شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾
( النحل )

تحتل صحة المواطن الصدارة في اهتمامات الحكومات واهم مادة يجب ان تكون مضمونة وذات صلاحية عالية هو غذاء المواطن الذي يتناوله يوميا وفي كل الأوقات أي لا يوجد من يستغني عنه الا المشرف على الموت او الذي مات ، وقد اتخذت أغلب الحكومات الغنية والفقيرة ، المتطورة والنامية جملة من القوانين الإجراءات للمحافظة وسلامة الغذاء الذي يستهلكه المواطن لان هذا من بعض واجباتها الدستورية والأخلاقية والدينية ، فالخداع والحيلة والغش ممكن ان يصدر من القطاع الخاص ولكن في نفس الوقت الدولة مسئولة على حماية المواطن بإجراءاتها المتخذة وان كان هناك تلاعب من قبل منتسبي الدولة وهذا نادر ما يحصل ولكن ان كان فتساءل الدولة ولكن في نفس الوقت لا يكون الغش والخداع بقوت الشعب فإنها كارثة ما بعدها كارثة فالإجراء الحكومي هنا قبل كل شي وضع اليد على المادة المشتبه بها ويمنع توزيعها ومن ثم يبدأ التحقيق وتعوض عنها بصالحة وأن دفعت أموال أكثر من خزينة الدولة وهي خزينة الشعب ، ان الشيء الذي يحدث ألان والذي لا يصدق ولم يحدث سابقا من ان حكومة تدعي إنها منتخبة واتت عبر صناديق الاقتراع اي الشعب هو من أتى بها وتتصرف بهذا الشكل المشين والمنحط بأن تقتل شعبها فهذا لا يفهم او يدل الا أنها حكومة مرتزقة ولملوم وغير عراقيين إلا بالجنسية وهذا قد يكون واضح لدى معظم الشعب من هم ؟ ومع من أتوا ؟ وأين كانوا؟ وكيف وصلوا ؟ ،

لقد عشنا في ظل حكومة البعث التي كان هدفها هو خدمة الشعب وانه الغاية والوسيلة وخير من حافظ على المواطن من المتلاعبين في قوته وخاصة زمن الحصار الظالم وقد ضربت بيد حديد كل من سولت له نفسه استغلال الشعب او غشه في صلاحية الغذاء ، فقد كانت تشجع وتدعم كل خير ونفع للشعب يأتي من أهل الخير وتحاسب وتقاضي كل من يضر بالشعب مهما كانت صفته ، وانأ ألان أتذكر حالة في زمن الحصار الظالم مطلع سنة إلفين وأرادت وزارة النقل والمواصلات ان تستورد سيارات بيك أب من شركة صينية نوع ( فاو ) وقد ذهب وفد للتعاقد عليها وحدد السعر ، ولكن الدولة طلبت ان يجري تخفيض الاسعار وزيادة العدد وفعلا حصل ذلك ولكن كان ذلك على حساب جودة المادة المصنعة فتم تبديل بعض مواد السيارة بأقل جودة ولكن بنفس الشكل والتصميم وتمت الصفقة وقد علمت الدولة بهذا التغير فبدل ان تكرم أعضاء اللجنة تم توبيخهم واستبعادهم عن اي لجنة مشتريات لاحقا ، وألان جريمة الرز الفاسد الغذاء الرئيسي للعموم الشعب العراقي وخاصة من الفقراء والطبقة المتوسطة يحتدم الجدال والنقاش وتكثر الاجتماعات والتصريحات من قبل مسئولي أجهزة الدولة ويمضي الوقت لتقع الفأس في الرأس لكي يجدوا أعذار وتبريرات لا قناع الشعب بأن المادة هي صالحة والمشكلة أن مازال توزيع المادة مستمر وبعض العوائل استلمت المادة وتناولتها وأحست بطعمها الغريب والحكومة غارقة في الاجتماعات والجدال وكان الحدث ليس يهم الشعب ، ومن يمكن للمواطن ان يدرك وتؤكد له هذه الحالة بأن الأسباب قد أصبحت واضحة ولا تحتاج لسماع صوت الحكومة النشاز ولا تبريراتها المعيبة ولا قراراتها الباطلة وإنما يحتفظ الشعب بحقه وكيف يدافع عن نفسه وسوف ينتظر أركان الحكومة الفاسدين موقف مشرف للشعب عند إعادة تشكيل حكومة للدورة القادمة ف ( المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين ) ، ومن مؤشرات هذا الحدث :

1- هناك مسئولي كبار في الدولة والأحزاب الطائفية وراء هذه الصفقة ولكنهم ليس في الواجهة وقد يستلموا حصتهم من مبلغ الصفقة .

2- يتضح عجز وخوف رأس الحكومة من اتخاذ اي إجراء ومحاسبة لأنه شخص تابع وشخصية ضعيفة مهنيا وحزبيا ومتمسك بالمنصب لكي يخدم أسياده ..؟ ولا يهمه الشعب .

3- التكتم والحفاظ على عدم إثارة القضية وانتشارها لتجنب الفاسدين من ان تصل القضية الى الرأي العام بل العالمي ويأتي اسم الشركة التي صدرت المنتج كونه وحسب العقد مخصص غذاء الى الحيوانات وليس صالح للبشر او ان المادة منتهية الصلاحية وطلبوا من الشركة ان تغير التواريخ مقابل ثمن .

4- أثبتت هذه وغيرها من سابقاتها بان الحكومة لا تمثل الشعب وليست أمينة عليه وحافظة لحياته بعد ان هدرت كرامته وأصبح غريب في وطنه تتحكم بمصيره غرباء اخذوا الشرعية من المحتلين الأمريكي والإيراني وما الحكومة الا عبارة عن وصي تنفذ أوامر فقط لتكسب الرضا والثراء على معانات الشعب العراقي .

5- ليس بغريب لرؤوس الفساد في الدولة أن يتم استبداله في الأسواق بتالف او منتهية الصلاحية وقد حصل ذلك عندما استبدلت مادة ذات نوعية وجودة عاليين بأخرى اقل وتم توزيعها على بعض المناطق وهي مقصودة سياسيا وطائفيا .

لذا على المواطن ان تكون له كلمة وموقف ويرفض استلام المادة من الوكيل ورزقه ورزق أطفاله على الله الذي لم ينسى عبده كما في توله تعالي :
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾
( الشعراء )





الخميس ٧ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة