شبكة ذي قار
عـاجـل










في ظل التامر والظلم الذي يتعرض له حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي . استطيع ان استعير عنوان مقالتي هذه من كتاب { في سبيل البعث }وتحديدا من حديث الرفيق القائد المؤسس رحمه الله الذي خص به عدد من المناضلين السوريين في تموز عام 1970.. اقتباس العنوان يجعلنا ان نقف كثيرا امام الحقائق الواضحة التي عبر عنها الحديث الذي قيل قبل 47 سنة من الان . السؤال الاهم .؟؟ هنا لماذا هذه المؤامرة .؟ وهل حقا هناك مؤامرة .؟ ام هو ادعاء لتبرير اخفاقات معينة في زمن معين .؟ وهل المؤامرة هذه وليدة اليوم ولحظتها ام لها تاريخ واشكال واصول .؟؟.. يقول بعض رفاقنا ان حزبنا تعرض الى مؤامرة كبرى منذ عام 2003 الذي فيه احتل العراق وانهار فيه النظام الوطني الذي كان يقوده حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي. –هذا كلام صحيح – لا اعتراض عليه ولكن ما يتعرض له حزبنا ليس وليد هذا الاحتلال والانهيار .!! بل الدلائل تؤكد بما لايقبل الشك انه توجد مؤامرة تاريحية على حزب البعث العربي الاشتراكي يقول عنها القائد المؤسس (لم تبدا اليوم ولا قبل سنوات وانما من سنين طويلة )..بدات منذ ان اتضحت حقيقة عقيدة ومبادئ واهداف الحزب . عندها شعر اعداء الامة ان هذا الوليد الجديد القادم سوف يهدد مصالحهم ونفوذهم .خاص بعد ان ادركوا مدى تجاوب مبادئ وعقيدة هذا الحزب من حاجات الامة التاريخية في الانطلاق والتحرر والانعتاق . لذلك فان تصميم المؤامرة على حزب البعث العربي الاشتراكي هو بالاساس تصميم على يقضة الامة العربية ..لذلك تناوب اعداء هذة الامة في تغذية هذه – المؤامرة – هؤلاء متمثلين بالقوى الخارجية المعادية للامة اصحاب مشاريع التفتيت والتقسيم والسيطرة والرجعية العربية والعملاء الصغار الذين غدوا ادوات تدمير هذه الامة . من المعلوم والمعروف ان كل بلدان العالم العربي كانت حتى الامس القريب مستعمرات لواحدة من الدول الاستعمارية الثلاث – بريطانيا ,فرنسا او ايطاليا – وكان الاستعمار في ثوبه القديم احتلال عسكري مباشر وغاشم . الامر الذي استفز مشاعر الشعب العربي وطليعته الثائرة وحرك غيرتها على الامة . فانطلق حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي وانتفض يطالب بحرية الامة واستقلالها وخروج المستعمر .. وبمشاركة قوى الامة وطلائعها خرج المحتل المستعمر بعد ان قدمت الامة العربية التضحيات الجسام . وخرج المستعمر وبدهاء عاد مرتديا هذه المرة -ثوبا جديدا – متحول من استعمار عسكري مباشر الى استعمار اقتصادي وثقافي مباشر وغير مباشر . وليتم ذلك بشكل فاعل , كان لابد من ايجاد عملاء الذين سيقوم بالمهمة عنه ويضمن له بقاء ثروات الامة تصب في خزائنه - فكان ان اوجد – الحكومات الرجعية العميلة له والمرتبطة به مسيرا ومصيرا. لذلك غدت تلك الحكومات السيف المسلط على راس الشعب العربي . وبما ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو وليد من الواقع العربي فبالتالي - لم يكن مقبولا – ان ياتي منزها من امراض هذا الواقع . ولا مسموح له ان يكون العمود الذي يلتف حوله الشعب العربي الذي وجد فيه المنقذ والطليعة التي تقوده الى الانتعاق والحرية والحياة السعيدة ... الحقيقة الثابته تقول { ان حزب البعث العربي الاشتراكي نشأ كاندفاعة وتلبية صادقة لحاجات الامة } . واستنادا لهذه الحقيقة :-

1-احتضنت الامة العربية وبثقة قوية حزب البعث العربي الاشتراكي عندما جعلته بديلا قويا عن عجزها وسبيلها لتطوير قواها والحاقها بركب الحضارة المعاصرة علميا واقتصاديا وسياسيا .

2-اكتشفت الامة العربية ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو القوة القادرة على المواجهة مع المتربصين بها والطامعين بثرواتها .
3- جعلت امتنا العربية حزب البعث العربي الاشتراكي هو – المحرك للجماهير- والقائد لها من خلال عمق مبادئه وصدق اهدافة وتضحية مناضليه .

امام هذه الحقائق فهل هناك مؤامرة تاريخية على حزب البعث العربي الاشتراكي .؟ من قبل القوى الاستعمارية والرجعية العربية والعملاء .؟ وهل بالفعل حزبنا واقع حقا تحت دائرة الاستهداف .؟ - بارداته او غير ارداته – عبر فلسفته المنطقية المستندة الى تحرر الامة وانطلاقها . وقبل الجواب على هذا التساؤل المشروع . ارى أنه من المستحسن .

اولا:- أن نسلط الضوء على الثنائية المترابطة في مفاهيمها انها ثنائية (( البعث )) و (( الامة ))

ثانيا: ان نعرف قبل كل شيء الترابط والتوافق بين المبادئ والعقيدة والحجج الواقية لتحرر الامة من امراضها وعللها وتطلع جماهير الامة الى حياة افضل .

الحقيقة التي جاءت في بعض المنطلقات النظرية للحزب التي اقرها المؤتمر القومي السادس في تشرين الاول عام 1963. تقول(( وبالاجمال فانه حزب الانقلاب على نفسه اولا ثم على الاوضاع الفاسدة حوله ثانيا . انه حزب الطليعة الواعية المستوعبة للاوضاع وسير التاريخ والمؤمنة بالتقدم وحتميته . وبذلك المنهج ايضا استطاع ان يكشف ان الاسلوب الذي يحث ذلك البعث الجديد ويؤدي الى الانقلاب لايمكن ان يكون الا بالثورة . ان هذا الاسلوب وحده هو الذي يوصل الى رشد الجماهير وتوعيتها . } حقيقة جدلية لابد من توكيدها مجددا وهي التي تفيد بان عملية القضاء على امراض الامة وعناصر تخلفها وتراجعها لابد من وجود طليعة وقوى مؤثرة تقود عملية التغير والثورة . وبمعنى اخرى ان الامة بحاجة الى طليعة ثورية تتوافر فيها شروط ومقومات تستطيع ان تؤدي دورها النضالي المؤثر في انبات الوعي الثوري وتعبئة علمية ناجحة للجماهير ضد جلاديها . لذلك عرف حزب البعث العربي الاشتراكي هذه الحقيقة التاريخية المهمة في الاربعينات القرن الماضي ونجد في استيعابها مما جعله واحدا من الاحزاب الثورية القلية التي تسنى له قيادة النضال الاجتماعي والقومي في ظروف محلية واقليمية ودولية صعبة على اثر تصاعد حدة المشكلات والتحديات وافرازاتها المدمرة على الامة العربية . وفي ظل مناخ السوء قوامه علاقات اجتماعية واضاع اقتصادية وقومية بالغة السوء والتعقيد داخل الامة العربية . لذلك استخدم حزب العث العربي الاشتراكي في طليعة عمله الثوري ونشر افكاره بين الجماهير , استخدم اسلوبا علميا يستند الى الحقائق التي لا تحتاج الجماهير الى الكثير من الجهد لرؤيتها فسلط الاضواء الكاشفة على تلك العلاقات والاوضاع الفاسدة وحلل وفسر وحدد الحلول الثورية للتغير المنشود في اطار حركة التاريخ الجدلية الصاعدة حيث تحول بحق الى الذات الثورية المحركة للجماهير نحو تغير الواقع بوصفه الموضوع الذي بات هذف لكل اشكال ونضال جماهيره الكادحة.
من هنا نستطيع ان نقول ان حزب البعث العربي الاشتراكي بانه الحركة الوحيدة في الوطن العربي التي استشرفت المستقبل بنظر صافي وصممت اسس النضال العربي القادر على الصمود والاستمرار .. من هذه الحقائق نرى ان المؤمراة على حزب البعث العربي الاشتراكي في حساب الاستعمار وعملائه هي عملية تعطل للامة وقواها المعبرة عن مشروع تحررها ..
 





الاثنين ١١ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة