شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
{ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ }

إن مما ينبغي أن يعيه المناضلين في صراعهم مع الباطل ومدافعتهم له ومقارعتهم إن الصراع بين الحق والباطل سنة ربانية ، ولولا الصراع بين الحق والباطل لم يقم علم الجهاد، ولم تخلق النار وبئس المهاد، وما وجدت الجنة لخير العباد، ولما نودي يوم التناد: { فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ } وأعلموا أن غربال القَدَر قد نُصِب لتتميز الصفوف بين الصحيح والمعطوب ، أو السليم والمضروب، أو الصالح والطالح، أو النافع والضار، أو الصادق والكاذب , أن من يوم الاحتلال لبغداد العروبة وهبّت ريح الفتنة حتى بدأ التمايز، فنطقت الألسن بما في القلوب وأخرج الله ما في الصدور، وما من مناصر إلا وكشف الرحمن جل جلاله لقوله الحق تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }. وهذه من بشائر النصر تميز الصفوف ، فكل من أسود وجهه يقف الآن مع ‫الحكومة الصفوية رغم كل جرائمها بحق الشعب العراقي . وفي هذا بشرى، إذ يميز الله الخبيث من الطيب , لا يأتي نصرٌ ولا يتنزَّل في صفوف مختلِطة؛ خبيثها بطيبها، وطالحها بصالحها، وسقيمها بصحيح .. يقول الحق سبحانه وتعالى { مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } ‬‬‬

وإذا ما نظرنا في صراعنا الاستراتيجي مع أعدائنا اليوم بلا شك هو صورة من صور الصراع بين الحق والباطل المستمر قال الله تعالى: { وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا }

أذا هو صراع بين الحق والباطل ونحن رجال البعث هذا هو قدرنا حملة رسالة هذه الامة نمر على شفرات السيوف ونأتي المنية من بابهــا ، نحن نواجه أعداءً ماتت في ضمائرهم وضمائر كل القيم الإنسانية ، والأعراف الدولية ، وداسوا على حقوق الإنسان في حوافرهم ، لأنهم كالبغال يقتلون الرجال والنساء والاطفال بدماء باردة .. الرفيق المناضل عز العرب عزة ابراهيم أطال الله عمره في خطابة لذكرى 67 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ( سيبقى بعث العروبة هو الخلية الأساسية الحية الأصيلة المفعمة بالعطاء والنماء في حياة الأمة يحقق لها صورة انبعاثها الحضاري المتجدد فيما تمتد جذوره إلى أعماق تاريخ الأمة وحضاراتها وتراثها الغني العزيز يستلهم فيه ومنه المناضلون المجاهدون البواسل قيم المبادئ الرسالية ومعانيها العميقة ويستلهمون منه قيم البطولة والرجولة والفروسية. يهتدون بهديه ويعشقون مسيرة رموزه وبطولاتهم وأدائهم العالي ويقتدون بعناوينه وراياته العالية عمر وعلي وخالد وسعد والمثنى والقعقاع، يعشقونه ويتعشقون سيرة الحسين عليه السلام زينة الرجال وفخرهم في الدنيا والآخرة، عنوان الثبات على العقيدة والمبادئ، عنوان الصمود والتحدي لقوى الظلم والطغيان والعدوان، عنوان البطولة والرجولة والتضحية ))

كيف يأتي النصر ..؟؟ لابد من الشدائد، ولا بد من الكروب، حتى لا تبقى بقية من جهد، ولا بقية من طاقة، ثم يجيء النصر بعد اليأس من كل أسبابه الظاهرة، التي يتعلق بها الناس، يجيء النصر من عند الله. أعلموا أيها الرفاق أشد أوقات المحنة واضطراب الأمور تكون هي التي تسبق النصر قال تعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }

ايها الرفاق أسمعوا قول الحق سبحانه وتعالى (( وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )) ويقول تعالى ) لينصرن الله من ينصره )، فالله قد بينّ وبشكل لايدعو للبس بحتمية انتصار الحق وانكسار الباطل لأن الباطل مهما صال وجال، ومهما ثار وفار، فإن كيده ضعيفاً، ومصيره للإنمحاق والزوال ، وإنه إذا استطاع أن يخدع بعض الناس بعض الوقت غير أنه لا يستطيع أن يخدع كل الناس كل الوقت ..

يارفاقي نحن أصحاب حق والحق منتصر والباطل زاهق هذه هي عقيدتنا وهذا ما وعد الله أولياءه ( ولا مبدل لكلمات الله ).

والله والله والله يارفاق البعث اننا ما قرأنا اليوم أية الا حسبناها نزلت في أمثالكم والنصر ات لاريب فيه ويوم تبيض وجوه وتسود وجوه وبشر الصابرين ..

بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ))
صدق الله العظيم
 





الثلاثاء ١٢ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة