسلة من الاعتقالات بحق شباب البعث واحالتهم الى المحاكم وسحلوهم بالشوارع وصلبوهم على اعمدة الكهرباء . وكان املهم التخلص من البعثيين وتنظيمهم . ولكن رغم كل ذلك القمع واساليبه القذرة في السحل والاغتيالات والبطش . يستفيقون وأذا بجدران بغداد والمدن العراقية مليئة بشعارات البعث ودعواته للوحدة وادانة الفوضى والعمالة . ويجدوا الشوارع العراقية والمدارس والجامعات مغطاة بنشرات حزب البعث فيجن جنون الطغاة ويزيدوا من حملة القمع ومع ذلك خرج البعث من تلك الازمة اكثر تنظيما وتلاحما. والموقف البطولي الذي أقدم عليه شباب البعث بمهاجمة سيارة عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد وامطروها بوابل من الرصاص لكن قاسم نجا بأعجوبة وتعرض البعثييون للمحاكمات والمطاردة والاضطهاد كما يحصل اليوم في ظل الحكومة الصفوية ، الا أن الحزب تمكن من اعادة تنظيم نفسه ليقود في 8 شباط من العام 1963 اول ثورة شعبية في الوطن العربي، وهي ثورة 14 رمضان التي قضت على حكم عبد الكريم قاسم وجوقة المزمرين ..

استطاع حزبنا بعد الاحتلال الغاشم ان يواجه كل الاجراءات والقرارات بكل شجاعة وبطوله بصبر وايمان واستكمل الحزب بقيادة الرفيق عز العرب عزة ابراهيم ومعه الخيرين من مناضلي الحزب الشجعان مواصلة النضال والجهاد رافعين راية الله واكبر عالية في صولاتهم ضد المحتلين وعملائهم .

ورغم الحملة القاسية والمكثفة التي تعرض لها الحزب قيادة وكوادر واعضاء وجماهير كانت تجربة التواصل وأعاده التنظيم والنضال والجهد وقيادة المقاومة موضع فخر واعتزاز لدى الشرفاء والمخلصين من ابناء الوطن والامة ويتقدم هذا الاعجاب دور الرفيق القائد الامين العام وحلمة وايمانه وقدرته على مواجهة الصعاب في الايام الاولى من الاحتلال واحتوائها والانتصار على الفقاعات العبثية ذات النزعات التخريبية التي كانت تحمل مخاطر انشقاقية خطيرة حاولت ان تهدم جدار الحزب وتعطي فرصه للخونة أن ينالوا من هويه حزبنا العظيم . وكان هناك سببين رئيسين في النصر في هذه المرحلة المهمة والخطرة هما :-

1- روح الانضباط العالي في صفوف الحزب.

2- ثقة مناضلي الحزب بقائدهم الامين العام عز العرب عزة ابراهيم ( حفظه الله ) وبحكمة القيادة وقراراتها وأجرائها .

منذ 2003 واحتلال عاصمة العرب بغداد والى خروج المحتل قدم البعث أكثر 160 الف شهيد لحد نهاية 2012 وبعد 10 -6 – 2014 وماتعرض له البعث في هذه الفترة على يد العصابات المسلحة المرتبطة بإيران داعش – والحشد – وعصابات الاغتيالات واخر احصائية وصل عدد الشهداء الى اكثر 180 الف شهيد هذه الاحصائيات في مايخص الدم . أما في مجال الاجتثاث أكثر من ( 2 ) مليون مجتث منذ 2003 مطرودون من وظائفهم وممنوعين حتى من مزاولة الحياة الطبيعية بسبب المتابعة والاعتقالات ( 6 ) مليون في أرض الشتات . أكثر من 100 ألف في سجون السلطة الصفوية .. وعليكم أن تدركوا شيء أننا مستعدين لتقديم مليون شهيد أخر ولن نبيع مبادئنا ولن نساوم على حقوقنا وثوابتنا وعليكم أن تدركوا قبل فوات الأوان بان المشهد الأخير سيكون انتصارا لنا ..

بعد هزيمة الاحتلال صدر توجيه من قيادة الحزب وبأمر الرفيق الأمين العام للحزب الرفيق عزة ابراهيم اطال الله عمره لحلمه وبعد نظره وتأنيه في الأمر أمر بإيقاف كافة العمليات العسكرية وهذا القرار هو لحرص القيادة على الدم العراقي حتى ولو كان هذا العراقي من جاء يلهث وراء قطار المحتل وكان قرار القيادة واضح هو عدم توجيه السلاح الا للمحتل الغاصب حتى المدنيين الاجانب من الامريكان استثنتهم القيادة من العمل العسكري ..

وهنا نذكر بقول الكريم سبحانة وتعالى ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) كان المسلمون في أول الإسلام ممنوعين من قتال الكفار، ومأمورين بالصبر عليهم، لحكمة إلهية، فلما وأوذوا أذن لهم بالقتال ، لأنهم ظلموا، بمنعهم من دينهم، وأذيتهم عليه، وإخراجهم من ديارهم . فإن رأيتم من حليم خلوق فلا تكثر عليه

( والله من وراء القصد )